منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7621
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب Empty2015-01-28, 9:49 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء السابع
هذا ما كان من بني هلال وأما الخزاعي فإنه رجع إلى حلب وهو في حالة العناء والكرب، ودخل على الملك بدريس وأعلمه بما جرى في ذلك اليوم وكيف قتلت الرجال وفقدت الأموال وظفر بهم بنو هلال، فلما سمع منه هذا المقال اعتراه الإنذهال وخرج عن دائرة الإعتدال، وبات بدريس على غير هدى ولما أصبح الصباح وأضاء بنور ه ولاح، أمر بخروج الأبطال للحرب والنضال فاستعدت في الحال وركب بأول العسكر كأنه الأسد الغضنفر، وخفقت على رأسه الرايات وحوله الوزراء والسادات، فلما علمت بنو هلال بقدوم الملك بدريس للقتال استعدت للنضال وركب الأمير حسن في الفرسان والأبطال فاصطفت الصفوف وترتبت المئات والألوف، وبرز الملك بدريس إلى ساحة الميدان بقلب أقوى من الصوان طالبا مبارزة الفرسان وقال لا يبرز لي سوى الأمير حسن بن سرحان، فما أتم كلامه حتى صار الأمير حسن أمامه وصدمه صدمة تزعزع الجبال فأنشد بدريس يقول:
قال الفتى بدريس الهمام الماجد
اسمع كلامي يا حسن يا قايد

لابد لي من قتل كل رجالكم
في حد سيفي يا أمير القلايد

وأقتل أبو زيد الأمير سلامة
ودياب والقاضي بدير الفايد

قال الملك بدريس هذا يومكم
يا من يودع قومه ويعاود

رد الفتى حسن الهلالي أبو علي
نيران قلبي زايدات وقايد

لابد من قتلك ونهب أموالك
مع قتل أبطالك وكل معاند

لو أن قومك ألف ألف ومثلهم
لابد أن يبقوا الجميع فقايد

قومي أنا تسعين ألف ومثلهم
تسعين في تسعين ألف ماجد


فيهم أبو زيد الأمير سلامة
ودياب والقاضي بدير الفايد

هلا رأيت دياب طرد جموعكم
وكسر عساكركم بغير مساعد


( قال الراوي ):
فلما فرغ بدريس من كلامه وفهم الأمير حسن فحوى شعره ونظامه زاد حمقه وعظم غيظه كأنه قلة من القلل أو قطعة فصلت من جبل فالتقاه بدريس في الحال واشتبك بينهما القتال وعظمت الأهوال، وكانا تارة يتقدمان وتارة يتأخران كأنهما أسدان كاسران وبحران زاخران، وما زالا يتجاولان في ساحة الميدان حتى كلت منهما الزندان وتعجب من قتالهما الفرسان، وقد اختلف بينهما طعنتان وكان السابق بدريس فراحت خايبة بعد أن كانت صايبة فارتد إليه حسن وهجم عليه وضربه بالسيف فاستتر في طارقه البولاد فبرى السيف رقبة الجواد فوقع على الأرض، فأدركه قومه في الحال وخطفوه من ساحة المجال وأركبوه على جواد، واشتبك القتال وتضاربوا بالسيوف والرماح ومازالوا على تلك الحال وهم في أشد قتال إلى وقت الزوال فدقت طبول الإنفصال فرجعت بنو هلال إلى المضارب والخيام وهم منصورون، وأما بدريس فإنه رجع غضبانن كثير الهموم وقد خاف من العواقب وحلول المصائب، وفي الحال كتب الرسائل وأرسلها إلى ولاة المدن بإرسال المؤن والسلاح والعساكر لقتال بني هلال الأوغاد، وأن يحملوا عليهم من أربع أركان المجال فلما وصلت هذه الرسائل والأخبار إلى ولاة الأقطار فامتثلوا أمره في الحال، وجمعوا الفرسان والأبطال وقصدوا بني هلال من حدود البحر الأسود في جمع كبير العدد وكان بنو هلال بأفراح وهم يؤملون الفوز والنجاح، وإذا بالمواكب والكتائب أقبلت عليهم وأحاطت بهم من أربع جهات الميدان وهم كعدد الرمل، فهجموا عليهم وسبوا النساء والبنات فعلت الضجات والصيحات، وتضايقت بنو هلال وأيقنوا بالهلاك والدمار وقاتلوا قتالا يذهل الأبصار وألقوا نفوسهم على الأخطار وما زال الحرب يعمل والدم يبذل والرجال تقتل حتى صار وقت الزوال، فدقت طبول الإنفصال فافترقت العساكر عن بعضها، وبات بدريس في سرور على ذلك الإنتصار وبات بنو هلال في أسوأ حال مما أصابهم من الذل والوبال، ولما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح جمع بدريس أكابر دولته وأرباب ديوانه وقال لهم، إعلموا أيها الرجال أن بني هلال قد تضعضعت منهم الأحوال، ومرادي أن أطلب منهم عشر المال فان أبوا وامتنعوا نقاتلهم ونستخلص منهم المال بالقوة ونبليهم بالويل والدمار، فلما سمع الخزاعي وأكابر الديوان هذا الكلام قالوا افعل ما تريد أيها الملك الهمام فعند ذلك كتب كتابا وسلمه إلى نجاب وأمره أن يسلمه إلى الأمير حسن سيد بني هلال، فامتثل أمره وسار يجد في قطع القفار حتى وصل إلى بني هلال، فدخل على الأمير حسن وسلمه الكتاب وطلب منه الجواب، فلما فتحه وقرأه انشغل باله وتضعضعت أحواله، وأمر أن يأخذوا النجاب إلى دار الضيافة ثم التفت إلى سادات الرجال وقال لهم ما قولكم أيها الأماجد؟؟
قالوا الرأي السديد عند أبي زيد الفارس الصنديد، فلما سمع أبو زيد هذا الكلام قال أرى أن نكتب إلى بدريس نوعده بإرسال المال بعد عشرة أيام بشرط أن يرفع عنا القتال، ومتى مضى الوقت نرحل بالليل من هذه الأطلال، ولا يعلم بنا حتى نكون قد قطعنا مسافة طويلة، فإذا لحقنا بالعسكر نبادر بالقتال ونسقيه كأس الوبال، ونملك مدينة حلب ونبلغ القصد والأرب، فاستحسن الحاضرون هذا الخطاب فعند ذلك أشار حسن في كتاب بذلك وختمه وسلمه إلى النجاب، فأخذه وسار حتى وصل إلى حلب فدخل على الملك بدريس وناوله الكتاب فلما قرأه فرح فرحا شديدا وقال لقد بلغنا المراد ونلنا مسرة الفؤاد، ثم أنه أمر الرجال أن تهيئ المخازن في الحال لوضع الأموال التى ستأتيه من بني هلال، وأن تفرش القصور والحارات برسم البنات المخدرات، فامتثلوا أمره وزالت عنه الهموم والأحزان وكتب إلى الأمير حسن يعطيه الأمان ويأذن للعرب بالدخول إلى حلب وذلك على سبيل البيع والشراء وهذه صورة الكتاب.
ثم أنه طواه وسلمه إلى النجاب، وأمره أن يسير إلى بني هلال ويسلم الكتاب للأمير حسن ويأتيه بالجواب، فامتثل الأمر وسار، فدخل على الأمير حسن فسلمه الكتاب، فلما قرأه وفهم فحواه فرح فرحا شديدا وأكرم النجاب وأرسل معه الجواب وهو يتضمن على كلام لطيف ويشكر بدريس، ثم ابتدأت العرب بالدخول إلى مدينة حلب يشترون من أهلها البضائع الثمينة ويبيعونهم من المكاسب التي اكتسبوها من البلاد والمدن، وما زالوا على تلك الحال إلى أن مضت تسعة أيام من المدة، فعند ذلك اجتمع الأمير حسن بالأمراء والسادات وقال لهم هذا هو اليوم التاسع فما هو رأيكم أيها السادات؟ فقال أبو زيد نركب ظهور الخيل ونسير في ظلام هذا الليل، وأن لايذهب أحد منا إلى حلب خوفا من بدريس أن يعلم بواقعة الحال فيقبض عليه، فاستحسنوا هذا الخطاب ورأوه عين الصواب، وفي الحال أرسل الأمير حسن مناديا بين جموع العربان أن لايذهب أحد منهم إلى حلب، أما الملك بدريس فإنه صبر إلى اليوم العاشر، ولما بلغه بأنه لم يدخل أحد إلى البلد من العرب، تكدر بعد الفرح وخاف من عواقب الأمور، فأرسل بعض الجواسيس ليكشف له الأخبار وكان اسمه المحتال، فغير زيه وتنكر حتى لا يعرفه أحد، وأخذ حمارا وحمله من المنقولات والعطريات وجد في قطع الفلوات قاصدا بني هلال، ولما وصل إليهم بدا ينادي ويقول يا معشر العرب معي ملبس وزبيب وفستق وكرابيج حلب، فمن أكل وشرب حصل له السرور والطرب ومعي أيضا العطر والطيب الذي يصلح لكل حبيب، ثم حانت منه التفاتة إلى الوراء فلم ير أثرا للحمار، فقال لقد نفقت بضاعتنا مع الحمار، ولما وصل إلى صيوان الأمير حسن جعل يتجسس الأخبار، فوجد عنده جماعة من الأمراء وهم يتداولون في أمر المسير، فعرف أن قصدهم الرحيل تحت ستور الظلام، فرجع على الأثر وأعلم بدريس بذلك الخبر فعظم عليه وتكدر فقال لقد خدعنا بنو هلال بالمكر والإحتيال، فما رأيكم الآن في هذا الشأن؟ فقال الوزير، الرأي يا ملك الزمان أن أسير بالمراكب والكتائب وأكمن لبني هلال في سهل سراقب لأنه لابد لهم من العبور في ذلك المكان ثم أنت تدركني بباقي الأبطال والفرسان ونبادرهم بالحرب والصدام ونبلغ منهم القصد والمرام، فاستصوب بدريس هذا الكلام فعند ذلك ركب الوزير بالعساكر وقصد سهل سراقب وكمن لبني هلال، وكان الملك بدريس قد كتب إلى ولاة المدن والبلدان يطلب منهم أن ينجدوه بالأبطال والفرسان، فأرسلوا له مائتي ألف بطل فدقت الطبول ونفخت الزمور وتقلدت الرجال بالرماح والنصول وعلت الفرسان ظهور الخيول وساورا بالعساكر قاصدين ذلك المكان.
ثم أنه طواه وسلمه إلى النجاب، وأمره أن يسير إلى بني هلال ويسلم الكتاب للأمير حسن ويأتيه بالجواب، فامتثل الأمر وسار، فدخل على الأمير حسن فسلمه الكتاب، فلما قرأه وفهم فحواه فرح فرحا شديدا وأكرم النجاب وأرسل معه الجواب وهو يتضمن على كلام لطيف ويشكر بدريس،

فقال أبو زيد نركب ظهور الخيل ونسير في ظلام هذا الليل، وأن لايذهب أحد منا إلى حلب خوفا من بدريس أن يعلم بواقعة الحال فيقبض عليه، فاستحسنوا هذا الخطاب ورأوه عين الصواب، وفي الحال أرسل الأمير حسن مناديا بين جموع العربان أن لايذهب أحد منهم إلى حلب، أما الملك بدريس فإنه صبر إلى اليوم العاشر، ولما بلغه بأنه لم يدخل أحد إلى البلد من العرب، تكدر بعد الفرح وخاف من عواقب الأمور، فأرسل بعض الجواسيس ليكشف له الأخبار وكان اسمه المحتال، فغير زيه وتنكر حتى لا يعرفه أحد، وأخذ حمارا وحمله من المنقولات والعطريات وجد في قطع الفلوات قاصدا بني هلال، ولما وصل إليهم بدا ينادي ويقول يا معشر العرب معي ملبس وزبيب وفستق وكرابيج حلب، فمن أكل وشرب حصل له السرور والطرب ومعي أيضا العطر والطيب الذي يصلح لكل حبيب، ثم حانت منه التفاتة إلى الوراء فلم ير أثرا للحمار، فقال لقد نفقت بضاعتنا مع الحمار، ولما وصل إلى صيوان الأمير حسن جعل يتجسس الأخبار، فوجد عنده جماعة من الأمراء وهم يتداولون في أمر المسير، فعرف أن قصدهم الرحيل تحت ستور الظلام، فرجع على الأثر وأعلم بدريس بذلك الخبر فعظم عليه وتكدر فقال لقد خدعنا بنو هلال بالمكر والإحتيال، فما رأيكم الآن في هذا الشأن؟ فقال الوزير، الرأي يا ملك الزمان أن أسير بالمراكب والكتائب وأكمن لبني هلال في سهل سراقب لأنه لابد لهم من العبور في ذلك المكان ثم أنت تدركني بباقي الأبطال والفرسان ونبادرهم بالحرب والصدام ونبلغ منهم القصد والمرام، فاستصوب بدريس هذا الكلام فعند ذلك ركب الوزير بالعساكر وقصد سهل سراقب وكمن لبني هلال، وكان الملك بدريس قد كتب إلى ولاة المدن والبلدان يطلب منهم أن ينجدوه بالأبطال والفرسان، فأرسلوا له مائتي ألف بطل فدقت الطبول ونفخت الزمور وتقلدت الرجال بالرماح والنصول وعلت الفرسان ظهور الخيول وساورا بالعساكر قاصدين ذلك المكان.

وأما ما كان من بني هلال فإنهم لما أظلم الظلام أمر أبو زيد العرب أن تضرم النار أمام المضارب والخيام حتى لا يشعر بهم أحد من الأنام، وأن تركب الحريم والعيال على ظهور الهوادج أمام الأبطال، ففعلوا كما أمر وتجهزوا للسفر وسار الخفاجي عامر بخمسة آلاف من الفرسان مع البنات والنسوان خوفا من نكبات الزمان وطوارق الحدثان، حتى وصل بالقرب من سراقب، وعند وصوله ذلك المكان أدركه الخزاعي بالأبطال والشجعان وهجم عليه من كل جانب ومكان، فخاف الخفاجي عامر على الحريم والعيال، فهجم ومن معه على الأعداء بقلوب كالجبال، وفي احال انتشب القتال وعظمت الأهوال وجرى الدم وسال، وكان الخفاجي من أشد فرسان الصدام، فبذل في الحرب غاية المجهود غير أن عساكر الأعداء كانت أكثر فانتصبت عليه القوات من سائر الجهات فظفر الخزاعي بعد قتال شديد وأسر عددا من البنات، فبينما كان الخفاجي في أشد الأهوال، إذا بفرسان بني هلال قد أقبلت وأمامها الأمير أبو زيد ليث الميدان وكان قد بلغه الخبر بما حصل إلى الخفاجي، فغار بالفرسان والأبطال حتى أدرك بني هلال وهجم إلى ساحة المجال وتبعته العساكر والجنود وقاتلوا قتال الأسود، وبعد معركة عظيمة ومذبحة جسيمة خلصوا البنات والنسوان من الأسر والهوان وإذا بغبار من خلفهم قد ظهر وانكشف للأبصار وبان عن عسكر جرار كعدد رمل البحار، وكان عسكر بدريس ملك حلب قد حضر لقتال بني هلال، فبادرهم للقتال من اليمين واليسار فانتشب القتال وعظمت الأهوال واستمر القتال إلى وقت الزوال، فعند ذلك دقت طبول الإنفصال، فانفصلت العساكر في كل ناحية وكان في قلب بدريس لبني هلال نار الإشتعال لعدم إعطائهم المال وما بدا منهم من الفعال وبات في قلق عظيم وغم جسيم.

( قال الراوي ):
ولما أصبح الصباح، دقت طبول الحرب والكفاح، فركب الفرسان ظهور الخيول وأعتقلت بالرماح والنصول فاصطفت الصفوف وبرز الخزاعي وقال لا يبرز لي سوى أبي زيد المحتال، فما أتم كلامه حتى صار أبو زيد أمامه وصدمه صدمة تزعزع الجبال فالتقاه الخزاعي بقلب كالصوان وأنشد يقول:
قال الخزاعي فالحرب مرادي
أما مربع الخيل يوم طرادي

اليوم يا أبو زيد أفني جمعكم
فأنتم غاية مقصدي ومرادي

أقتل حسن أميركم بمهندي
وأقتل عرندس والأمير حماد

وأقتل دياب الخيل من حاز الملا
وآخذ الخضرا بضرب جلادي

واليض آخذها وأقتل كل من
يوم الوغى عند البنات ينادي

وآخذ الحمرا رغما يا فتى
من بعد طعن يشيب الأولاد

وأجعل نساكم خادمات نسائنا
طول الزمان وما لهن من عاد


فلما انتهى الخزاعي من شعره ونظامه أجابه أبو زيد يقول:
قد قال أبو زيد الهلالي سلامة
اليوم تبصر يا خزاعي طرادي

اليوم تبصر فارسا ذا همة
وعزيمة أقوى من البولاد

شهدت لنا بحروبنا كل الورى
يا أخبث الوزراء والأوغاد

اليوم تبصر فارسا ذو همة
وعزيمة أقوى من البولاد

إني سأملك أرضكم وبلادكم
ويطيب في هذا النهار فؤادي

ومدينة الشهباء تخت جلوسنا
من بعد حرب خاطف الأكباد


( قال الراوي ):
فلما فرغ أبو زيد من هذا العر والنظام اغتاظ الخزاعي من هذا الكلام وصدمه صدمة الأسد الضرغام فالتقاه أبو زيد وانطبق عليه إلى أن سبق منهما ضربتان كأنهما صاعقتان وكان السابق الخزاعي فالتقاه أبو زيد بدرعه البولاد فسقط السيف على رقبة الجواد فبراها كما يبري الكاتب القلم، فوقع أبو زيد على الأرض وتحطم، فأراد أن يعجل فناه وإذا بفارس قد أقبل من وسط المجال وصاح صيحة تزعزع الجبال، وانقض على الخزاعي مثل العقاب وقال ارجع يا كلب الرجال فسوف يحل بك الوبال، وكان صراخ الأمير دياب، فالتقاه الخزاعي بقلب كالجبال واشتد بينهما القتال إلى وقت الزوال وهما في ضرب وطعان وقد اختلف بينهما طعنتان قاتلتان وكان السابق الأمير دياب، فطعن الأمير الخزاعي بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره، فوقع على الأرض يتخبط بدمه، فلما رأت العساكر ما حل بوزيرها، حملت في الحال على بني هلال من اليمين والشمال بقلوب كالجبال وهم يصيحون يا لثارات الوزير؟

وقاتلوا قتال الأبطال، فالتقتهم بنو هلال واشتبك بينهم القتال، وعظمت الأهوال وجرى الدم وسال وتمددت الرجال على وجه الرمال ومازالوا على تلك الحال إلى وقت الزوال، فدقت طبول الإنفصال وافترقوا عن القتال ورجع بنو هلال في فرح واستبشار، وأما دياب فإنه رجع من ساحة الميدان وهو مسرور فرحان، فالتقته النساء بالفرح والسرور والغبطة والحبور وشكرته على ما فعل وقلن لله درك من بطل، لقد قهرت الغريم ودافعت عن الحريم فلا عدمناك يا فارس الخضراء وليث الصحراء، وبعد ذلك دخل على الأمير حسن، فقام له على الأقدام والتقاه بالترحاب والإكرام، وقال له مثلك تكون الفوارس يا زينة المجالس ولما استقر به الجلوس وطابت من القوم النفوس، التفت الأمير دياب إلى أبي زيد وأشار يخاطبه بشعره.

( قال الراوي ):
فلما فرغ دياب من شعره ونظامه شكرته الأمراء والسادات على حسن اهتمامه ثم أشار أبو زيد يرد عليه بشعر جديد.

( قال الراوي ):
فلما فرغ أبو زيد من شعره ونظامه وفهم الحاضرون فحوى كلامه، شكره حسن على هذا المقال وقال له مثلك فلتكن الرجال، وباتوا الليلة في سرور وانشراح وانبساط وأفراح على الإنتصار والنجاح، ولما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح، استعدت الفرسان للحرب والكفاح، فدقت الطبول وركبت الأبطال ظهور الخيول واصطف الجنود والعساكر وركب بدريس ظهر الحصان وقلبه يقدح بالنيران على ما جرى له وكان من الانكيس والخذلان وقد برز إلى ساحة الميدان وطلب مبارزة الفرسان وقال من عرفني فقد اكتفى ومن لم يعرفني فما بي خفى، أنا بدريس ملك حلب فابرزوا لي يا أمراء العرب، فما أتم كلامه حتى صار دياب أمامه، فأشار بدريس يتهدده بالكلام فأجابه الأمير دياب بكلام مماثل.

( قال الراوي ):
فلما فرغ دياب من هذا الشعر والنظام هجم على الملك بدريس بضربات قاطعات تهد الجبال الراسيات، وكان قد اختلف بينهما طعنتان قاتلتان، وكان السابق ليث الميدان دياب، فطعنه في صدره خرجت تلمع من ظهره، فوقع بدريس على الأرض قتيلا وفي دمه جديلا، فلما رأت العساكر ما حل بملكها أيقنت بهلاكها، فصممت على القتال وهي تصيح الثأر! الثأر!

وحملت من اليمين إلى اليسار بقوة واقتدار، فالتقتها بنو هلال في الحال واشتبك بين الفريقين القتال وعظمت الأهوال وجرى الدم وسال، وتقطعت الأوصال وتزلزلت الأرض من ضجيج الأبطال وقعقة النصال، ومازلوا في عراك وقتال يشيب الأطفال إلى وقت الزوال، فعند ذلك تأخرت عساكر بدريس وقصدت مدينة حلب خوفا من الهلاك والعطب، فتبعها أبو زيد بالأبطال والفرسان، فلما رأت ما حل بها من الهوان طلبت لنفسها الأمان، وعندما بلغ أهل المدينة بما جرى وكان خرجت الأكابر والأعيان، فالتمست من أبي زيدان أن يصفو عنهم ويعاملهم بالفضل والإحسان، فأجابهم إلى ذلك الشان بعد أن استشار الأمير حسن ثم بموت بدريس ملك حلب، زال عن بني هلال العناء والكرب وطابت لهم الأوقات، وكان لبدريس ولد حميد الخصال، ممدوح بين الرجال، اسمه جمال، خرج مع جماعة الأبطال ووقع على يد حسن سيد بني هلال، فأقامه ملكا مكان أبيه وأمر أهل المدينة أن تطيع أوامره، وقامت بنو هلال في تلك الأطلال عشرة أيام وهم بين طعام ومدام تجهزت للرحيل والسفر، فدق طبل الرجوع وفي الحال هدت الخيام وركبت الفرسان وصارت النساء والبنات في الهوادج وركب الأمير حسن وباقي السادات ورفعت عاى رؤوسهم الأعلام والرايات وجدوا في قطع البراري والفلوات كأنهم ليوث الغابات، وما زالوا يقطعون الروابي والآكام مدة ستة أيام حتى وصلوا إلى مدينة حماه، فنزلوا على نهر العاصي ولم يعترضهم أحد، لأن أهل البلد بلغهم ما جرى على أهل حلب، فخافوا عواقب الأمور وإثارة الفتن والشرور، فاستقبلهم الملك بالإكرام والإحترام وصار لهم من جملة الأعوان والخلان.

( قال الراوي ):
ومن الأمور الغريبة والحوادث العجيبة أنه كان بمدينة حلب تاجر اسمهه كساب وكان من أشهر الناس ومن أتباع صاحب جزيرة قبرص الملك هراس، قد حضر إلى تلك المدينة وكان يتاجر بالبضائع الثمينة، فاتفق أنه لما قدمت بنو هلال تلك الديار نهبت أمواله مع جملة الأموال، فشكى أمره للأمير دياب طلب رد أمواله التي اكتسبها بنو هلال، فلم يحصل على ما يريد، فترك حلب وقصد الملك هراس فدخل عليه وشكا أمره إليه وأعلمه بواقعة الحال وما فعلت بنو هلال، فاغتاظ الملك غيظا شديدا ووعده بإحضار دياب وكان عنده ثلاثة من الأتباع، أصحاب حيل وخداع، فأحضرهم إليه وأعلمهم بواقعة الحال وفقدان الأموال وطلب منهم أن يسيروا مع كساب ويأتوا بالأمير دياب فقالوا سمعا وطاعة، وغيروا ثيابهم وساروا بالمراكب من تلك الساعة وصحبتهم الهدايا، وعند وصولهم اللاذقية نزلوا إلى المدينة وجعلوا يتجسسون أخبار بني هلال حتى علموا أنهم في حماه، فعند ذلك ركبوا وساروا إلى أن وصلوا إلى البلد ودخلوا منزل دياب ومعهم هدايا ثمينة، فسلموا عليه وقدموا له الهدايا فترحب بهم غاية الترحيب وسألهم عن حالهم فقالوا له نحن تجار وإخوة ثلاثة جئنا في تجرة عظيمة وتركناها في اللاذقية فقد خفنا من الطريق ومرادنا أن تعدينا من هذا الطريق، وعند ذلك شالوا ثلاث بدلات مزينة بالجواهر الثمينة التي تدهش الأبصار وتحير الأفكار وقالوا هذه إلى الأمير حسن وهذه إلى الأمير أبي زيد وهذه إلى القاضي بدير، فقال دياب ومن هؤلاء الذين تقول عنهم وكلهم تخت يدي، فقالوا الذي تريده أعطه والذي لاتريده لا تعطه، فقال لهم نحن لانقول لأحد عنكم لئلا يلحقوكم، قالوا نحن تجار ولاأحد يجلب متاجر مثلنا ومعنا مركب موسوق خلاف ما معنا الآن وكل سنة نبيع ونشتري ونكسب النصف في بضاعتنا ولانجئ إلا إلى حلب، وكان اللعين بدريس يشتري منا ما يلزم من البضائع كل سنة وقد أتينا هذا العام على حسب عادتنا فلم نجده وقد وجدناكم ناصبين حلب، فسألنا بعض المسافرين.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 4280803596
الجزء السادس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 1215410045 الجزء الثامن

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب Empty2020-10-26, 8:09 pm

شكرا جزيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الحادى عشر 11 ) قصة السركسي بن نازب
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: