منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7625
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند Empty2015-01-28, 10:29 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء الثالث عشر
قصة الملك الفرمند


( قال الراوي ):
كان في بلاد مصر ملك يقال له الملك الفرمند بن متوج، وكان ملكا عظيم الشأن يحكم على أبطال وفرسان يكل عن وصفها اللسان، ولما قتل بنو هلال البردويل وولوا مكانه ابن أخته سعيد، قاموا وتهيأوا على الرحيل، ثم ساروا يقطعون كل سهل وبر، حتى وصلوا الى مصر فنزلوا في تلك النواحي والأطراف ورعوا الزرع حتى حصدوه حصدا، وأما ما كان من فرمند ملك مصر فانه رأى مناما هائلا، فقام مرعوبا فأحضر الرمال وأشار يخبره عن ذلك.

ففسر له الرمال منامه، ولما فرغ من كلامه اضطرب الفرمند اضطرابا عظيما وهو في هذه الحال اذ دخل عليه المهلهل حاكم الصالحية وسلم عليه وبكي بين يديه وأشار يعلمه بواقعة الحال ويذكر قدوم بني هلال الى تلك الأطلال.

عندئذ فهم الفرمند فحوى كلامه، اشتدت عليه المصائب، وخاف من العواقب فأحضر الوزراء والأعيان وعقد مجلسا بهذا الشأن، وبعد جلسة طويلة، استقر الرأي على أن يطلب منهم عشر المال والنوق والجمال، فان أجابوه حصل المراد والا فانه يبادرهم بالحرب والقتال.

ثم طوى الفرمند الكتاب وأعطاه الى النجاب ليأخذه الى السلطان ويأتيه بالجواب، فأخذه وسار وجد في قطع القفار حتى وصل الى قوم في ذلك اليوم، فدخل على السلطان حسن وهو في الصيوان وكان عنده جملة من الأمراء والأعيان، فتقدم وسلم وناوله الكتاب ووقف بانتظار الجواب، فلما فتحه وقرأه وعرف معناه اغتاظ الغيظ الشديد وقال لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، كل ما وصلنا الى اقليم يبادرنا أميره بالتهديد ويطلب منا عشر المال أو الحرب والقتال، ثم أمر الخدام أن تأخذ الرسول الى دار الضيافة وبعد ذلك قرأ الكتاب على أرباب الديوان واستشارهم، فقال أبو زيد أرى من الصواب أيها الملك المهاب أن ترسل له الجواب وتوعده باجراء الطلب وتطلب منه مهلة عشرة أيام لبينما نكون قد أخذنا الاستعداد التام للحرب والصدام، فاستحسن هذا الخطاب وكتب له الجواب.

وطو الكتاب وختمه بختمه وأعطاه الى الرسول، فسار به الى أن وصل الفرمند، فسلمه اياه ففتحه وقرأ وعرف رموزه ومعناه ففرح واستبشر وزال عنه الهم والكدر وأيقن ببلوغ الأمل وظن أنه سينال ما يطلبه المواشي والفضة والذهب، ولم يعلم أن دون هذا الطلب الهلاك والعطب، ولما مضى الوقت المعين ولم يقف على افادة من السلطان، نما غيظه وزاد عليه الحال، وكتب للسلطان حسن يطلب منه عشر المال بخطاب وأعطاه الى نجاب وأمره أن يسير به الى السلطان ويأتيه بالجواب، فأخذه وسار وجد في قطع القفار حتى وصل لبني هلال، فدخل على السلطان حسن وسلم وبأفصح لسان تكلم وأعطاه الكتاب وطلب منه الجواب، فلما قرأه وعرف فحواه التفت الى من حوله من الأمراء والأعيان وأعلمهم بما كتب الفرمند وقال ما رأيكم في هذا الشأن؟؟

فقال أبو زيد للنجاب سر بأمان وقل لمولاك بأنه في هذا النهار ينال المطلوب، ففرح النجاب بهذا الخبر ورجع وأخبر مولاه بما سمع، ففرح واستبشر وزال عنه القلق والضجر، وبعد ذهاب النجاب قال السلطان حسن الى أبي زيد على ماذا عولت أن تفعل يا ابا الحيل؟!

قال: مرادي أن أحتال على الفرمند بحيلة يكون ما سبقني اليها أحد، وهي أن أختار أربعين بنتا من بنات العرب ومن جملتهن الجازية أم محمد وأحضر أربعين صندوقا يكون كل صندوق من طبقتين، فأجعل الطبقة الأولى للقماش والحرير والطبقة الثانية للفرسان المغاوير، ونحملهم على ظهور الجمال وأركب أنا مع البنات والأحمال ونسير الى الفرمند على سبيل تقديم المال وندخل السرايا وهو لا يعلم بهذا الحال، حتى اذا وصلنا الى هناك، احتلنا عليه وبنجناه وبلغنا منه ما نتمناه ما في قصره من الأموال، ثم ارتحلنا بالحريم والعيال من هذه الأطلال، وليس لنا غير هذا التدبير، فلما انتهى أبو زيد من هذا الخطاب، التفت ايه دياب وقال له ليس هذا الرأي بصواب، لأننا نخاف أن ينكشف الحال، والرأي عندي أن نبادر بالقتال ونشغل فيهم ضرب السيوف والنصال، فتعهد أبو زيد أمام السادات في النساء والبنات وأنه يرجعهن سالمات، فقال له السلطان حسن افعل ما تريد أيها الفارس الصنديد، فعند ذلك تجهزت البنات في الحال وفعل أبو زيد كما قال وكان بين هذه البنات وطفا بنت أبي زيد زبنت القاضي بدير والست ريما وبدر النعام وجوهرة العقول وسعد الرجا، ولبس أبو زيد فروا من جلد الثعالب والذئاب وتقلد بالسيف من تحت الثياب وأرجى له سوالف طوالا ومسك بزمام ناقة الجازية أم محمد، فتعجبوا من أفعاله وقال له السلطان حسن لله درك على هذه الحيلة التي لم يسبقك اليها أحد، ثم جعل يوصيه بالبنات، فودعهم وسار بمن معه من البنات والصناديق ومن داخلهن الأقمشة الحسان والأبطال والفرسان، حتى دخل المدينة وطلع قصر الفرمند، فوجده مزينا بأحسن الزينة، وكان الفرمند قد بلغه قدومهم فالتقاهم بالترحاب والاكرام، فسلمت البنات عليه وجلسن حواليه، فقال أهلا بالكواكب والأحباب، وكان أبو زيد أمام الجميع وهو يرقص ويلعب ويضحك ويطرب، وهو بالصفة التي وصفناها، فسأل الفرمند البنات من يكون هذا الإنسان؟ فقلن هذا مهرج يزيل الغموم، فانسر غاية السرور وسأله عن اسمه قال اسمي قشمر بن منصور، قال مثلك من يصلح لمسامرة الملوك لما فيك من الحركات وحسن السلوك، فاملأ لي هذا الكأس حتى يزول عني البأس، فملأه وناوله اياه فأخذه منه وظن أنه بلغ المراد، ولم يعلم أن دون ذلك خرط العتاد، فعند ذلك غنت البنات ودقت على الآلات حتى كاد يرقص القصر ويطير من شدة الطرب والفرح، وكان الملك وقعت عيناه على الجازية، فهام بها وتعلقت نفسه فيها لأنها جميلة المنظر ولطيفة المحضر، فأجلسها بجانبه، وسأل أبو زيد من تكون هذه الحسناء؟ فقال له هذه الجازية أخت الأمير حسن، فالتفت اليها وقال لها غني لي على هذه الكأس يا صبية فان قلبي اليك مال، فأجابته الى مقاله وأخذت تغني له بهذه الأبيات:
تقول الجازية من قلب جريح
فنحن اليوم قد جئنا هدية

هدية من أبي مرعي الهلالي
أمير في البوادي والرعية

أيا حيف الغلا يأتي بلادي
ونجد يا ملك أرض عدية

نشف ماؤها وقل الخير منها
وصارت مقفرة أرضا رزية

رحلنا نبتغي أرض المغارب
أنا في هودجي وسط الخبية

جئنا لمصر صرنا لك حلائل
و لا عاد في رواح ولا مجية

ألا يا جازية حني عليا
فعقلي راح كله بالسوية

ألا يا مرحبا فيكم جميعا
وزال الشر عنكم والرزية

ألا يا جازية حسنك سباني
ومثلك ما رأينا في البرية

فعيناك كما عين الغزالة
حواجبك مثل قوس منحنية

مقالات الفتى فرمند صادق
ونيرانا بقلبي مصطلية


فلما فرغ الفرمند من كلامه، شرب الكأس على اسمها وهو يتأمل في محاسنها وبياض جسمها، ثم أمر قشمر أن يملأ له كأسا آخر، فملأه وناوله فأخذه وتقدم الى وطفا بنت الأمير دياب وقال لها غني لي على هذا الكأس يا بنت الأمجاد، فغنت.

فلما فرغت من الغناء انشرح الفرمند وشرب الكأس على اسمها وأعطاه لقشمر فملأه وقد زاد عشقه وهواه ثم سأل جمال الظعن من تكونين يا رية الحسن؟ قالت أنا بنت أبو زيد قال أنت بغية المراد وأنا أسأل رب العباد أن يرزقني منك بولد يكون مثل جده الأسد ثم قال بحياة رأسي أن تغني لي على كأسي فأخذت تسقيه الخمر بيديها، وغنت له فطرب طربا عظيما، ومن كثر ما سقته بيدها المدام ما عاد يميز بين النور والظلام، ثم أنه صرف الأغوات والخدام حتى لا يكون أحد في هذا المقام، وبعد ذلك سقته كأسا آخرا على اسمها وشكرها على نظامها، ثم أعطتها لقشمر ليملأه فملأه وأعطاه اياه، فجلس أمام نجلا ثم جلس أمام جميع البنات الأبكار وهن ينشدنه الأشعار وهو يشرب العقار، حتى غاب عن الوجود وصار بصفة مفقود، فعند ذلك بنجه أبو زيد ونزع ما كان عليه من الثياب ولفه بحرام، ثم فتح الصناديق فخرجت الأبطال مثل الأسود، فنهبوا ما في القصر من الأموال والتحف الغوال ولم يتركوا شيئا في القصر الا أخذوه، وكانت وطفا قد أخذت خاتم الفرمند، ولو أرادوا قتله لقتلوه وأسقوه كأس الحمام، وساروا حتى وصلوا الى باب البلد فاعترضهم الحارس، فأرته وطفا خاتم الفرمند وقالوا نحن من جملة الخدام قاصدين الآن أهلنا لأجل المنام، فعند ذلك فتح لهم الباب، ولم يعرف حقيقة الأسباب، فساروا وقد استبشروا بالفوز والنجاح الى أن وصلوا الى بني هلال، ففرحوا بقدومهم، ودخل أبو زيد على الأمير حسن فالتقاه بالترحاب والإكرام وسأله عما فعل فأجابه يقول:
يقول الفتى أبو زيد الهلالي
يابو علي جبت البنات وجيت

وجبت لك مال كثير وعدة
تحف وجواهر يا ملك عبيت

وجبت معادن مع سيوف مسقطة
وديباج مع كتان لك شديت

دخلت الى قصر الملك يابو علي
وأركانه يا أمير لك هديت

رقصت للملك وطيبت خاطره
ومن بعد ذلك كاسه سقيت

انقلب فرمند على الأرض واقع
فقمت أنا من ساعتي فزيت

جئنا بعون الله يا أمير كلنا
فلا تحسبوني نمت وانسريت

وجبت البنات والأموال جميعها
وهذه فعالي والذي سويت

قول أبو زيد الهلالي سلامة
وقط يوم الروع ما ذليت


فلما انتهى أبو زيد من كلامه، قالوا الأرفق لنا أن نرحل قبل أن تدهمنا الأبطال والفرسان، فأمر حسن بدق الطبول للإرتحال، فدقت الطبول وركبت الفرسان ظهور الخيل ورتحلوا من تلك الأطلال بالحريم والعيال حتى ابتعدوا مسافة يومين عن البلد خوفا من أمر يتجدد، وكان الأمير دياب وزيدان في أول الظعن، أما وزراء الفرمند وأكابر الأعيان فانهم استبطأوا حضور ملكهم الى الديوان، فلما فات الوقت ولم يحضر، أخذهم القلق والضجر وقالوا لابد لهذه العاقة من سبب، وكان له ابن أخت اسمه محمود الغضنفر وكان وزيره الأكبر وقائد العسكر، فصعد الى القصر في جماعة من الحجاب ودخل الى القاعة فوجدها خالية ووجد خاله ملفوفا بالحرام ومطروحا على الأرض، فغاب عن الصواب، واستعظم هذا المصاب فأرسل وأحضر أرباب الديوان، فلما نظروا ملكهم على هذا الحال، اعتراهم الانذهال، ثم أعطاه ضد البنج فعطس ورأى نفسه ملفوفا في ذلك الحرام وهو في حالة الذل والهوان، ولم يحد البنات والنسوان، فزاد مصابه وعظم اكتئابه وأتوه بحلة من أفخر الحلل فلبسها وقد اعتراه الخجل لما رأى نفسه على تلك الحال وهو بين الوزراء والسادات، ثم أخبرهم بواقعة الحال وطلب منهم أن يكونوا مستعدين للحرب والقتال.

وهكذا استعظموا الأمور ودقت طبول الحرب واجتمعت الفرسان والأبطال، وكانت مائتي ألف مقاتل فركبوا واستعدوا للقتال وركب محمود في مقدمة الجنود، فقال له الفرمند اتبع بني هلال الأنذال، وامنعهم عن الارتحال بضرب السيوف والنصال وأنا أتبعك بباقي الرجال، فسار الوزير بالفرسان والأبطال وراء بني هلال حتى أدركوهم، فلما رأت بنو هلال العساكر المصرية قد أقبلت، استعدوا للحرب والقتال وركبت الفرسان والأبطال وخرج الوزير محمود من بين الأبطال، فصال وجال في ساحة المجال وطلب مبارزة الفرسان والأبطال، وقال لهم هل من مبارز هل من مناجز فلا يبرز لي كسلان ولا عاجز اليوم يوم الهزاهز، فنزل اليه أبو زيد فالتقاه الوزير بالعجل وهجم عليه وحمل، وأخذا في الطعن والصدام والمهاجمة والاقدام والمفارقة والالتزام، واستمرا على تلك الحال الى وقت الزوال، فعند ذلك دقت طبول الانفصال، فافترقا على سلامة، وعند رجوع أبي زيد الى الخيام، سأله الأمير حسن على خصمه فقال هو بطل همام وليث درغام، فقال الأمير حسن لابد من ثاني الأيام أن نهجم عليه بالمواكب، لأن الحريم والعيال سبقونا مع الأمير دياب، وفي ثاني الأيام استعدت العساكر للحرب والصدام، وتطاعنوا بالرماح والقواضب وما زال السيف يعمل والدم يبذل والرجال تقتل الى الزوال، فعند ذلك دقت طبول الانفصال، فارتدت عن بعضها الأبطال واستمر الحال كذلك مدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع انكسرت عساكر الوزير ولم يعد لها أدنى ثبات، فولت جوانب البراري والفلوات، واتفق لها في ذلك اليوم قدوم الفرمند بباقي الجند، فلما أشرف الى ذلك المكان ورأى ما جرى، فاغتاظ وحمل على بني هلال بمن معه من العساكر.

وكانت العساكر المنكسرة، لما رأت جماعتها ظافرة، ارتدت الى المعركة الصدام وقاتلت بعد ذلك الانهزام، وكان الملك الفرمند قد التقى بالأمير حسن في ساحة الميدان وهو ينخى الفرسان، فتقدم أاليه وهجم عليه، فالتقاه حسن في ساحة بالعجل وتطاعنا بالرماح وتضاربا بالسيوف حتى اختلف بين الاثنين ضربتان قاطعتان وكان السابق الفرمند، فراحت خائبة بعد ما كامت صائبة، وأما ضربة حسن فالتقاها الفرمند في درقة البولاد، فسقطت على رقبة الجواد فبرتها، فوقع الفرمند على الأرض، فعند ذلك هجمت فرسانه مثل سيل المطر وخلصوه من الخطر، وفي الحال التقت الرجال بالرجال والأبطال بالأبطال وتقاتلوا الى الزوال، فعند ذلك دقت طبول الانفصال فافترقت العساكر عن بعضها ونزلت كل طائفة في أرضها، ولما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح، جمع الأمير حسن أكابر الديوان وقال لهم مرادي الآن استدعي الأمير دياب ليساعدنا على الحرب والطعان، والا طال الحال وقتلت الفرسان فاستصوبوا رأيه وقالوا اكتب اليه، فعند ذلك كتب اليه يقول:
يقول الفتى حسن الهلالي أبو علي
ونيران قلبي زايدات لهاب

على ما جرى فينا وما أصابنا
وصرنا بحيرةوالأمور صعاب

أيا غاديا مني على متن ضامر
فقل الى الزغبي الأمير دياب

أتونا جموع كالجراد كثيرة
قروم شداد مثل سيل سحاب

نزل الى الميدان فرمند وانتخى
وقال أين الفرسان أين النجاب

فأين المسمى الأمير سلامة
وأين حسن ثم الأمير دياب

فقلت له لبيك يا فارس الوغى
ونزلت أنا لحربه ما حسبت حساب

ضربته بالقرضاب يا أمير ضربة
قتلت جواده وكاد هو ينصاب

والتقى الجيشان في ساحة الوغى
وياما قتلنا من شيوخ وشباب


فلما انتهى الأمير حسن من هذا الخطاب، ختمه وسلمه الى النجاب وأمره أن يسير به الى دياب ويعود بالجواب، فامتثل وسار حتى وصل الى دياب، فسلمه الجواب وطلب منه رده، فلما فتحه وقرأه وعرف فحواه، أمر بدق الطبول فدقت في الحال وأقبلت اليه الفرسان والأبطال، فأعلمهم بجلية الأحوال وقال لهم استعدوا لمساعدة بني هلال قبل أن يحل بكم الوبال وتسبي الحريم والعيال، فلما سمعوا منه هذا الخطاب تحمست جميع الجهال والشباب، وركبوا في ساعة الحال وفي مقدمتهم البطل دياب ليث الغاب والبطل زيدان شيخ الشباب، حتى أشرفوا على بني هلال فالتقوهم بالاكرام والترحاب وشكروهم على ذلك الاهتمام، وفي ثاني الأيام ركبت الأبطال والفرسان وطلبت معركة الطعان، وكان أول من برز ساحة الميدان الوزير محمود ابن أخت الفرمند، ولما صار دياب أمامه، فعند ذلك أشار يهدده فرد عليه دياب وانطبق على خصمه مثل صاعقة الغمام والتقاه الوزير كسبع الآجام وأخذا في العراك والصدام، وما زالا في قتال شديد وضرب يشيب الطفل الوليد نحو ساعة من النهار، وقد اختلف بين الاثنين ضربتان قاطعتان وكان السابق الأمير دياب ليث الغاب، فجاءت الضربة على رأس الوزير فوقع على الأرض ومات، فلما رأى العساكر ما حل بوزيرها، انقضوا على بني هلال مثل الصقور وأحاطوا بهم من اليمين واليسار، فالتقتهم بنو هلال وتقاتلوا أشد قتال حتى جرى الدم وسال وعظمت الأهوال، وما زالوا على تلك الحال الى وقت الزوال، فعند ذلك دقت طبول الانفصال فرجعت العساكر عن ساحة المجال، أما الفرمند فانه بات مشغول البال على ما فقد منه من الرجال ولا سيما قتل محمود ابن أخته، فما طلع الصباح، حتى برز الى ساحة الكفاح كأنه ليث البطاح، ثم صال وجال في ساحة المجال وقال لا يبرز لي من الأبطال غير أبي زيد، فما أتم كلامه حتى صار أبو زيد زيد قدامه، وانطبق عليه بقلب أشد من الحديد وأخذ معه في الحرب فالتقاه الفرمند بقلب كالجبال،فثبت أبو زيد لقتاله، وما زالا في الحرب والصدام مدة عشرة أيام، وفي اليوم الحادي عشر ظفر به أبو زيد، فهجم عليه هجمة جبار وضربه على عنقه بالسيف البتار واذا برأسه قد طار فلما رأى قومه تلك الأحوال خابت منهم الآمال وأيقنوا بالهلاك والوبال واجتهدوا أن يخلصوا جثة ملكهم فما قدروا، وانحلت عزائمهم، وتأخروا ورجعوا الى مصر وهم على أسوأ حال لايعرفون اليمين من الشمال، فتبعهم بنو هلال وفي مقدمتهم أبو زيد ودياب وزيدان أبو الشباب وحكموا فيهم ضرب السيف القرضاب على الأجسام والرقاب حتى دخلوا البلد وكيف أن الفرمند شرب كاس الهوان، خرجوا الى عند السطان حسن بن سرحان وطلبوا منه العفو والأمان، فأجابهم الى ذلك الشأن وأوصى الأبطال والفرسان أن لاينهبوا شيئا من أمتعة المدينة لارخيصة ولا ثمين، وأن يكونوا في هدوء واحتشام اكراما لمزارات الأولياء والعلماء، وكان للفرمند ولد مقتدر اسمه الأمير منذر، فولاه مقام أبيه بحضور أكابر البلد والذوات بعد أن أوصاه أن يتصرف بحسن السلوك ويتخلق بأخلاق الملوك، ثم قامت الأفراح وزالت الهموم والأتراح ورقص الشباب رقصات عربية وهم يحملون السيوف الهندية، وكان السلطان حسن قد استحسن مصر كل الاستحسان نظرا لكبرها وما فيها من الأبنية الحسان، فصمم أن يبني له فيها جامعا ليكون ذكرا له على طول الزمان، فأمر البنائين والمنهدسين ببناء الجامع المذكرو في ظرف ستة شهور، فأجابوه الى ذلك المرام وبعد أن تم، أمر أن يفرشوه بنفيس الفرش وينقشوا حيطانه بأحسن النقوس، فامتثلوا أمره وفعلوا كما قال، فكان جامعا عظيما المثال وكان مكتوبا على بابه بماء الذهب هذا جامع الأمير حسن الهلالي سيد العرب.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 4280803596
الجزء الثانى عشر قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 1215410045 الجزء الرابع عشر

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند Empty2020-10-26, 8:37 pm

شكرا جزيلا وهل هناك سير اخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث عشر 13 ) قصة الملك الفرمند
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس 05 ) قصة الملك الغضبان
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث 03 ) قصة الدبيسي بن مزيد
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثالث والعشرين 23 ) قصة عزيز القوم أبي زيد ورجوع عليا مع أبي زيد
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: