تاريخ أنظمة الشرطة فى مصر
نقل هذه المعلومات من كتاب – تاريخ أنظمة الشرطة – ونقوم بنشرها على سيادتكم على شكل أجزاء لتعم الفائدة على الجميع
الجزء الأول مقدمة
منذ
وجد الانسان على ظهر الارض وجدت معه قوى الخير والشر, والخير يتمثل اساسا
فى قواعد الاخلاق وأسس الفطرة التى فطر الله الناس عليها, أما الشر
فيتمثل فى مخالفة هذه الاسس والاعتداء على هذه القواعد والخروج على الفطرة
السليمة.
وحاول الانسان الأول ان يوجد وسائل يحمى بها نفسه ضد المعتدين على هذه القواعد والأسس .
وعند
تكوين المجتمعات البدائية انتقلت هذه المسئولية فى الحماية إلى رجال
القبيلة ,وشيئا فشيئا يظهر أحد هؤلاء الرجال فى مظهر المحافظ على قواعد
وأسس الخير ضد قوى الشر , وأصبح ذلك الشخص هو شيخ القبيلة أو زعيمها , ومع
نمو هذه القبائل بدأ الاعتماد على مجموعة من الرجال للحفاظ على النظام
الذى يضعه شيخ القبيلة واحترام قواعد الأخلاق ضد المعتدين.
وكان هؤلاء هم النواة أو هم الصورة الأولى لوظيفة” الشرطة”.
يمكن
إذن أن نقول أن الشرطة كوظيفة وجدت منذ وجود أول تجمعات بشرية بغرض
الحفاظ على قواعد الأخلاق , والفطرة السليمة , وتنفيذ النظم التى يضعها
حكام التجمعات من أجل حمايتها .
أما
الشرطة كجهاز أو الشرطة كنظام أو الشرطة كمؤسسة :أى فكرة وجود قوات مرتبة
مكلفة بحفظ النظام ومنع الجريمة , فلا شك أنها كانت فكرة نشأت فى وقت
لاحق , هو وقت تنظيم الدولة… والوقت الذى ظهرت فيه الأنظمة الأخرى داخل
الدولة.
ماهية الشرطة
حتى
نتبين ماهية الشرطة قد يكون من الأفضل أن نبدأ أولا ببحث لغوى عن الشرطة
فى اللغتين العربية واللاتينية , ثم نتطرق إلى المعنى الاصطلاحى لكلمة
الشرطة , ونشأتها ومفهومها الحديث ثم ننتقل إلى الشرطة فى مفهومها لدى
فقهاء القانون الذى يختلف عن مفهومها لدى خبراء الإدارة .
أولا: الشرطة لغة:-
اتفقت
معاجم اللغة العربية جميعا على تفسير كلمة الشرطة بما كان يتميز به
رجالها من “شرط”- بالضمة على الشين- أى علامات ظاهرة تميزهم عن غيرهم.
وكان لكلمة “شرطة ” معنى آخر : إذ كانت تطلق على أول كتيبة من الجيش تشهد الحرب.
اللاتينية
وهى تعنى عند Police أما كلمة البوليس وهى المأخوذ بها فى لغات العالم
المأخوذة عن اللاتينية فيرجع أصلاها إلى الإغريق القدماء “المدينة ” ولم
يكن المقصود بالمدينة مبانيها وتخطيطها بقدر ما كان المقصود هو المدينة أو
الحضارة التى تنمو فيها و تزدهر .وبالتالى فأهم ما ترتكز عليه المدينة فى
نمو وازدهار الحضارة فيها هو الأمن.
Police تعنى الأمن أو الجهاز الذى يحافظ على أمن المدينة. ومن هنا نشأ التطور اللغوى وأصبحت كلمة البوليس
ولم
تستعمل كلمة البوليس فى مصر إلا نحو سنة 1863 عندما إستدعى الخديوى
إسماعيل الضابطين الإيطاليين كارلسيمو Carlsiom والمركيز نيجرى Marquis
Negri وأوكل إليهما تشكيل قوة نظامية لحفظ الأمن تحل محل طائفة – القواسة –
الأتراك الغير نظاميين.
ثانيا: الشرطة اصطلاحا:-
هم
الجند الذين يعتمد عليهم الخليفة او الوالى فى استتباب الأمن وحفظ النظام
, والقبض على الجناة والمفسدين, وما إلى ذلك من الأعمال الإدارية التى
تكفل سلامة الجمهور وطمأنينتهم.
وقد
سجل تاريخ العرب أول تطبيق لنظام الشرطة فى عهد أمير المؤمنين “عمرو بن
الخطاب” فقد أوكل التناوب فى حفظ الأمن فى المدينة إلى رجال أطلق عليهم
“العسس”.
أما أول
استعمال لكلمة ” شرطة ” فيرجع إلى عهد ” على بن أبى طالب ” الذى وضع لها
نظاما جديدا وحدد لها واجباتها , واختار لها رجالا عرفوا بالتقوى والصلاح
والعصبية , وكان يطلق عليهم ” رؤساء الشرطة “.
ويعرف
” ابن خلدون” الشرطة بقوله: كان أصل وضعها فى الدولة العباسية لمن يقيم
أحكام الجرائم فى حال استبدائها أولا ثم الحدود بعد استيفائها . فكان الذى
يقوم بهذا الاستبداء وباستيفاء الحدود بعده إذا تنزه عنه القاضى يسمى
صاحب الشرطة.
وكان منصب صاحب الشرطة من أعظم مناصب الدولة وأرفعها مكانة , وكانت الشرطة أحيانا تؤهل للوزارة.
كان
يقول الخليفة ” أبو جعفر المنصور ” : ما أحوجنى أن يكون على بابى أربعة
نفر لايكون على بابى أعف منهم هم أركان الدولة لايصلح الملك إلا بهم : أما
أحدهم فقاض لا تأخذه فى الله لومة لائم , والثانى صاحب شرطة ينصف الضعيف
من القوى , والثالث صاحب خراج يستقصى ولا يظلم الرعية , والرابع صاحب بريد
يكتب أخبار هؤلاء على الصحة .
وهذا الرأى لأبى جعفر المنصور يدل على الأهمية التى يوليها الحاكم لصاحب الشرطة الذى يعتبره من أركان الدولة
************
الجزء الثانىمهام الشرطة فى العصر الحديث
أما الشرطة بالمفهوم الحديث للوظيفة , فهم موظفون يعهد إليهم بفرض القانون والنظام وحماية الجماهيرومهام جهاز الشرطة فى كل مكان تكاد تكون موحدة, وهى حفظ القانون والنظام , ومنع الجريمة وضبطها عند حدوثها , وتقويم وإصلاح المجرمينومع التقدم الحضارى والعمرانى , أضيف إلى البوليس مهام
أخرى مثل البحوث الجنائية , وتنظيم السجلات الجنائية , وتنظيم حركة
المرور وسير المركبات فى الطرق للحفاظ على حياة المواطنينومن الجانب السياسى فالشرطة لها مهمة أخرى فى ملاحظة
نشاط التجمعات غير القانونية أو المشتبه فى قيامها بأعمال خارج إطار
القوانين والشريعة , وضبط الجرائم التى تنبع من باعث سياسىوكلما قل تدخل الشرطة فى حياة الفرد العادى فى دولة دل
ذلك على أن الديمقراطية مطبقة فى تلك الدولة , فالتناسب بين سلطات الشرطة
على حياة الأفراد العاديين وبين الديمقراطية فى بلد ما هو تناسب عكسىالشرطة فى مصر
مصر تعتبر أقدم دولة فى العالم,
ويقصد بالدولة هنا الدولة بمفهومها القانونى بعناصرها الثلاثة : أرض
محددة يعيش عليها شعب معين وتحكمه حكومة
فى كل حقبة من الحقب التى مر بها التاريخ المصرى وجدت
نظما واضحة إلى حد ما, ومن النظم التى ظلت لها قوة وأهمية هى نظام الشرطة
الذى يمكن أن نجد سلسلة متتابعة محكمة تربط حلقاته معا على مدى التاريخ
الشرطة فى نظر رجال الإدارة
الإدارة العامة هى ترجمة إرادة
الأمة إلى نشاط وأفعال ملموسة ينعم بها المواطنون فى صورة إنتاج وخدمات
يؤديها لهم موظفو الدولة , وكلما ارتفع مستوى الخدمات والإنتاج فى الدقة
والسرعة والاقتصاد دل ذلك على حسن الإدارة العامة فى قيامها بمسئولياتها
فالإدلرة العامة بهذا التعريف تكمن فى قوانين تصدرها
السلطة التشريعية , وفى لوائح وقرارات تصدرها السلطة التنفيذية. ووضع هذه
القوانين واللوائح والقرارات موضع التنفيذ يستلزم بالضرورة وجود جهاز قوى
…ذلك الجهاز هو جهاز الشرطة
ومن جهة أخرى يرى خبراء الإدارة أن من أهم أهداف
الإدارة العامة الحديثة: الحفاظ على الأمن ,لأن الأمن هو حجر الزاوية فى
أية دولة , ولا يمكن أن تقوم للدولة قائمة إذا لم يستتب بها الأمن
وإرساء قاعدة الأمن بالدولة جدير باهتمام الإدارة وهو المهمة الأولى لجهاز الشرطة حتى يتفرغ كل مواطن لعمله وإنتاجه
الشرطة فى نظر فقهاء القانون
الشرطة فى الفكر القانونى فتعنى حق الإدارة فى أن تفرض على الأفراد قيودا تحد بها من حرياتهم بقصد حماية النظام العام
والنظام العام يقصد به ثلاثة فروع
الأمن العام وهو كل ما يطمئن الناس على حياتهم وأموالهم
الصحة العامة وهى كل ما من شأنه أن يحفظ صحة الجمهور وبقية أخطار المرض
السكينة العامة وهى المحافظة على حالة الهدوء والسكون فى الطرق والأماكن العامة
———
فعلى الدولة أن تمنع ما من شأنه تعكير صفو الأمن أو الإضرار بصحة الناس أو تعريضهم لمضايقات الغير
ولكل دولة أن تحدد نظام الشرطة الذى يناسبها , وتحدد دور الشرطة ووظيفتها فى المجتمع
وبذلك يمكن تعريف نظام الشرطة بأنه: الإطار العام الذى
يرسم طريقة تكوين هيئة الشرطة وكيفية ممارستها لسلطاتها وقيامها
بوظائفها , وهو الذى يحدد مدى سلطة أفراد هيئة الشرطة فى مباشرة اختصاصهم
ونظام الشرطة فى أية دولة هو حصيلة تفاعل الظروف
السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الدولة , وهو فى ذات الوقت جزء من
الحكومة وأحد أنظمة المجتمع.
الجزء الثالث
مصر الفرعونية
أولا: نشأة الشرطة:-
منذ خلق الله الإنسان على ظهر الأرض , وجدت فى نفسه قوى
الخير والشر. وما وجد أى مجتمع بشرى إلا وجد معه وفى داخل نفوس أفراده
الفضيلة و الرذيلة , والخير والشر, وتترجم أعمال الشر إلى ما اصطلحنا على
تسميته بالجريمة.
ومن المقومات الأساسية لأى مجتمع وجود سلطة تمنع وقوع الجريمة وتعاقي عليها إذا وقعت وهو العمل الأساسى للشرطة.
ومعنى ذلك أن أى مجتمع بشرى يوجد فيه بالضرورة فرد أو
أفراد أو جهاز منوط به عمل الشرطة بهذا المفهوم . ونستخلص من ذلك حقيقة لا
جدال فيها وهى أن وجود الشرطة كوظيفة أو كعمل ,كان أسبق من وجود الدولة
بمفهومها السياسى الحديث.
وإذا كانت الشرطة فى مصر قد وجدت قبل الدولة فمن باب
أولى أن تستمر بعد ظهور الدولة بل وتتطور وتتضح اختصاصاتها ووسائلها
شأنها كشأن نظم الدولة الأخرى .
وبطبيعة الحال كانت الشرطة من النظم التى أولاها
الفراعنة اهتماما من حيث بيان اختصاصها وأهمية من يتولاها , رغبة فى
استقرار المجتمع وحماية الأفراد والممتلكات .
ثانيا: تكوين أجهزة الأمن والشرطة:-
الوزير يقدم تقريره إلى فرعون سوف نعرض أهم الأشخاص المنوط بهم حفظ الأمن فى الدولة واختصاصاتهم ابتاء من الوزير إلى رؤساء الشرطة وأفرادها.
1-الوزير:-
رغم أن الوزير كان عصب الدولة فى كل نواحيها إلا أن إشاعة الأمن والقضاء على المجرمين كانت أولى واجباته .
فنجد من بين الاختصاصات المتعددة للوزير مهمته كرئيس
أعلى للشرطة فى العاصمة تعرض عليه القضايا الهامة ويتابع وسائل البحث فيها
. ويدخل تحت إشراف الوزير أيضا الحرس الخاص للفرعون.
*مهام الوزير:-
1-المحافظة على المؤسسات العامة : فيقدم له تقرير عن
إغلاق المخازن فى الأوقات المحددة وفتحها فى المواعيد المقررة. كذلك يوضع
له تقرير عن الداخلين أو الخارجين من أرض البلاد. وكان الوزير هو الآخر
يقدم تقريره عن حالة البلاد والأموال العامة إلى الفرعون.
2- سجلات العاملين: إذا ما وجه اتهام إلى موظف ولم يقبل
دفاعه فعلى الوزير أن يقيده فى سجل المجرمين من موظفى الدولة مع التهم
الموجهه إليه.
3- تلقى تقارير موظفى الإدارة فى منطقة عملهم كل أربعة أشهر.
4- حراسة الفرعون : يشرف الوزير على حشد الجنود والسير فى ركاب الفرعون وكذلك إرسال الجنود والكتبة المحليين لوضع الترتيبات للفرعون.
5- الحوادث المهمة : يتخذ الوزير الإجراءات ضد أى ناهب من أى مقاطعة.
2- رؤساء الشرطة:-
كان رئيس الشرطة يتم اختياره من المعروفين بالذكاء
وسعة الأفق والخلق الحسن من بين الضباط الحاملين لرتبة “حامل العلم” فى
حرس الملك. وكان لقب رئيس الشرطة كثيرا ما ينضم إلى ألقاب أخرى لكبار
الموظفين فى الدولة , كما كان من بين نواب الملك فى النوبة من كانوا
يباشرون وظيفة رئيس الشرطة قبل تعيينهم كنواب للملك.
كان منصب رئيس الشرطة يوجد فى المدن الكبرى وكذلك الجهات الصحراوية.
*اختصاصات رئيس الشرطة:
1- فى العاصمة والمدن الكبرى: كان لرئيس الشرطة
فى ” طيبة الغربية ” مكانة خاصة لما تشمل عليه من معابد ومقابر ولوجود
العمال الذين يقومون بنحت المقابر وتزيينها. كذلك كان لرئيس شرطة “قفط”
مكانة هامة لأنها كانت تقع فى طريق جلب الذهب من وادى الحمامات , وكان
يعمل باتصال وثيق مع مدير مناجم الذهب هناك.
2- فى الصحراء : نظرا لامتداد الأرض الصحراوية فى مصر فقد وجد اهتمام بحراستها من المعتدين.
فنجد على حدود الوجه القبلى من الشرق والغرب رجال شرطة
الصحراء وكانت مهمتهم تعقب الفارين إلى الواحات وحماية عمال قطع الأحجار
من غارات البدو وصيانة الطرق المؤدية إلى مناجم الذهب .
وكان رئيس شرطة الصحراء تحت الإشراف المباشر للوزير
الجزء الرابعمصر الفرعونية
تكملة لما سبق
3- رجال الشرطة (أفراد الشرطة) :-
كان لرئيس الشرطة أعوان بدرجات مختلفة. ففى طيبة
الغربية وجد قواد للفرق كل منهم يسمى “رئيس شرطة الجبانة” . وفى عصر آخر
وجد ضباط آخرون كانوا يحملون لقب “حامل علم الشرطة” . وكان اختصاصهم يتعلق
بالأمن العام علاوة على بعض الاختصاص القضائى فى القضايا البسيطة.
أما قوات الشرطة فكانت أحيانا من القبائل النوبية خاصة
شرطة الصحراء من المصريين , ولم يكن يدخل فى عدادها فرق الجنود المرتزقة
الذين كان يؤتى بهم من الخارج.
ومن المحتمل أن كتيبة الشرطة كانت تتألف من نفس العدد
التى تتألف منه كتيبة المشاه, وهم مائتان وخمسون (250) , كما تتألف كل
فصيلة من خمسين فردا (50) , وكان تسليح رجال الشرطة هو العصى والحراب.
ورمز وظيفة الشرطة هو البلطة والحزام وحزمة أعشاب
ومروحة. أما العلم فكان عليه صورة غزال (فى طيبة الغربية) أو درع مستطيل
الشكل رسم عليه الفرعون وهو يضرب عدوا له.
علم وحدة بوليس العاصمةوعن علاقة الشرطة بالشعب, فهذه
نصيحة الحكيم ” آنى ” لابنه بأن يكون على وفاق مع رجال الشرطة , فيقول :”
اتخذ من شرطى شارعك صديقا لك ولا تجعله يثور عليك. واعطه من طرائف بيتك
حينما يكون منها فى بيتك فى أيام العيد. ولا تتغاض عنه وقت صلاته بل قل له :
المديح لك.”
ثالثا: أجهزة الشرطة:-
هناك 8 امثلة لأجهزة الشرطة المختلفة:
1-الشرطة المحلية:- كانت الشرطة المحلية تقوم
بحفظ الأمن والنظام فى المدن الكبرى مثل ” طيبة” و”قفط” و”منف” و”تل
العمارنة” وكذلك فى المناطق الصحراوية. وكانت تقوم بدوريات منظمة للمرور
على الطرق وتفتيشها وتتعقب المجرمين.
2- الحرس الملكى:- كان منوطا بالوزير الإشراف
على تكوين حرس الملك لضمان سلامته وولاء الشعب له. وكان الحرس الملكى يضم
فرقا خاصة من المصريين لتقوم بأعمال الحرس الخاص للفرعون . وكانت هذه
الفرق تحت السلاح دائما , ولم يكن يدخل فى عدادها فرق الجنود المرتزقة
الذين كان يؤتى بهم من الخارج. وكان من مهام الحرس الملكى الخاص أيضا
حراسة قصر الفرعون وحراسته فى تنقلاته ومواكبه الرسمية فى أيام
الاحتفالات أو عند إقامته للشعائر الدينية. وكان الفرعون ينتقى من بين
أفراد حرسه أشد المقربيت إليه ليكون بمثابة حارس شخصى أثناء خروجه للحملات
الحربية.
3- شرطة المعابد:- كانوا مكلفين بحفظ النظام
داخل المعابد , وصيانة مبانيها وممتلكاتها خارج المعابد. وكان عدد حراس
المعابد يتناسب مع أهميتها. ولم تقتصر مهمة حراسة المعابد على رجال الشرطة
فحسب بل شاركهم فيها بعض الكهنة. وكان نظام الحراسة فى المعابد قائما
على أسس دقيقة صارمة, وكان جنود الشرطة الخاصة بالمعابد يتبعون رئيس
الكهنة وليس الشرطة المحلية. وعندما زادت ثروة المعابد اتسعت أملاكها
وبالتالى مهام شرطتها لمنع الاختلاس والغش والمحافظة على النظام وحماية
المحصولات.
4- حراسة المقابر:- كانت المقابر تحوى الكثير من الثروات التى تدفن مع أصحابها . ولذلك وجدت شرطة لحراسة المقابر ولضبط اللصوص.
5- أمن الدولة :- نظرا لما مرت به مصر من
مؤامرات ضد حكامها وفى أحيان أخرى من ثورات قلبت نظام الحكم فيها , فقد
اهتم الفراعنة بالسيطرة على البلاد وتأمينها من الداخل فوجد جهاز مهمته
تقديم التقارير للوزير ومنه للفرعون عن كبار الموظفين وحكام الأقاليم ,
للتأكد من ولائهم للفرعون وإخلاصهم لنظام الدولة . وكان هذا الجهاز يعتمد
على بث العيون , ورصد أعمال حكام الأقاليم لمعرفة أخبارهم والإبلاغ بها.
6- الشرطة النهرية:- كان النيل الوسيلة الرئيسية
لنقل البضائع وتنقلات الأفراد باستخدام السفن النهرية , فاستلزم ذلك
عناية الحكومة المركزية لتوفير الأمن فى هذا الشريان الطويل ولبسط
سلطانها فى أرجاء البلاد. وكذلك عين الفرعون حراسة للسواحل المصرية لمنع
القراصنة من الاقتراب من مصر والسماح فقط للسفن التجارية القانونية
بالدخول فى مصب نهر النيل.
7- شرطة المناجم والمحاجر :- اعتاد الملوك
الفراعنة إرسال البعثات إلى الصحراء لاستغلال المناجم ومنها مناجم النحاس
التى تعد أقدم مناجم النحاس فى العالم, واستلزمت صناعة تعدين هذا النحاس
وجود شرطة قوية لحراسته. كذلك كان على رجال الشرطة مرافقة بعثات قطع
الأحجار , وكان عملهم يختص بحراسة هذه البعثات فى الطرق الصحراوية علاوة
على السيطرة على عمال المحاجر والفصل فيما ينشب بينهم من شجار.
شرطة الحراسة الملكية
8- مهام أخرى للشرطة :-
هناك مهام للشرطة أخرى قد لا تستلزم أن يكون لها جهاز متخصص .فإلى جوار
عمل الشرطة فى حفظ الأمن فقد قامت بأعمال بما يشبه الخدمات العامة منها:-
(أ)المعاونة فى جمع الضرائب: أشرف رجال الشرطة على جمع الضرائب المفروضة على البضائع الخارجية فى مناطق معينة عند الحدود.
(ب) فرز المجندين: كان من مهام الشرطة أيضا جمع المجندين وفرزهم كل عام.
(ج) مراقبة ضبط المكاييل والأوزان والخبز: كانت مهمة الشرطة فى ذلك المجال منع الغش فى المكاييل ومراقبة وزن الخبز.
تابع