منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7621
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب Empty2015-01-28, 9:57 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء الثامن
قصة أسر دياب

فأخبرونا أنك قتلته وملكت بلاده ففرحنا لأنك قتلت هذا الملعون الخيبري، ونحن أتينا إليك ومالنا ونوالنا وكل ما تحت يدنا فهو لك وهذه البدل منا هدية إليك. ففرح بهم فرحا شديدا ثم التفت إلى التاجر الثاني وسأله ما اسمك؟ قال منذر ثم التلفت إلى التاجر الثالث فسأله ما اسمك؟ فأجابه نطون العقيلي، فقال لهم ان كان متارجكم تعوز مائة جمل أعطيها لكم ولكن ان كان مرادكم أكون لكم حمى من المضرين أخفركم إلى أرض تونس الغرب، فاحلفوا بالله العظيم لاتخونوني، فحلوا له أنهم لا يخونوه أبدا فقال لهم سيروا بنا إلى المركب حتى أنظر متارجكم وأرى الحمولة إلى كم جمل تحتاج حتى أرسل لكم مع عبيدي، فدخلوا معه بالخداع قالوا أنت تريد أن يشعر الناس بنا ونحن نريد أن لايضطلع على سرنا إلا الله وأنت لإن العرب متى رأوا متاجرنا يطمعون بنا، فيقع الخلاف بيننا وبينهم وينشب القتال، فنكون نحن السبب في هذا الشر والكدر، فلما سمع منهم هذا الكلام قال سيروا وأنا أسيرمعكم وحدي حتى أنظر ما ذكرتموه لي، فركبوا خيولهم وساروا ليلا خوفا من أن ينظرهم أحد فتظهر حيلهم، وبينما هم سائرون وإذا بالأمير عمار أخو الأمير حسن التقى بهم فلم يعرف منهم سوى الأمير دياب فقال يا ابن عم غانم إلى أين سائر مع هؤلاء القوم؟ فأجابه هؤلاء ضيوفي ومرادي أوصلهم خوفا عليهم من السفهاء، فقال أتريد أن أذهب معك؟ فأجابه إذهب في حالك، فسار الأمير عمار إلى منزله وأما الأمير دياب فإنه سار مع أصحابه من العشاء إلى ثاني يوم الظهر حتى أشرفوا على البحر المالح، فسمع دياب صوت دوي الماء فدخل عليه الوهم وقال في باله والله أعلم أن هؤلاء الثلاثة خائنون، لأن أعينهم ملأى بالغدر، فأراد أن يرجع من وقته ولكن المقدر لابد من نفاذه، ولما رأوه قد تغير وفي سيره تأخر قالوا أما تنزل معنا في البحر؟ فأجابهم إن نزولي معكم في البحر ليس ضروريا وان كان كلامكم صحيحا انزلوا وهاتوا ما قلتم لي عليه، ثم نزل عن الشهبا ومسك مقودها بيده اليسار والسيف بيده اليمين، ووقف ينتظر فتركوه ونزلوا إلى البحر، حتى أتوا إلى الغلبون وجابوا له خيمة من الحرير وكللة بالدرر والجواهر والياقوت والمرجان والزمرد فلما رأى دياب تلك الخيمة وفشرها الذي يدهش البصر، تعجب غاية العجب وظن كلامهم صحيحا ودخل معهم إلى الخيمة وجلسوا يتحادثون وأتوا بالمأكل والمشرب فبنجوه، وفي الحال جابوا السلاسل، قيدوه ونزلوا إلى المركب ورفعوا المراسي وأقلعوا، ثم أعطوه ضد البنج، ففاق فوجد حاله مقيدا بالسلاسل، والتفت يمينا وشمالا فرأى الجماعة وقد كانوا في ملابس بيض صاروا في برانيط سود، فعرف أن الحيلة تمت عليه، فتنهد وأنشد يقول:
يقول الفتى الزغبي دياب بن غانم
بكيت على حالي وأنا مأسور

بكيت على جاهي وعزي وهيبتي
وأنا فوق تختي جالسا مسرور

ومن بعد عزي وارتفاعي وشمختي
بقيت مقيد بينكم مأسور

وخنتموني لا عمر الله دياركم
وبقتون في وأصبحت مقهور

يا رب يا رحمن يا سامع الدعاء
يا من تسبح له شجر وطيور

يجيني أبو زيد الهلالي سلامة
يخلصني من كل هلاك وشرور

مقال الفتى الزغبي دياب الغانم
دهتني الليالي والزمان غدور


فلما فرغ دياب من كلامه، ندم على ما فعله، ثم قالوا لابد من قتلك، فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص أدخلوه على الملك هراس، ففرح الملك الفرح العظيم وألقاه تحت الغذاب الأليم، هذا ما كان من دياب وما جرى له من الأحوال والعذاب، وأما ما كان من بني هلال فإنهم كانوا في فرح ومسرات والهدايا تأتيهم من جميع الجهات، فبينما هم في بسط وانشراح إلا والخضرا قادمة مثل هبوب الرياح وهي كئيبة حزينة على فقد خيالها الأمير دياب، فأول ما نظرتها بنته وطفا، طار الشرر من عينيها فصاحت وولولت، فتراكض جميع الفرسان والأبطال على صياحها وصار ضجة عظيمة ما صار مثلها في سالف الزمان، أما الأمير حسن فإنه قال لأبي زيد أن دياب صار له مدة ما حضر معنا وأظن أنه مغتاظ منا لأننا ما خليناه ينهب حلب، فقال له أبو زيد قم نزوره لأن دياب لو ما حصل له شئ ما كان طول علينا هذه الغيبة، فمن ساعتهم ركبوا على ظهور خيولهم ومعهم القاضي بدير وساروا نحو منازل دياب، فسمعوا البكاء والنواح، ولما رأوهم تقدم غانم أبو دياب باكي العين زائد الإنتحاب.

فلما سمع الحاضرون كلامه حزنوا على فقد دياب واستعظموا ذلك المصاب، ثم التفت الأمير حسن إلى أبي زيد وقال له حطت عندك الحكاية وما أحد يقضيها غيرك، فالتفت أبو زيد إلى عبده أبي القمصان وقال له هات لنا الرمل فأحضر الرمل وأعطاه إلى أبي زيد فأخذه ورسم الأشكال، فبان له أشكال النحوس على دياب وعرف الغريم، فبكى أبو زيد وبكى كل من كان حاضرا، فقال له حسن لماذا يا أبا زيد بكيت وبكيتنا معك؟ فأخبرهم أن دياب في قبرص عند الملك هراس، يقاسي أنواع العذاب، فلما سمعوا هذا الكلام صاح الجميع عن فرد لسان، مالنا سواك يا أبا شيبان، لأنك مفرج الهم فقال لهم سمعا وطاعة، وتجهز للسفر وودع الأمراء والسادات وركب الحصان وصار يقطع البراري والفلوات ومازال سائرا إلى قبرص إلى أن وصل إلى باب المدينة، فرأى الهراس طالعا بجماعته إلى الصيد والقنص، فعرف أبو زيد أنه الملك، فتقدم إليه بقلب أقوى من الصوان وسلم عليه بأفصح لسان، وسحب المبخرة وحط بخورا فعقد الدخان وقال له هذا البخور من دير الجيروان، وأخرج ثلاث شمعات وقال له خذ هذه الشمعات فهي من دير البنات ودير الحميرة المباركات، فقال الهراس وقعت يا أبا زيد وكيف وصلت وأنا مربط عليك الطرق؟ فقال سلامة لا تقل هذا الكلام يا ملك الزمان، أنا خدام الملك مثقال ولي مائتا سائح، ما تركت ديرا ولا صومعة وأنك انتصرت على دياب وأسرته لأنه قتل بدريس.

فقال الهراس يا راهب أما دياب فقد مسكناه وفي الحديد رميناه، ولكن بحياتي عليك أنت بعثك مثقال، فقال أبو زيد أي وحق الإله المتعال، فعندها أخبره الهراس كيف عمل في دياب فقال أبو زيد بخ بخ لك على هذه الحيلة التي يعجز عنها أعظم الرجال، ثم انهم دخلوا إلى الديوان وأمر لأبي زيد بالجلوس وبالطعام ثم بدأ أبو زيد حديثا للملك ما سمع مثله في طول عمره حتى ولا من العلماء والفلاسفة، فسر منه ونادى في أكابر ديوانه بأن يكون أبو زيد الكبير فيهم وقال لهم الذي يريد منكم أن يسأله شيئا فليتقدم، فعندها تقدم كبير الرهبان ويسمى أبو برناس.

وتكلم فتعجبوا من فصاحة لسانه، فما بقي عند الهراس أكبر منه وقال تمنى على ما تريد يا سلامة، قال له أريد أن تريني دياب حتى أشفي قلبي منه بالعذاب، فأمرهم بما طلب، فأخذوه إلى السجن، ولما رآه في هذا البلاء والعذاب، غاب عن الصواب، وتقدم إليه وضربه بكفه طير الشرر من عينيه فتألم دياب وصاح الله يقطع يمينك، فقال له أنت والله يقطع عمرك من هذا السجن، ثم خرج من عنده وعاد إلى الهراس وقال يا ملك الزمان هذا دياب ما بقى ينفع، فكه من الحديد ولبسه شيئا جديدا وطلعه إلى القصر، وأطعمه دجاجا وخبزا حتى يسمن ويعود يصلح للعذاب، فقال الهراس أطلعه فطالعوه وعمل فيه مثل ما قال الراهب سلامة وكان مراده أن يرد دياب إلى عافيته، لأنه قد انسل من شدة الجوع ولا عاد عنده قوة ولاحيل، قال واستقام أبو زيد عند الهراس فلا يغلبه أحد من الناس، فسمع به راهب من الرهبان وكان يسمى مغلوب ابن توما، فركب وأتى إلى عند الهراس، فلما وصل إلى المدينة، قامت الضجة وقالوا يا ملك أتى مغلوب بن توما، فركب الهراس ولاقاه وسلم عليه، فما رد سلامه، قال له: لماذا يا سيدي ما ترد السلام؟ قال كيف ارد سلامك وعدوك أبو زيد عندك وأتى لأجل خلاص دياب؟؟

فقال الهراس أنا لا آخذ أحدا ظلما وعدوانا، فقال مغلوب هذا يتكلم بالسبع لغات ويصبغ حاله سبع صبغات لأنه غضبة من الغضبات، وأخاف أن يقتلك ويخرب بلادك، فقال الهراس اذهب معي إلى الديوان شوفه، فساروا إلى الديوان ولما دخلوا التفت الهراس إلى الراهب سلامة وقال له أنت أبو زيد صاحب المكر والكيد ولأتيت تفك دياب من البلاء والعذاب وحضر من يعرفك وقد سحرتنا بمكرك، فقال سلامة من الذي حضر يعرفني؟ فقال الهراس: هو مغلوب عالم بلادنا، فبكى الراهب سلامة بكاءا شديدا وقال: ما دام كل من أتى إليك تسمع كلامه، أنا ما بقي لي عندك قعود وأشار إليه يقول:
قال الراهب سلامة يا ملك
اسمع كلامي وأنت فاهم هالسؤال

من عند مثقال أتيت لعندكم
ودرب قبرص والسهول والجبال

وجيت إلى عندك وقد أكرمتني
وأعطيتني كل المواهب والأموال

وعلى الجميع قد رقيتني
وجعلتني ياملك أحكم بالرجال

وكل من يسمع بفضلي يا ملك
يبقى بنيران الحسد في اشتعال

هات لي مغلوب يأتي بالعجل
ينظر لفعلي وناظره بين الرجال

وأنا ورائي ألف عابد سائحين
مأكولهم عشب الفلائم المزلال

وصائمين الدهر عن أكل الخبز
ما يعرفون الخيل أيضا والجمال


( قال الراوي ):
وهما في الكلام إلا والراهب مغلوب داخل عليهم، فقاموا له وسلم عليهم، فردوا عليه ثم التفت إلى من حوله وقال: هذا الراهب سلامة؟
قالوا: نعم. قال له من أين يا راهب؟
قال: من بيت المقدس.
قال: هذه أول كذبة وأنا لي أربعين عاما في بيت المقدس ما سمعت في راهب اسمه سلامة.
قال أبو زيد: أنا كنت سايح ف رؤوس الجبال.
قال له: قطعت يدك يا محتال ولكن إقرأ لنا الإنجيل. فقرأه.
فقال له: إقرأ لنا المزامير. فقرأها. فتعجبوا غاية العجب.
قالوا: المسلم لا يعرف كل ذلك.
قال لهم مغلوب: هذا يعرف السبع السن يقرأ فيها.
وتكلم أيضا فتعجبوا من فصاحة لسانه وعلمه وبيانه، وأما مغلوب فقال له الملك: لماذا لاترد جوابه وقد أرميت عليه مسائل ردها؟
قال: يا ملك هذا أبو زيد إن أردت أقتله وإن أردته أبقه.
فقال الهراس: ما تقول يا راهب سلامة؟

فقال: يا ملك قد أمسى المساء وأنا الليلة اجتمع بساداتي الذين ربوني من صغر سني، وما أظن أنهم ينسوني ومن هذا المشكل يخلصوني، وغدا أخبرك، وانفض الديوان، وتوجه أبو زيد واختلى بنفسه ثن أحضر الدهن والشمندل ودهن به جسمه حتى إذا لمس النار لا تؤذيه، وبات إلى الصباح وطلع الهراس وقال: كيف أنت يا سلامة؟ فبكى أبو زيد وقال: وحق الغمامة أتاني أربعون عابدا وكل واحد طول أربعة رجال وعمرهم ما تركوا الصلاة وهم في أقطار الأرض طائرين، ينظرون حال المساكين، فحكيت لهم عن مغلوب، فحلفوا أنهم لابد أن يحرقوه، وحكيت لهم عن فضلك، باركوا لك في طول عمرك وكل واحد أوهبك من عمره عاما، فقال الهراس: جزاك الله عني خيرا لأنه زاد عمري أربعين عاما وكيف قالوا لك أن تفعل؟ فأجاب: قالوا لي خلي الملك يوقد النار في الفرن، وتدخل الفرن أنت ومغلوب والذي يكون غلطان تحرقه النار.

قال الملك: ماذا تقول يا مغلوب؟ قال: دعه يدخل النار قبلي.

فقال سلامة: نعم أدخل قبلك. وأمره أن يوقد الفرن، فأوقده حتى صار جمرا ودخل أبو زيد الفرن بعدما تلا إسم الله الأعظم، فعادت النار باردة بإذن الله، فنظر الهراس بعد ساعة، وجده جالسا كأنه في روضة خضرة، فقال: أدخلوا مغلوبا، فقدموه فصرخ صوتا من صميم فؤاده، فمد يده أبو زيد وشده حتى صار داخل الفرن، فاحترق، أما أبو زيد فقد خرج سالما فصاروا يتباركون به واعتقدوا فيه العبادة والولاية، وصارت تحبه النذورة ثم طلب من الملك أن يجمعوا الأسرى من جميع البلاد في مكان واحد، فجمع الأسرى من جميع البلاد وإذا هم إثنا عشر ألف أسير، فوضعوهم في مكان حصين، فأخذ أبو زيد شمعة ودخل عليهم وكان بينهم رجل اسمه عمر، فلما شاف سلامة، قال: آه يا ملعون على ما أكون مطلوق السواعد، فتقدم إليه وأطلقه، وقال له: دونك وما أنت الطالب، فاستعد وانطبق على أبي زيد فالتقاه كالأسد ومد يده من وسطه ورفعه إلى رأسه وخبطه بالأرض، وقال كيف رأيت نفسك؟

فقال: أرجو عفوك أيها السيد. فقال: عليك الأمان أنت ودياب وجميع المسجونين. ففرحوا جميعا ودعوا له بالتوفيق ثم أخذهم إلى محل السلاح، فأخذوا ما يحتاجون ثم أرسل عمر مع ألفين من الشباب وربطوا الطريق و الأبواب وفرق الباقي في جميع أنحاء البلدة، وأخذ معه ديابا وألف فارس وسار بهم نحو السرايا، ودق الباب فرد عليه الحارس فقال أبو زيد: أنا الراهب سلامة. ففتح ودخل الأمير أبو زيد وضربه بالسيف، قطعه نصفين، ثم دخلوا على الهراس وجدوه نائما، فرفسه أبو زيد برجله، ففاق وفتح عيونه فقال: من أنتم؟ قال أبو زيد: أنا الراهب سلامة. فتقدم دياب وضربه على هامه رمى رأسه قدامه ثم تفرقوا في الأسواق والأزقة، فقتلوا إثني عشر ألفا وباقي الناس طلبوا الأمان، فعفوا عنهم، فطلع المنادي ينادي في الأمان وجلس أبو زيد في الديوان وأتى عنده الأكابر والأعيان وكان بين أبي زيد ونوفل إشارة كانت مراكبه دائما في البحر، فرفع أبو زيد الإشارة فتقدم نوفل بمراكبه حالا، وصهد إلى البر، فأخذه أبو زيد إلى الديوان وقال لهم: قد وليت أرقل حاكما عليكم، ولاأحد منكم يخالف له أمرا، ودخلوا إلى دار الهراس وجدوا المال الذي فيه لا يعد ولا يحصى فأخذوه إلى المراكب وودعوا نوفل وسافروا، فلما وصلوا إلى دير اللاذقية أرسل أبو زيد يبشر الأمير حسن وبني هلال بقدومهم فقامت عندهم الفرحات وعلت الصيحات وركبت الأربع كرات والأمراء والسادات وساروا حتى التقوا فسلموا على بعضهم سلام الأحباب، فهنؤوهم بالسلامة ثم حملوا الأحمال وساروا في عراضة، قدام الأمير أبي زيد، فلما وصلوا إلى الخيام، استقبلتهم النساء والبنات والنوبات وهنؤوا الأمير دياب بخلاصه من الأسر، وشكروا الأمير أبا زيد على حميد أفعاله وصرفوا ذلك النهار، بالفرح والسرور وعمل المير حسن وليمة عظيمة لها قدر وقيمة، وما زالوا على تلك الحال وهم في أرغد عيش وأنعم بال مدة عشرة أيام، ثم ركب السادات ظهور الخيول واعتقلوا بالرماح والنصول، وركبت النساء والبنات في الهوادج والعماريات وجدوا في قطع البراري والفلوات طالبين أرض عنتاب، فوصلوا إليها بعد أيام فنصبوا المضارب والخيام ورفعوا الرايات والأعلام.

قصة أبي بشارة العطار

( قال الراوي ):
لما رجع بنو هلال من قبرص واجتازوا في طريقهم ماردين أحبوا أن يذهبوا إلى الصيد فسار حين والأمير دياب وبدير مع جماعة صيادين، فصاروا يصطادون الأرانب والغزلان حتى وصلوا إلى أرض يقال لها قلعة سواكن، وإذ لاقاهم رجل عطار قدامه حمار، واضع عليه العطارة، فلما أقبلوا سلموا عليه فما رد السلام بل قال لهم: وقعتم يا أوباش لابد ما أقتلكم وأريح الدينا منكم. ثم تقدم إلى حسن وقال له: إلى أين سائر في هذه الآطلال أنت ودياب وبدير؟؟

قال حسن: إخرس قطه الله لسانك. وصاح القاضي بدير وارتمى على أبي بشارة ليفتك به فارتخت أعضاؤه وكذلك حسن، فلما نظر دياب هذه الأحوال صاح فيه اليوم يومك يا ابن اللئام، ثم أنه قوم الرمح وقال له خذها من دياب الأسد الرئبال، فأراد أن يطعنه فما نظر نفسه إلا مكتفا، فعند ذلك صاح فيهم ومشى أمامهم، فتبعوه مثل الغنم، حتى وصل إلى قلعة صهيون، فأدخلهم إلى السجن ووضع لهم الحديد والأغلال، وقال لهم: ما بقي لكم خلاص من ضيق الأقفاص، أما الذين كانوا مع الأمراء فأسرعوا عائدين فسألهم أبو زيد عن حسن وباقي الأمراء فأعلموه بما جرى لهم. فلما سمع أبو زيد هذا الكلام، غاب عن الصواب، وأقامت نساء هلال الصياح والبكاء، واجتمعت بنو هلال عند أبي زيد وقالوا: ما هذا المصاب وما يكون الجواب؟

قال لهم: قوموا بنا ندور عليهم في البراري، ونفحص عن هذه الأحوال، فبينما هم كذلك وإذا برجل في الطريق، فسلموا عليه فرد عليهم السلام، فقال له أبو زيد: ما عندك من الأخبار؟ فقال له: كنت أمس سائرا في تلك الناحية إذ رأيت أبا بشارة العطار ومعه ثلاثة من أمراء بني هلال وهم في أوشم حال، وقد أخذهم إلى قلعة صهيون ووضعهم في الحديد والأغلال وإذ كنتم ذاهبين إلى خلاصهم فارجعوا لئلا يصير فيكم مثل أبي بشارة، لأنه سحار مكار، ثم تركهم وسار إلى حال سبيله.

أما أبو زيد فقال لفرسانه والأبطال: ارجعوا إلى الأطلال، وأنا وزيدان، نكفي لهذه الأحوال، فعندها رجعت العرب، وأما أبو زيد وزيدان فسارا في تلك البراري والقفار طالبين قلعة صهيون، وإذ رأيا أبا بشارة العطار وقدامه الحمار، فلما رآهم وقف حتى وصلوا إليه فصاح فيهم ويلكم أيها الأنذال، وقعتم في أوشم الأحوال، وقعت يا أبا زيد أنت وزيدان والله لابد من أن أقتلك وأريح الناس منك. فقال له: من عرفك فينا حتى تعادينا؟
فقال: عرفتكم من قبل أن تخرجوا من أوطانكم ولا بد من أن أذيقكم الأهوال، فقال أبو زيد: سد فمك لعن الله أباك وأمك وما أنت إلا ملعون يا بايع الفلفل والكمون وأشار يهدده:
قال أبو زيد تخسا يا ردي تخسا
أنا أبو زيد حاوي جميع الأوصاف

لا بد ما أقتلك وأقتل إلى حنا
و كان عند ثلاثين ألف سياف

زيدان اسحب سيفك واقطع رأسه
واحدف إلى رقبته عن الأكتاف

عطار عمرك خلص ما عاد لك نجا
يا قانص العقل يا عديم الإنصاف

أنا أبو زيد وكل الناس تشهد لي
قرم صميدع من نسل أشراف


فلما فرغ أبو زيد من كلامه سحب زيدان حسامه وغار عليه يريد إعدامه، فما رأى حاله إلا وهو مكتوف ورأسه مكشوف، فلما رأى أبو زيد ما صار في زيدان، خرج عن دائرة الإعتدال وسحب سيفه وهجم عليه هجمة الأسد الرئبال وقال له: ويلك يا ابن الأنذال دع عنك هذه الأحوال، فلما نظر أبو بشارة من أبي زيد تلك الفعال قبض كمشة من التراب وعزم عليها ثم حدفها على أبي زيد وإذ برجليه قد يبست وكذلك يده ثم زعق في أبي زيد صوتا هائلا كأنه الرعد ورفعه في يد فإذا هو طائر بين الأرض والسماء وأما زيدان فجره ذلك الملعون ووضعه في حصن صهيون مع حسن ودياب وبدير.

فقال الأمراء هذا ملعون يأسرنا واحدا بعد واحد وصاروا في حساب وأمور صعاب، هذا ما كان منهم، وأما أبو زيد فإنه ما وعي على ذاته إلا بين بني هلال، يبكي ويضرب بيده اليمنى والشمال، فلما رأته بنو هلال بهذا الحال قالوا أبو زيد جن، ثم تقدموا إليه وحطوا القيد في رجليه وبقي على هذا الحال ثلاثة أيام لا يعرف ذاته في أي مكان، فصاروا يواسونه بالكلام ثم قالوا إلى متى هذا الحال يا أبا زيد ومن الذي عمل فيك هذا؟ فقال لهم: أين أنا ومن أنتم؟ فقالوا: نحن أهلك وأحبابك بنو هلال، فعند ذلك صحا وأنشد شعرا.

فلما فرغ أبو زيد من كلامه تقدم الأمير غانم أبو دياب يسأله عن ولديه دياب وزيدان.

ثم قال القوم: يا أبا زيد إلى متى هذا الحال وأنت قاعد يا مفضال؟ قم وسر بلا إمهال وانظر حال الأمراء والأبطال وخلصهم وأرنا عوايدك وفعالك، فقال لهم: يا قوم هذا أبو بشارة كهين من الكهان وما يقدر عليه أحد، لا من إنس ولا من جان، ولكني أستعين عليه بالواحد الديان وإن شاء الله ما أموت إلا وأنا مخلص السادات من الأسر والشدات، ثم أنه قام من ساعته وقلع ما كان عليه من ثياب ولبس صفة درويش وأخذ في يده عكازا وإبريقا وكولك، وسار يقطع البراري والقفار والسهول والأوعار، وما زال سائرا حتى أتى إلى ضيعة من حكم تلك البلاد، فبينما هو ينظر في تلك الوهاد إذ به يسمع صوت أبي بشارة ابن الأوغاد وهو ياندي على العطارة، فقال أبو زيد الله يخفي لك هذا الصوت يا ستار استرني من هذا الجبار، ثم أنه دخل خرابة وتخبى فيها من ذلك الملعون إلى أن طلع أبو بشارة من تلك الضيعة وأبو زيد يراه عند ذلك لحقه من الخلف إلى خلف حتى يقتله، فالتفت إليه وقال له أدن مني حتى أريك نفسي يا كلب يا مكار يا مخرب الديار،فلما سمع أبو زيد هذا الكلام أراد أن يهرب في الآكام وإذا برجليه قد يبستا ولصقتا في الأرض، فقال له العطار مت كمدا ولا يدري بك أحد، ثم سار وتركه فعند ذلك رف أبو زيد رأسه إلى قبلة الدعاء وباسط الأرض على وجه الماء وقال إلهي ومولاي ورجائي يا من نجيت كل الأنبياء والمرسلين نجني من هذا اللعين بجاه سيدنا الخضر عليه السلام، فما أتم كلامه إلا وقائل يقول: لاتخف يا أبا زيد ولا عليك من بأس أقبل شيخك الخضر أبو العباس عليه السلام، فعند ذلك انطلق أبو زيد من مكانه وسار قليلا وإذا بأبو بشارة العطار مقبل عليه وقال له من فكك يا غدار يا مكار؟ فقال له: يا عطار أنا عمري ما تدخلت على أحد فأرجو يا فتى أن تطلقني من وثاقي وأنت ذاهب واقتل المحابيس الذين عندك وأنا بدمهم قد سامحتك، فقال له: إذا أطلقتك وسرت إلى عند المحابيس وقتلتهم فأكون قطعت ذنب الحية وأبقيت رأسها، ولكن أنا لابد لي عن قتلك يا ابن الأنذال وقتل محابيسك بني هلال، فلما سمع أبو زيد هذا الكلام، صار الضياء في عينيه ظلاما وأشار يقول:
يقول أبو زيد الهلالي سلامة
ونيران قلبي زايدات شعال

سألتك يا رحمن يا سامع الدعا
بجاه من على الجبال قد جال

أبو بشارة ما تخاف الله يا كاهن
يا حيف تقتل أمراؤنا وبطال

لو كنت مأسور كان الأسر أهون لي
وكنت أشوف رفقتي ورجال

إلهي بحق الحرم وكعبة الغراء
وبجاه الأنبياء وكل مفضال

بأنك تجيرني من الكهين الساحر
أبو بشارة الفاجر المحتال


( قال الراوي ):
فلما فرغ أبو زيد من كلامه والحق متجلي على دعائه استجاب نداءه فأراد أبو بشارة أن يسير إلا وصوت يقول الحقه يا أبا زيد يا مفضال واسقه كأس الوبال، أنا أستاذك الخضر أبو العباس، فلما سمع أبو زيد هذا الكلام، لحق بأبي بشارة وصاح عليه وقال له: أين عدت تسير يا ابن اللئام؟ اليوم أسقيك كأس الحمام، وما عاد لك خلاص من ضيق الأنفاس. فأراد أبو بشارة أن يلتفت إليه ويسحره وإذا بكف صفعه عل وجهه فعقد لسانه وجمدت عيونه وما بقي له الكلام، فسحب أبو زيد النمشة من العكاز وطسه على هامه حط رأسه قدامه، فوقع قتيلا يتخبط في دمه، عند ذلك فرح أبو زيد وحمد الله الذي خلصه من هذا الساحر وقرأ الفاتحة وأهداها إلى الخضر أبي العباس، ثم أنه أخذ حماره ونزل عنه بضاعته ففردها ونظر ما فيها، وبعد ذلك حزمها ووضعها على الحمار ثم خلع ما كان عليه من الثياب وتزيا بزي أبي بشارة العطار وساق قدامه الحمار وقال له: الله يحرق عظام صاحبك ابن الأوغاد وسار في البراري والوهاد إلى قلعة صهيون وصاح أنا الحنون ساقي ذد كأس المنون ومعي فلفل وكمون وحنة وأساور وإبر وحلق ودهون، وحمرة وسبيداج وخطوط، أرخص لكم البضائع في هذه السفرة يا بنات! !

فتواردت عليه النساء من كل مكان، فصار يكمش ويعطيهن بدون ثمن وهو يقول لهن: لقد ربحت في هذه السفرة ربحا كثيرا.

ولم يزل سائرا حتى وصل إلى قلعة صهيون فاستقبله شخص بالترحيب والإكرام وأجلسه على مرتبة وأمر له بالخمر والشراب.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 4280803596
الجزء السابع قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 1215410045 الجزء التاسع

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب Empty2020-10-26, 8:11 pm

شكرا جزيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس 06 ) قصة التمرلنك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: