sherif101 ♥♥ Admin ♥♥
رقم العضوية :
وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة
تاريخ التسجيل : 13/12/2011 رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7689 مزاجى اليوم : من مواضيعى :
MMS :
| المشاركة رقم :1قصة :: الحاج شلبي 2024-08-26, 4:29 am | |
| قصة :: الحاج شلبي قصة مصرية قصيرة للقاص الكبير محمود تيمور، تدور حول شخصية الحاج شلبي، وهو رجل قاسٍ وعنيف يستغل زوجاته كمرضعات في بيوت الأغنياء للحصول على المال، القصة تصور معاملته القاسية لزوجاته وإهماله لأطفاله، فمن هو الحاج شلبي؟
نص القصة:
خرج الحاج شلبي من القهوة التي يتردد عليها عصر كل يوم، قاصدا إلى منزل "أم الخير" الكائن بجهة المناصرة، والمسافة طويلة ما بين القهوة ومنزل أم الخير، ولكنه اعتاد أن يقطعها بلا تذمر ولا تعب وأن يستبدل ركوب الكهرباء وسيارات الأمنيبوس أو سوارس التي تجرها البغال، بركوب قدميه الشديدتين داخل بلغته الصفراء القديمة
خرج الحاج شلبي من القهوة، بقامته الطويلة وجثمانه الضخم ووجهه العريض ذي الشارب الغزير، يحملق فيمن حوله بعينيه الواسعتين المظللتين تحت هدبيه الغليظين، فكان الناس جميعا ينظرون إليه بحذر نظرات التعليق والمداهنة، متجنبين أذاه خاشين شره وقسوته، وكيف لا يخشون شره وأذاه والكل يعلمون أنه خريج "الليمان" تركه منذ بضع سنين بعد أن أمضى فيه المدة المقررة، كان متهما مع زميل له بتهمة قتل فظيعة لم تثبت عليه ثبوتا تاما وأن ثبتت على شريكه، لم يهذب "الليمان" من أخلاقه الجافة ولم يغير من طبعه الذميم ولم يخضد شوكة قسوته بل زاده عتوا وجبروتا وميلا إلى التخريب والهدم وحبا لسفك الدماء.
خرج من معتقله كما يخرج الليث الغضوب من قفصه وقد برح به الحرمان وهو أشد شهوة إلى الفتك والتهام الفرائس، وهل ينسى زبائن هذه القهوة وسكان جهة "السيوفية" ظهور الحاج شلبي بينهم في موكب كبير على أثر خروجه من "الليمان"، لقد كان معتليا هو وجمع من "الفتوات" الأشرار زملاءه سطح عربة من عربات "الكارّ" يضجون بالأغاني البلدية وصياحهم الضخم العريض تردده الآفاق، وبين فترة وأخرى يقوم الحاج شلبي واقفا بين أصحابه الجالسين يطلب الرقص فيوسعون له مكانا على سطح العربة فيخلع شال عمامته ويحزّم به خاصرته ويرفع نبوته إلى أعلى ويبدأ يرقص بسكون وهو مسبل الأجفان يلتوي بنشوة ذات اليمين وذات الشمال ويقرع الأرض بتمهل بإحدى قدميه، تنمُّ ملامح وجهه على شعور باللذة عميق يشبه شعور مدخن الحشيش أو الأفيون وهو في غيبوبة الأحلام، والكل حوله يصفقون بشدة على ضرب واحد، يرددون بصوت أجش كريه: "عطشان يا صبابا دلوني على الطريق" ولفيف كبير من "أولاد البلد" العاطلين وصبيان الأزقة وأطفالها يحيطون بالعربة من كل جانب يشاركون "الفتوات" غناءهم وتصفيقهم بضجة كبيرة.
لقد كان الحاج شلبي اليوم أكثر الناس جذلا وسرورا، يعد خروجه من الليمان انتصارا عظيما أحرزه في ميدان جهاده، تنم كل إشارة من إشاراته وكل كلمة تخرج من فيه أنه بطل هذا العصر لا يدانيه في جبروته وشدة بأسه أحد، ولا ينسى الناس بعد ذلك ما أثاه هذا الرجل من ضروب القسوة والظلم، وخروجه فائزا بعد كل مشاجرة أو مقاتلة، لا تمتد عليه يد القانون ولا يقتص منه سيف العدالة
ليس الحاج شلبي متقدما في السن إذ لم يتخط بعد ربيعه الثامن والثلاثين، ولا هو بالرجل الورع الطاهر النفس شأن الذين يزورون الأماكن المقدسة، يغسلون فيها آثامهم وخطاياهم ثم يعودون إلى بلادهم حاملين لقبها الطاهر - هو مسلم على طريقة أهل فئته "الفتوات" يدين بالإسلام ويفخر بانتسابه إليه، ويعتقد أن كل ما يأتيه من المحرمات والمنكرات سيغفره الله له في الآخرة بشفاعة النبي (صلعم) إذ المسلم - مهما أتى في دنياه من موبقات وآثام ـ له الجنة مفتوحة الأبواب يلجها بطمأنينة وسلام في يوم القيامة، بعد عذاب يسير، لذلك استهان بأوامر الدين ونواهيه وانتهك حرماته جهارا وبلا حساب، إذا غضب لم يمسك لسانه عن سب "الدين" غير هياب ولا وجل.
لم يقم بفرض الصلاة إلا في صباه عملا بإرادة والده الذي كان يرهبه ويخشى أذاه، ولم يصم يوما واحدا في رمضان منذ أن وجب عليه الصيام، هو مستهتر جدة الاستهتار، يأتي المنكرات جهارا غير مبال بشيء، ومن نوادره أنه إذا وقف على قبر ولي من أولياء الله يناشده أن يجيب له سؤله ثم إذا أخفق بعد ذلك في أمره اتهم الوليَّ بإهمال مسألته وإنهال عليه شتما، يبصق بوقاحة على "مقامه" ويحرض الناس اضطرارا على مقاطعته ثم يستولي على صندوق النذور غنيمة باردة ويخص به نفسه دون سواه.
وبالإجمال كان الحاج شلبي هذا خارجا على "الدين" رغم انتسابه إليه، يتبرأ "الدين" منه وممن هم على شاكلته.. فمن أين جاءه إذن هذا اللقب الصالح وكيف دعوه الناس بالحاج
كان ذلك قبل اعتقاله في "الليمان" ببضع سنوات، إذ سافر في ركب المحمل إلى الأقطار الحجازية بصفة حلاق لركاب الدرجة الثالثة، فلما عاد الركب رجع معه الأسطى شلبي وقد نال غير مكسبه من مال وبضاعة هذا اللقب الصالح الذي لصقته به هذه "الحجة" إلصاقا شرعيا لم يفارقه ولن يفارقه حيا ولا ميتا
كان في ذلك الوقت في شرخ صباه، يبلغ من العمر العشرين، ولكنه لم يكن قد ضخم واستطال كما هو الآن، كان حلاقا في جهة "السيوفية" ورث حانوته وصنعته وزبائنه عن أبيه بعد وفاته وسار في صناعته في بادئ الأمر سيرا يبشر بالنجاح، فازدحم محله بالزبائن وانهال، عليه الربح الوفير، ولكن طبعه غلب تطبعه، فلم يستفد من الحج ولا من مؤازرة زبائنه له، وبدأ حياة ضالة مرذولة أتت على مكسبه ثم التهمت حانوته من بعد واتخذ اللصوصية مهنة خفية يكسب بها عيشه في الحياة متظاهرا أمام الناس بحياة البطالة والكسل، ولكن أمره شاع بين الجميع فنفر منه صحابه الأولون وتجنبه الآخرون، والتف عليه جماعة من "الفتوات" المرتزقة يعيشون معه كالطفيليات على خير غيرهم | تابع |
عدل سابقا من قبل sherif101 في 2024-08-26, 4:59 am عدل 1 مرات |
|
sherif101 ♥♥ Admin ♥♥
رقم العضوية :
وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة
تاريخ التسجيل : 13/12/2011 رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7689 مزاجى اليوم : من مواضيعى :
MMS :
| |
sherif101 ♥♥ Admin ♥♥
رقم العضوية :
وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة
تاريخ التسجيل : 13/12/2011 رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7689 مزاجى اليوم : من مواضيعى :
MMS :
| |
sherif101 ♥♥ Admin ♥♥
رقم العضوية :
وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة
تاريخ التسجيل : 13/12/2011 رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7689 مزاجى اليوم : من مواضيعى :
MMS :
| |
sherif101 ♥♥ Admin ♥♥
رقم العضوية :
وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة
تاريخ التسجيل : 13/12/2011 رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7689 مزاجى اليوم : من مواضيعى :
MMS :
| |
sherif101 ♥♥ Admin ♥♥
رقم العضوية :
وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة
تاريخ التسجيل : 13/12/2011 رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7689 مزاجى اليوم : من مواضيعى :
MMS :
| |