منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7621
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب Empty2015-01-28, 10:18 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء الحادى عشر
قصة السركسي بن نازب


( قال الراوي ):
فلما وصلوا إليها وجدوها محصنة، فنصبوا الخيام والأعلام، وفرقوا مواشيهم في جوانب أقطارها، وأكلوا من محصولها وأثمارها، فلما رأت الرعيان تلك الفرسان قد ملأت البراري، ذهبوا الى ملكهم وأعلموه بذلك الشأن، وكان ملكهم قوي الجنان، صاحب جيوش ومواكب، يقال له السركسي بن نازب، وكان عدد عساكره خمسمائة ألف من الأبطال يعتمد عليهم في الحرب والقتال، فلما بلغه الخبر من الرعيان بقدوم بني هلال، جمع الوزراء والأعيان وأكابر الديوان واستشارهم في ذلك الشأن وكان عنده وزير ذو رأي وتدبير يقال له الأمير راشد، فقال اعلم أيها الملك الهمام أنني أخبر الناس ببني هلال وأعرف ما عندهم من الغنم والجمال والخيل والأموال لأنني ذهبت الى نجد وأقمت فيها جملة أيام فعندهم أربع تسعينات ألوف وبناتهم مثل البدور، وبما أنهم أقبلوا إلينا فمن الصواب أن نبادرهم بالحرب والقتال وننهب ما عندهم من الأموال، لأننا أشد منهم بأسا وأقوى مراسا، ثم أشار يصف بني هلال وبناتهم.

ولما فرغ السركسي طوى الكتاب وسلمه الى النجاب وأمره أن يأخذه الى الأمـيـر حسن ويأتيه بالجواب فأخذه وسار وما زال يقطع الروابي والتلال يطلب منهم عشر المال.

فاستصوبه السركسي وقد طمع في مال بني هلال وفي الحال كتب إليهم حتى وصل الى بني هلال فدخل على الأمير حـسـن وسلم عليه وأعطاه الكتاب، وكان حسن جالسا وسط الديوان وحوله الأمراء والأعيان منهم الأمير أبو زيد والأمير دياب وغيرهم من السادات والأنجاب، فلما فتح الكتاب وقرأه وعرف حقيقة ما حواه، عرضه على الأمراء، وقال لهم ما رأيكم أيها السادات؟؟ فقالوا ما عندنا سوى الطعن، فعند ذلك أشار الأمير حسن يجتوب السركسي على كتابه، ثم سلمه الى النجاب فأخذه وسار الى السركسي بن نازب، فسلم عليه ثم ناوله الكتاب فلما قرأه وعرف ما تضمنه، طار الشرر من عينيه وأمر بجمع ثلاث مائة ألف بطل بالأسلحة الكاملة والعدد الشاملة وركب في أول العسكر مع الأمير راشد الوزير وحوله الأعلام والرايات والفرسان والسادات وجد في قطع البراري والقفار لقتال بني هلال ونهب الأمتعة والأموال، ولما عرفت بنو هلال بقدومه استعدت للقتال والنزال وركب الأمير حسن وتبعته بنو هلال، وكان الأمير أبو زيد راكبا عن يمينه والأمير دياب راكبا عن شماله، ولما التقت العساكر ببعضها البعض، وقف كل فريق في ناحية من الأرض وكان أول من برز الى ساحة الميدان وطلب مبارزة الفرسان السركسي وهو كالليث، فبرز اليه أبو زيد في الحال فالتقاه السركسي وتناشدا شعرا. ثم انطبق أبو زيـد على السـركـسـي انطباق الرعد في الغمام فالتقاه السركسي كأنه ليث الآجام وأخذ معه في الطعن وضرب الحسام، وكان السركسي أفرس زمانه ولا أحد يعادله في ميدانه وكانت تضرب به الأمثال وتهابه الفرسان والأبطال، فقاتل خصمه أشد قتال وضربه بحد الحسام، فاستتر أبو زيد بالدرقة نزلت الضربة على رقبة الحصان، فبرتها كما يبري الكاتب القلم، فوقع أبو زيد على الأرض، فهجم السركسي عليه وأراد أن يكمل عليه، فلما رأى أبو زيد تلك الحال، خاف الهلاك والوبال فطلب منه أن يعفو عنه فأجابه الى ذلك الشأن وقال له اذهب من الميدان وأرسل لي الأمير دياب حتى أعلمه حقيقة الضرب والطعن أو تحضروا لي عشر المال حتى أوقف عنكم القتال، فرجع أبو زيد بغاية الكدر ورجع معه باقي الجيش والعسكر حيث كان أظلم الظلام واعتكر، ولما وصل الى المضارب التقت به النساء والبنات وسألوه عن حاله وما جرى في قتاله.

ثم ذهب أبو زيد بنفسه الى الأمير حسن وأعلمه بما جرى وكان، فتعجب الأمير حسن وباقي الأمراء، وقالوا ما دام الأمر على هذا الحال، فما بقي غير الأمير دياب أن يبرز الى السركسي، لعله يبلغ منه الآمال والا تضعضعت منا الأحوال، فاستصوب الأمير حسن هذا الكلام وصار يحمس الأمير دياب والأمير يرد عليه.

فلما فرغ الأمير ديـاب من كلامه، شكره الأمير حـسـن على حسن اهتمامه، ولما أصبح الصباح، برز السركسي الى ساحة المجال فصال وجال وطلب مبارزة الأبطال فبرز اليه دياب كأنه ليث الغاب وهو راكب على الخـضـرا، فالتقاه السركسي بقلب كالصوان وقال له من تكون من الفرسان؟

فقال أنا الأمير ديـاب بن غانم، فضحك السركسي والتقاه في ساحة المجال واقـتتـلا بالرماح والنصال أقوى قتال وهجما على بعضهما هجوم الأسود وما زالا على تلك الحال الى وقت الزوال، وكان السركسي من أقوى الفرسان في تلك الأيام، فانه استطال على الأمير دياب بعد أن لعب عليه اثنين وسبعين بابا، فهرب من أمامه مع عسكره، ولم يثبت لحربه وصدامه حتى دخل المضارب والخيام وهو مقهور، فرجع السركسي الى قومه بغاية الفرح والسرور، وبات تلك الليلة مشروح الفؤاد على نيل المراد، وأما دياب فرجع غائبا عن الصواب حتى أقبل على الأمير حسن، فصار بخبره بهذه الأبيات:
قال المدعو الأمير دياب
النار في قلبي تزيد لهاب

يا حسن اسمع كلامي وافتهم
وأصغي الى قولي ورد جواب

السركسي ما رأيت مثله فارس
يفتح علي بالحروب أبواب

وقد هالني لما يروح ويرتجع
ينزل علي مثل سبع الغاب

ما له مثيل في هلال وعامر
أيضا و لا في ساير الأعراب

قوموا بنا بالليل حتى نرحل
يا أبو علي الرأس مني شاب


فلما فرغ الأمير دياب من كلامه وأمراء بني هلال تسمع نظامه، خافوا من الشرور وعواقب الأمور، وجعلوا يتشاورون في قتال ذلك البطل، فقرروا على مفاجأته بهجوم خاطف، وباتوا تلك الليلة، وفي الصباح جمع الأمـير حـسـن الأبـطال والفرسان، ونزلوا الى ساحة الميدان، فالتقتهم عساكر السركسي في ساحة المجال، واقتتلوا أشد قتال، وهجموا على بعضهم البعض، واشتبك بين العسكرين القتال، وجرى الدم وسال، فما كنت ترى الا رؤوسا طائرة ودمـاء فـائـرة وفرسانا غائرة، حتى دارت على قوم السركسي الدائرة وكانت بنو هلال محيطة بهم من اليمين والشمال، فبينما هم في ضربات قاطعات تهد الجبال الراسـيـات واذا بغبار قد ثار حتى سد منافس الأقطار وبان عن عسكر جرار، ليس له قرار، وفي مقدمتهم الوزير راشد الأسد المعاند، وكان السبب في قدومهم أن السركسي أرسل يطلب منهم الامداد للحرب والطراد، فحضر الوزير بمائتي ألف عنان، فلما وصل الى ساحة الميدان ووجد قومه بالذل والهوان، هجم على بن هلال وأحط بهم من اليمين والشمال، وخلص السركسي من بين أيدي بني هلال واقتحم هو والعساكر الى ساحة المجال،وما زالت الحرب على قدم وساق الى أن انكسرت بنو هلال أشد انكسار وانهزم الأمير دياب ببني زغبي، وأبو زيد ببني زحلان، والأمير حسن والقاضي بدير ببقية الفرسان، وتبعهم الوزير راشد بكل بطل مغوار وأسد كرار، وشتتهم في جوانب القفار وكسب غنائم كثيرة وأموالا غزيرة، ولما اظلم الظلام رجع الوزير والملك المنصور، وقد كسبوا من بني هلال المال والبنات والنوق والجمال، وصارت بنو هلال مشتتين في البراري والتلال، ثم أجتمع الأمير حسن والأمير دياب والأمير أبو زيد وأكابر الديوان، وأخذوا يتشاورون في خلاص ما أخذه منهم قوم السركسي وكيف يقتلون الوزير الذي كان سبب هذا البلاء، وكان للأمير حسن ابن أخت شديد البأس قوي المراس يسمى الأمير عـقـل عمره أربعة عشر عاما، فلما انهزم الأبطال والفرسان من قتال السركسي في ساحة الميدان استعظم ذلك الشأن فجاء الى خاله الأمير حسن وتعهد له بقتل السركسي بشرط أن تذهب معه النساء والبنات يشجعنه في الحرب والثبات ثم أنه أنشد شعرا شكره عليه الأمير حسن، وباقي الأمراء على حسن اهتمامه، وقد تعجبوا من ذلك وقالوا لعل الله أن يأتي على يده بالفرج والنصر، ثم أن الأمير حسن أمر أخته الجازية أن تنتخب في الحال مائة بنت من خيار البنات الأبكار اللواتي يشبهن الأقمار، فحضرت بهن عند أخيها وقالت له ماذا تريد أن تفعل؟ قال تذهبين مع البنات ومع الأمير عقل الى ساحة الميدان وتشجعنه بالأشعار الحسان حتى يتحمس على قتل السركسي بن نازب، لعله ينال المقاصد، فلما سمعت الجازية فحوى كلامه، استعظمت الحال وقال تكيف نذهب مع عقل وهو ولد صغير السن وليس من رجال الحرب والقتال؟ فاذا كان أبو زيد ودياب لم يقدرا على السركسي فكيف يقدر هذا الصبي وربما يأسرنا السركسي ونبقى معيرة بين الأعارب؟ فلما انتهت من هذا الخطاب تقدمت وطفا بنت الأمير دياب وتكلمت بهذا المعنى، فقال الأمير حسن هذا الكلام لا يفيد، ثم أمر بالركوب مع الأمـير عـقـل، وفي الحال ركبت العماريات أمام الفرسان والأبطال، واعتقلوا بالرماح والنصال وقصدوا ساحة القتال، فلما وصلوا اصطفت الصفـوف وترتبـت المئات والألوف وكان الأمير عقل راكبا على ظهر جواد يسابق الرياح، فبرز الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه السركسي كأنه قلة من القلل أو قطعة فصلت من جبل، فقال له عقل من تكون من الأبطال فاني أرى نفسك شامخة معتزة؟ قال أنا السركسي أمير غزة. وأنت من تكون؟ قال أنا الأمير عقل بن الأمير بدر.

وبعد أن تساجل البطلان التقيا في ساحة الميدان كأنهما جبلان أو أسدان كاسران، وعلا عليهما الغبار حتى حجبهما عن البصار وقدحت حوافر خيلهما النار، ومازالا علي تلك الحال وهما في أشد قتال الى قرب الزوال، وكان السركسي قد تعجب من حرب الأمير عقل واستعظم قتاله لأنه رأى منه في مواضع الطعن والضرب ما أدهشه وأهاله، ثم ضربه في الدبوس قاصدا أن يعدمه الحساة، فخلا عنها، فراحت الضربة خائبة بعد أن كانت صائبة، ثم أن الأمير عقل ارتد على خصمه مثل الأسد وضربه بالسيف المهند، فجاءت الضربة على رقبة الجواد فبرتها كما يبري الكاتب القلم، فوقع السركسي عى الأرض، فأدركه قومه ونشلوه من ساحة القتال، فهجم عليهم الأمير عقل بالحسام فولوا وطلبوا الانهزام حتى وصلوا غزة، فرجع الأمير عقل والفرسان من المعركة والصدام وهم في فرح واستبشار، ورجعت معه البنات الأبكار وقد تعجبن من أمره نظرا لصغر سنه، فدخل على الأمير حسن وسلم عليه وعلى جميع الأمراء الذين حواليه وأعلمه بما جرى وكان، وكيف أن خصمه ولى من ساحة الميدان، بعد أن حاربه طول النهار، فشكره الأمير حسن على فعاله وقد تعجب من قتاله وثباته، وأجلسه بقربه في صدر الديوان ووعده بالجميل والاحسان، ورفعه الى درجة الأمراء والأعيان، هذا ما كان من بني هلال وأما ما كان من السركسي، فانه رجع من ساحة القتال وهو مشغول البال، فاجتمع بوزيره وأعلمه بقتال الأمير عقل ذلك الولد الجبار والبطل المغوار، فقال له الوزير لا تخف يا ملك الزمان غدا أنزل الى الميدان وأبارز هذا الولد وأذيقه الأهوال، وباتوا تلك الليلة يتحادثون وفي الصباح اصطف الجيشان وتقابل العسكران وبرز الوزير راشد اليى ساحة الميدان، وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه الأمير عقل، فالتقاه راشد بقلب كالجبال، والتحم بينهما القتال وتضاربا بالسيوف وتطاعنا بالرماح وفعلا أفعالا تعجز عنها صناديد الأبطال وما زالا على تلك الحال مدة خمسة أيام، وفي اليوم السادس التقيا في ساحة الميدان وتقاتلا أمام الفرسان الى أن اختلف بينهما ضربتان قاطعتان وكان السابق الأمير عقل، فجاءت الضربة على رأس الوزير راشد، فوقع قتيلا وفي دمه جديلا، فلما رأى قومه ما حل به من الوبال، نشلوه من ساحة القتال وأما السركسي لما علم أن الوزير قتل، غاب عن دائرة الصواب وهجم على الأمير عقل مثل ليث الغاب فالتقاه عقل بقلب أقسى من الصوان، وتقاتلا معا في ساحة الميدان حتى تحيرت من قتالهما الفرسان وما زالا على تلك الحال الى وقت الزوال فعند ذلك دقت طبول الانفصال فرجعا عن الحرب والقتال ورجع السركسي وهو غضبان مما قاسى من الحرب والطعان وصمم النية أنه في ثاني الأيام يهجم بالفرسان والأبطال على بني هلال ويذيقهم الأهوال، أما الأمير حسن فانه أحضر الأمراء والسادات وقال لهم اعلموا أيها الرجال أن قصدنا الوصول الى تونس الغرب لنخلص رجالنا من أسر الزناتي خليفة، والرأي عندي الآن أن نهجم في الصباح بالأبطال والفرسان ونحارب أعداءنا بقوة الجنان حتى نبلغ الآمال ونسير بالعجل من هذه الأطلال، فيركب الأمير دياب في بني زغبي الشجعان والقاضي بدير والخفاجي عامر مع الأمير زيدان والرياشي مفرج وعرندس الزغبي والأمير عقل يقصدون الميدان والأمير أبو زيد يركب في بني زحلان ويقصدون أبواب غزة بعد حضور السركسي الى الميدان وهكذا تم الاتفاق.

وفي الصباح، دقت طبول الحرب وركب الفرسان للطعن والضرب، واندفعت الشجعان الى ساحة الميدان من كل جهة ومكان، وقصد السركسي معركة القتال وطلب مبارزة الأبطال، فبرز اليه الأمير دياب وجال معه ساعة من الزمان، ثم هجمت العساكر على بعضها البعض كأنها كواسر السباع وجعلوا يتضاربون بالسيوف ويتطاعنون حتى جرى الدم وساح وزهقت الأرواح، وما زالوا على تلك الحال الى قرب الزوال، فعند ذلك، هجم الأمير عقل وزيدان واقتلعا السركسي من ظهر الحصان وأوثقاه بالسلاسل والقيود وأخذاه الى الخيام وبلغا المقصود، ولما بلغ أبو زيد هذا الخبر، فرح واستبشر وهجم بالفرسان والأبطال على عساكر السركسي الذين انهزموا من ساحة المجال، وحكم فيهم ضرب السيف الفصال، وبعد أن دخلت بنو هلال غزة بقلوب معتزة، غنموا الأموال وبلغوا الآمال وخلصوا سباياهم من الاعتقال وكان أظلم الظلام، فخرجوا وباتوا في الخيام وفي اليوم الثاني أقبلت أهالي البلد وطلبوا من حسن الأمان، فأجابهم الى ذلك الشأن وأرسل مناديا ينادي بالأمان، فاستتبت الأحوال واستبشرت بنو هلال بالعز والاقبال، ثم حضرت الفرسان والأمراء عند الأمير حسن، فشكرهم على ذلك الاهتمام وغمرهم بالعطايا والأنعام، ثم أحضروا عقل وأكرموه غاية الاكرام على ما أبداه من الحرب والصدام وقلده الأمير حـسـن مقام الأمراء العظام وألبسه سيفا مرصعا بنفيس الجواهر، ثم أشار يمدحه ويعرض عليه ما يريد من بنات النساء السادات.

فلما فرغ الأمير حسن قال له الأمير: يا خال أرجو أن أحوز الكمال بنظرك السعيد مدى الأيام، والآن ما حل وقت زواجي، فتقدم الأمير زيدان شـيـخ الشـباب والتمس من الأمير حـسن أن يأمر بعمل عرس لأولاد الأمارة الذين حان وقت زواجهم، فقال له حسن لابأس وركبت أولاد الأمراء فوق ظهور الخيل وعملوا عراضة عظيمة لها قدر وقيمة، وبعده عملوا عرسا طافحا بالمسرات ورقصت أمامهم النساء والبنات المخدرات، ومكثوا على هذا الحال ثلاثة أيام بالفرح والسرور، أحضروا السركسي مقيدا وأدخلوه عند الأمير حسن، فترامى على أقدامه وكان الأمير أبو زيد جالساه عن يمينه والأمير دياب عن شماله، فحينئذ طلب منه العفو والأمان وقال يا أمير ان الوزير هو الذي كان السبب في الأذية والضرر وكان سببا لسبي النساء الحسان، فأرجوك أن تعفو عني، فأمر السلطان حسن بفكه وقال يا سركسي أعفو عنك إذا حفظت الشرائع الملوكية وهي أوصيك بمحبة الله وحفظ شرائعه ووصاياه ما دمت في قيد الحياة، ولاتكن لجوجا في الكلام ولا مدمنا لشرب المدام بل حافظا زمام الاحتشام متخلقا بأخلاق الكرام مع الخاص والعام، متجنبا كلام الهزء والهذيان، واقيا نفسك من عثار اللسان، لأن صدور الأحرار قبورها، فمن صار سره ملك أمره، ومن باح لم ينجح وزاد ندمه، واحذر يا سركسي من النساء الشريرات فان مكرهن عظيم وهن بالحشمة والكمال، وهن أغدر من الحيات ومن أعظم المصائب والبليات، وبالجملة فإنهن مفاتيح الشرور، لأنه ليس لهن عهد ولا أمانة.

فقال السركسي: أنا طوع يديك وجميع أمور راجعة إليك فشنف أذني بأقوالك اللطيفة فاني لأمرك سامع، فقال له السلطان حسن: متى توليت أحكام البلاد وتحكمت على رقاب العباد إياك أن تغفل عن أحوال الرعية وتتعدى القواعد الهلالية وتخالف القوانين والشرائع الملوكية، بل كن سالكا الطريق المرضية، معاملا الكبير والصغير بالسوية، رافعا عن شكوى المظلوم حجابك، فاتحا في وجهه بابك، واضعا الأشياء في محلها والمناصب في يد أهلها، ولا سيما ولاة الأقطار وأرباب الوظائف الكبار، فينبغي أن يكون هؤلاء الرجال من أهل الفضل والكمال موصوفين بالاستقامة والأمانة ومشهود لهم بالحلم وبصدق الديانة، لا يميزون بين الحقير والشريف ولا يظاهرون القوي على الضعيف، فيهابهم جميع المأمورين ويقتدي بهم باقي المستخدمين، لأنهم أصحاب الكلام وولاة الأحكام وبيدهم أزمة الأمور وتدبير مصالح الجمهور ومحافظة الحدود والثغور، فإذا كانوا على هذه الحالة، تستقيم أحوال الرعايا وينتشر العدل في كل مكان، فترعى الذئاب مع الغنم وتبات العصافير مع الرخم، أما إذا كانوا خلاف هذه الأوصاف، مائلين الى الاعوجاج والانحراف، لايبالون بمنافع الخلق ولا يعلمون بما يقتضيه الحق، بل يصرفون الأوقات بالملاهي والملذات، وتضطرب الأحوال ويقع الاختلاف ويكون سببا لضرر البلاد بدل الاصطلاح، فيضيع الحق والانصاف ويكثر الجور والاعتساف، فتسقط المملكة الهلالية ويصير وجودها كالعدم بين ملوك الأمم.

فإياك أيها الأمير أن تسمي وزير الا بعد الفحص والامتحان ولو كان ابن رفعة وشأن، حتى تستقيم أمور دولتك وتسعد به أحوال رعيتك، فهذا الذي يقتضيه مقامك ويحسن به في الدارين ختامك، واياك أن تغتر في الدنيا ولذتها وتلتهي بأفراحها ومسرتها، فانها محتالة غدارة، جميع أمورها مستعارة، فلا تركن إليها ولا تثق بها وتعتمد عليها، فكم أفنت من الملوك وفتكت بالأنبياء وما هي الا كظل زائل، واعلم أن المراتب العليا إنما هي مواهب وعناية من رب البرايا لأناس خصهم الله بأبواب الخير، وذلك لغايات لا تدركها العقول، ثم قال له وإياك أن تهمل الجزية بل أرسلها لي في كل عام، فحينئذ نهض السركسي فقبل يديه وقال أنا طوع يديك وجميع أموري متجهة اليك، ولن أنسى جميلك وإحسانك ما دمت في قيد الحياة، فحينئذ أمر له السلطان بخلعة سنية وحلة ملوكية ونهض أبو زيـد وديـاب وألبساه اياها أمام الوزراء والقواد وأرسلوه الى محكمته في احتفال عظيم وأجلسوه على تخت المملكة وودعوا بعضهم، ثم أخذوا في أهبتهم للمسير الى بلاد الغرب، لكي يخلصوا أولادهم من الأسر والكرب، فانتشرت البيارق والصفوف وضربت الطبول في الصحارى والسهول، وأخذوا يجدون في المسير ويسابقون في مسيرهم الطير الى أن أقبلوا الى مواشيهم في تلك البراري والآكام.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 4280803596
الجزء العاشر قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 1215410045 الجزء الثانى عشر

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب Empty2020-10-26, 8:31 pm

مشكور على العمل الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس 06 ) قصة التمرلنك
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: