((106))
حكاية الحمار و الجزرة؟
رواها الدكتور أحمد زكى في كتابه " ساعات السحر"فقال:
أنه وجد ولدا من "أولاد البلد" يضحك على حمار بجزرة.
كان الحمار حماره، وكانت الجزرة جزرته.
كان مع الولد عصا طويلة وضعها على عنق الحمار بالطول، ثم ربطها بعنقه
فامتدت أمام رأسه متراً، ثم ربط في طرف العصا أمام الحمار جزرة.
وعندما رأى الحمار الجزرة تتأرجح أمام عينيه أسرع الخطا لينالها
ولكنها استمرت في مكانها لا تقترب، وكلما أسرع الحمار أسرعت
وكلما أبطأ أبطأت، وظلت المسافة بين فم الحمار وبين الجزرة ثابتة
و لكنه ظل يدأب .. سألت نفسى و أنا اقرأ هذا الفصل الممتع في كتاب دكتور أحمد زكى:
ما أعجب ما وضعت الحياة من نظم تصدق على الإنسان كما تصدق على
الحمار فلا بد من هدف يتراءى و يخبو حتى نظل عبيدا له و للحياة تشقينا
و تكد منا الجسد و العقل و الفهم ثم لا تشبع و لا نشبع
من منا قال و هو في رحلة الحياة : " إلي هنا يجب أن أستريح؟
"من منا سعى الي الثروة فنالها فقال: لم أصبح في حاجة الي مزيد؟
من لم يتزوج طلب الزواج و من تزوج طلب المزيد !!
من رزق بالذكور يطلب البنات!!
و من رزق بالبنات يطلب الذكور!!
و من رزق الاثنين يقول هل من مزيد!!
من منا تخلف عن السعى لانه بلغ نهاية الشوط؟
و لكن هل في الحياة شوط له نهاية؟؟
إننا كلما بلغنا ما نعده نهاية بدأ شوط جديد فنظل عبيدا أبدا لشهواتنا
و مطامعنا و آمالنا كاذبة أم صادقة أمينة أم خادعة سعيدة أم شقية
إن بلغنا السعادة بحثنا عن الشقاء .. إن استراح كل منا عند نهاية الشوط
و لم يبدأ شوطا جديدا كانت نهاية الشوط نهايته و ليس منا من يحب أن يموت !!!!!
فهل نظر كلا منا لما في يده و قال الحمد لله
و بدلا من السعى وراء المجهول و الذي نعتقد سعادتنا فيه و نلهث وراءه
و هو مرة يطمعنا فيه و مرة يبعدنا عنه فى رحلة شقاء سرمدية !!!!!!!!
أليس من الافضل أن ننظر لما في ايدينا و نقول بلسان الحال و المقال
اللهم لك الحمد اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و ارزقنا الرضى به وقنا شر انفسنا و شر شياطين الانس و الجن يا رب العالمين