منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7630
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا Empty2015-01-28, 10:51 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء السادس عشر
قصة عقل ابن هولا


فلما فرغ أبو زيد من كلامه، دعوا له بطول العمر والبقاء وركب في قومه بني زحلان وأخذ معه مخيمر وشيبان وأخذ معه من بني زغبة ألفين وساروا الى ملتقى الملوك ثلاثة أيام، حتى وصلوا الى وادي النسور وكمنوا للقوم في الليل، ولما أصبح الصباح أقبلت عليهم الجيوش مثل الغمام، فصاح أبو زيد بصوت مرعب، ومال فيهم على الميمنة وشيبان وباقي القوم على الميسرة، حتى أفنوا الجنود وقتلوا السبعة ملوك وجيوشهم وكسبوا خيولهم وأسلحتهم، وبعدها جمع أبو زيد عسكره ونزلوا ربطوا في الوادي خوفا من غيرهم، فلما بلغه الخبر دق طبله وبرز الى الميدان، فبرز اليه زيدان بن غانم شيخ الشباب، فقال الزناتي من أنت؟ فقال أنا الأمير زيدان بن غانم.
فلما فرغ خليفة من كلامه، وقع بينهما الحرب الشديد الى آخر النهار، دقت طبول الانفصال وثاني يوم جاء الأمير زيدان بالطراد، فولى الزناتي هاربا وزيدان وراءه الى باب المدينة، فقفلوا الأبواب في وجه زيدان وكانت خطيبة زيدان معه وهي بنت عمه اسمها ضيا، فلما تزاحم القومان جفل جملها فأخذها قوم الزناتي، ولما رجعوا من القتال أمر الزناتي سعدة أن تبقي ضيا عندها.

وللحال قامت سعدة بارسال ضيا لعند أهلها وأما خليفة فقال لقومه كيف رأيتم يا فرسان من منكم يلقى طراد زيدان، وكان للخليفة ابن أخت يسمى مطاوع، فقال يا خال أنا له، فقال خليفة أنت لست من رجاله، فقال صدقت يا خال، لكن دعني أعمل ما بدا لي، فأخذ مطاوع رجاله وحفر ثلاث حفر وغطاها، ثم دق الزناتي طبله وخرج الى الميدان، فخرج اليه زيدان فالتطم الاثنان كأنهما أسدان كاسران وحان عليهما الحين، وصاح فوق رأسيهما غراب البين، فأراد زيدان أن يضرب خليفة بالرمح، فولى خليفة وهرب نحو الحفائر، فجرى وراءه زيدان فوقع في الحفرة هو والحصان، فرجع له مطاوع وضربه على هامه، حط رأسه قدامه وأرسل رأسه ووضعه مع رؤوس الأمراء على سور تونس، فاشتبك القوم وأطبقوا على بعضهم الى أن ولى النهار ودقت طبول الانفصال، فرجع الفريقان وباتوا الى الصباح، وثاني يوم برز بدر فوقع بينهما ضربتان قاطعتان، وكان السابق بالضرب الأمير بدر، ضرب الزناتي بالرمح فخلا منه وثنى عليه بالسيف، فأخذها بطارقة البولاد وثلث عليه بالدبوس، فخلا عنه ببراعته، فاعتدل الزناتي على ظهر الحصان وضرب بدر بالسيف، فقطع رأسه وأرسله الى تونس، فوضعوه مع رأس أخيه زيدان، وكان لبدر ولدان، واحد اسمه عقل والثاني نصر، وكانا أفرس أهل الوقت وأجمل أهل العصر، فقال عقل لابد أن أقاتل الزناتي في غد، وكانت والدتهما أخت السلطان حسن، تسمى هولا، فسمعت عقل يقول ذلك الكلام فخافت عليه من الزناتي لأنه بطل مغوار، ومتى انغلب يدبر حيلة في قتل من نازله، فأشارت هولا تنهى عقل عن حرب الزناتي.

لكن هولا عرفت أن قولها لا يفيد، فذهبت الى الأمير حسن وعرفته أمرها، فأتى لعند عقل وصار ينهيه عن قصده فلم يرجع عن عزمه، فقال له الله ينصرك عليه، فلما أصبح لبس عقل آلة الحرب والكفاح وصار في الميدان وعرض وبان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه الزناتي خليفة وقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم نقتل كبارهم يجونا صغارهم، فالتطم اىثنان كأنهما جبلان أو أسدان يزأران، حتى حمى عليهم الزرد فعرف الزناتي أن عقل فارس لا يطاق ومن صغر سنه خبير بطعن السنان وضرب اليمان، وصارت الزينات تنخى عقل وتقول يا حامي الزينات وعقل قد زاد حربه وأشبع الزناتي من ضربه، ولازالا في قتال وجدال لحين الشمس مالت للزوال، فدقوا طبول الانفصال، ولما أصبح الصباح ركب القومان والتحم الفريقان فبرزوا الى الميدان وصاح على رؤوسهم غراب البين، وأما أبو سعدة فكل وذل وضعفت قواه وانحل، فلوا عنان جواده وولى هاربا والى النجاة طالبا، فتبعه عقل وقذفه بالدبوس، رماه على الأرض فأدركه قومه وخلصوه، فانحدف عليهم عقل وبنو هلال وعظم الحرب والضرب، ولم يزالوا بالقتال حتى ولى النهار وأقبل الليل، فدقت طبول الانفصال، فعاد الزناتي منزعجا وصار يوصي فرسان قومه على قتل عقل، ويقول وعمر السامعين يطول:
يقول أبو سعدة الزناتي خليفة
ونيران قلبي زايدات ضرام

فمن منكم ينزل الى عقل يقتله
ويدعيه في وسط اللحود ينام

أعطيه سعدة تكون له حليلة
ويكون عندنا في اعز مقام

يشتفي مني الفؤاد بقتله
وأكيد العدا في حرب وصدام


فلما فرغ خليفة من كلامه وقومه يسمعون نظامه، فقام ابن أخته مطاوع وقال يا خال أنا له ان كان قتله يحرم علي نقل الرمح ما دمت حيا ويحرم علي الفرح والعز والهنا، فقال خليفة الله يعينك عليه، ولما أصبح الصباح ركب مطاوع جواده واعتدل في عدته وجلاده، ودقت طبول بني هلال وركبوا الخيول وركب عقل أولهم وهو ينادي اليوم ولا كل يوم، فلما رآه قوم الزناتي ولوا هاربين وفي أولهم مطاوع، فقال له خليفة لماذا انهزمت يا ابن أختي؟

فقال انهزمت قومنا وما بقي أحد، فلما وصل عقل تحت سور تونس فطلعت بنت الزناتي الثانية وكان اسمها بسمة، فنظرت الى عقل فوقع هواه في قلبها وملك فؤادها.

وتكلم عقل وكانت بسمة تسمع نظامه، فعاد مطاوع وبرز الى الميدان فاستقبله عقل وانعقد غبار القتال حتى سد منافس الأقطار وداما في حرب وصدام وافتراق والتحام، وقدحت حوافر الجوادين نارا، فيا لهما من أسدين ضرغامين وبحرين متلاطمين، أما مطاوع فرأى قدامه فارسا كرارا وأسدا مغوارا ورأى من عقل حربا حير عقول الأبطال، فعول على الهرب والفرار، فاشتلق عليه قوم الزناتي فغار على عقل ثلاثة منهم وأحاطوا به، فضرب واحدا منهم أرماه وغار على الذي قدامه، فهرب الباقون من أمامه، فغار على قوم الزناتي وكل فارس ثبت أماه زوره المقابر، فنزل اليه الزناتي ومطاوع والعلام وعلام ابن نجدة اثنين من قدام واثنين من وراءه، وغدره مطاوع في طعنة من ورائه، فقال الزناتي خذوه، فتزاحمت عليه الرجال، فراح جسم عقل تحت حوافر الخيل، ما بان له أثر، ودقت طبول الانفصال فرجع القومان الى الأطلال، وكان لعقل أخ اسمه نصر، فقال غدا أنزل الى الميدان آخذ ثاري من هؤلاء الأعداء الغادرين، فلما سمعت أمه هولا بكت بكاء شديدا وتحسرت على عقل تحسرا عظيما، لكن ولدها نصر طيب خاطرها وفي ثاني الأيام برز نصر الى الميدان، فبرز اليه الزناتي خليفة وظن أنه عقل، فقال لقد عاش عقل ورجع الى الحياة فصدمه الأمير نصر صدمة جبار، فالتقاه بقلب أقوى من الصوان والتطم البطلان كأنهما جبلان واختلف بينهما ضربتان قاطعتان، كان السابق نصر، فالتقى السيف بالدرقة فنزل على رقبة الجواد براها بري القلم، فوقع الزناتي على الأرض، فأدركه قومه في جواد وأركبوه ومالت المواكب وهاجت الكتائب، وما عاد يعرف العدو من الصاحب، وبقي السيف القرضاب يجز الرقاب، حتى مالت الشمس الى الغياب، فدقوا طبول الانفصال وباتوا يتحادثون الى الصباح، فركب نصر وبرز الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه مطاوع والتحما بالحرب الشديد، فاختلف بينهما ضربتان كان السابق نصر، فشك رمحه في صدر مطاوع، فأطلع السنان يلمع من ظهره، فوقع قتيلا وفي دمه جديلا، فعندها غادرت قوم الزناتي وحملت على بني هلال وزادت المصائب والأهوال، والتحم الفريقان في المجال وأمر الزناتي في أناس تقاتل وأناس تحفر حفاير، ومازال الحرب والقتال حتى وقع نصر في حفرة، فغار عليه الزناتي وضربه بالسيف على هامه، حط رأسه قدامه، فغار القومان وتزاحم الفريقان وزعق فوق الرؤوس غراب البين، ولم يزالوا في القتال حتى ولى النهار وأقبل الليل، فرجعوا عن الحرب والصدام ودفنوا نصر بجانب أبيه ولحق بعمه وأخيه، وأما أمه وأخته وقريباته فقد قصصن شعورهن وأقمن الأحزان.

وطفقت أمه تندبه، وكذلك فعلت أخته فتنة، فلما فرغت فتنة من كلامها، أقاموا النواح على القبور وقال غانم أنا بعد أولادي لا أريد حياة، ومرادي أنزل للزناتي أما أقتله وآخذ بالثأر أو يقتلني وأستريح من الأحزان، فبرز الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز الزناتي وأنشد:
قال الزناتي ابن مهران صادق
ولي قلب أقوى من حجر صوان

أنتم علينا يا أمير اعتديتم
زرتم بلادي وخربتم البلدان

قتلت أولادك راحوا بزاتهم
بدر الفتى المسمى أخو زيدان

وأولادهم برزوا يريدوا قتالنا
عقل وأخوه زينة الشبان

قتلتهم وراحوا بغامض الثرى
وصفيت روس الكل على حيطان

تسعين أمير صاروا رؤوسهم عندي
ورملت من بعدهم ترى النسوان

ما عاد الا أنت يا أمير جيتنا
فأنت شايب بالكبر وزمان

فروح يا مسكين لا يقل عقلك
ما يلتقي حربي سوى المردان

فارجع روح صلي وأعبد ربك
واختم لهم في سورة الرحمن


فلما فرغ من كلامه التقى البطلان كأنهما جبلان، ولم يزالا في قتال وجدال حتى دقت طبول الانفصال، فرجعا عن الحرب والكفاح ولم يزالا على ذلك الحال مدة شهر، وبعد ذلك كل الأمير غانم وما عاد ينزل الى حربه ولا أحد غيره ينزل، فضرب الزناتي ديوانا وقال لقومه ما رأيكم؟ فتقدم ابـن عمـه العلام.

فقال الزناتي ما قتل دياب مع الذين قتلناهم، قال العلام دياب في وادي الغباين مع جيوش بني هلال، قال الزناتي: مرادنا نرسل له من يقتله ويجيب البوش منه، والتفت الى أخيه أبي خريبة وهو فارس صنديد، فأمره بالركوب الى وادي الغباين ويجيب البوش منه، فقال سمعا وطاعة، وركب من ساعته وأخذ معه عشرين ألف فارس قروم عوابس، ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا الى وادي الغباين وغاروا على بوش بني هلال، وأرادوا أن يسوقوه بالعصي، فقامت الرعيان بالسياط والصراخ، فلما سمع دياب ركب جواده وطلعت فرسانه وراءه والتحم الحرب بينهم بطعن يقصف الأعمار، وصار بينهم ضرب مثل النار، فعندها قام دياب في عزم الركاب وضرب أبا خريبة بالسيف على هامه حط رأسه قدامه فوقع على الأرض يتخبط بدماه ولما رأى قومه أن أميرهم قتيل ولوا هاربين والى النجاة طالبين، فلحقهم بنو زغبة ومدوا السيف في أعناقهم، وما سلم منهم الا الذين وصلوا الى عند الزناتي وأخبروه عن قتل أخيه، فاستدعى أخاه الثاني وكان اسمه مكحول، وقال له: خذ قومك وامض الى دياب ابن غانم، خذ ثأرك منه وانهب بوش بني هلال، ومهما جبت من هؤلاء يكونوا هبة مني اليك، فركب بعسكر مقدار خمسين ألف همام، وسار الى أن وصل الى الوادي، وكان دياب وقومه في الصيد وما بقي عند البوش الا مقدار ألف فارس فغارت عليهم خيل مكحول وساقوا البوش جميعه، فراح الصوت الى دياب وأعلموه بالخبر، فعندها غار حتى وصل الى القوم وهجم على مكحول والتطموا في الخصام وتجرعوا شرب كاس الحمام، فضرب مكحول دياب في الرمح، فقام دياب رجله من الركاب وأخذها من تحت فخذه وطعن مكحول في الرمح،فاراد ان يخلي منها مثل دياب، فجاء الرمح في صدره طلع يلمع من ظهره، فوقع قتيلا وفي دمه جديلا، فاخذ درعه وجواده وغادر عاى قومه وبدأ يذبح فيهم حتى قتل مقدار عشرة آلاف فارس والباقون هربوا، فلما وصلوا عند الزناتي، أعلموه بقتل أخيه فغضب غضبا شديدا وبرز الى الميدان عرض وبان، وطلب مبارزة الفرسان، فما أحد رد عليه، واذا بغبار علا وطار حتى سد منافس الأقطار، وبان من تحته فرسان على خيول أخف من الغزلان، واذا هو الرياشي مفرج الذي كان مع أبو زيد في غزوة ملوك السفور، فحول وسلم عليهم، فسألوه عما جرى له، فصار يخبرهم في أول الكلام واذا ببيارق حمر قد طلعت وأبو زيد بأول الخيل، فلاقاه الأمير حسن وبنو هلال وهنؤوه بالسلامة وفرحوا في ملقاه، وطلعت النساء والأولاد وأهالي القتلى اللذين قتلهم الزناتي وقعدوا على المقابر لابسين السواد هاتكين الستور باكيات نائحات، ووصلت الخيل التي أتى بها أبو زيد من الأعداء والمكاسب والغنائم وأخبر السلطان أبا زيد بما فعل بهم الزناتي وكم أباد من الفرسان، فلما سمع أبو زيد قول حسن، صار الضياء في وجهه كالظلام، وحزن حزنا شديدا على من قتل من الفرسان، وعندها قام ومر على المقابر وشاهد النساء والبنات، فلما شاهدن أبو زيد رفعن أصواتهن في البكاء، فطيب خاطرهن وقال لهن أن أراد الله نأخذ لكن بالثأر ونترك ديار الزناتي خرابا، ثم دخل عند عليا وبات لثاني الأيام وقسم الأموال وأعطى حسن جزءا، وشال الى دياب قسما وثاني يوم برز أبو زيد الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان وتعرض تحت أبواب تونس ونادى الزناتي يبرز الى الحرب وللطعان، فما أحد رد عليه، فوقف تحت الأبواب المسكوكة ولا أحد يخرج ولا يطلع سوى النسوان التي فوق الأسوار يتفرجن، فعندها صاح في البواب افتح أو أرسل مولاك، فسار البواب لعند الزناتي قال له قم كلم أبو زيد واقف بالباب يريد يواجهك، فقال له دير بالك وهات المفاتيح، فعند ذلك أخذ المفاتيح وقال أقعد خلف الباب واذا أحد سأل عن سيدك، فقل له لن يواجه أحد، فعاد البواب وأعلم الأمير أبا زيد بذلك.

يرجع الكلام الى الأمير حسن، التفت الى أبو زيد وقال له مادمت جيت ما بقي الزناتي يفتح الباب ولا يطلب حربا وفي غيبتك يا ما عمل من الأعمال، ثم أن الأمير أبو زيد قال لهم: قصدي أعمل حيلة تسوى قبيلة، اندهوا للجازية، فندهوا اليها فحضرت بين أيديهم، فقال لها أبو زيد مرادي أن تجمعي مائة بنت من أحسن بنات العرب وأحضريهن في الليل فأحضرت مائة بنت الى الأمير أبو زيد، فقام ولبس ثيابا بيضاء مثل النسوان ولبس درعه وتحزم بسيفه وسار هو والبنات والجازية، وكان نصف الليل الى أن وصلوا الى بوابة تونس، فقال أبو زيد اقرعي الباب، فنادى البواب: من يقرع أبواب تونس في هذا الليل؟ فقالت الجازية نحن من بنات العرب جئنا ومعنا بضائع لكي نبيع ونشتري من عندك على قدر احتياجنا. فقال لها البواب روحوا لن أفتح لكم الباب في الليل. ثم أنها تدخلت عليه فذهب الى الزناتي وأخبره بالبنات على الباب، فقال له اذهب أنا قرأت كتبهم قبل ما يحضروا الى هذه البلاد، لأن هذه حيلة من حيل أبي زيد، ثم أن البواب رجع اليهن وأخبرهن بما قال الزناتي، ثم أن الجازية ابتدأت بالمنادمة هي والبواب.

فلما فرغت الجازية هي والبواب من المنادمات والبنات يسمعون كلامهما، أخذهم الأمير أبو زيد ورجع الى ربعه.

يرجع الكلام الى مرعي وسعدا، فقال لها يا سعدا الى متى الانتظار وقد طال علينا المطال، وأبوك لايطلع الى محاربة أبي زيد ولا يفتح الباب، فضحكت سعدا وقالت أنا أفض هذا المشكل، لأن ما يقتل أبي الا الأمير دياب، لأنه عندي في الكتب، ولكن سأروح الليلة عند السلطان حسن وأدعيه يجيب دياب، فلما دخل الليل استدعت أربعين بنتا من بنات الأمراء مثل الأقمار، فلما حضرن قلن ما تريدين؟ فقال لهن أريد آخذكن معي لنتفرج على بنات هلال والأمير حسن أبو المحابيس الذي عندنا، ونرجع في هذا الليل، فقلن سمعا وألف وطاعة، ثم أمرت لهن بأربعين خلعة من خاص الحرير والديباج الملون وأمرت بأربعين جوادا من خيرة الجياد، وركبت سعدا أمامهن مثل البدر المنير لأنه ما كان في عصرها أحلى منها، وتقلدت البنات بأفخر السلاح الى أن وصلن الى باب البلد، وقالت للبواب افتح الباب، اياك أن تتكلم قدام أحد، فأعدمك الحياة، فقال لها يا ستي المفاتيح مع أبيك أخذهم مني، فقالت أنا لا أحتاج اليها معي مفاتيح، وفتحت الباب وخرجت هي والبنات وأمرت عبدها الطواشي يقعد على الباب لحين رجوعهن، فقعد ينتظر رجوعهن، فعند ذلك سارت سعدا والبنات حتى وصلن الى الحارس، فقال العبد ما هذه الخيل في الليل؟ فقالت سعدا ضيوف، فقال مرحبا بالضيوف الكرام، فقالت أين الأمير حسن؟ فقال لها نايم، فقالت قل له سعدا بنت الزناتي تريد تواجهك وترجع بالليل، فقال لها انتظري، ودخل لعند جارية اسمها مباركة، وقال لها اعلمي مولاك أن بنت سلطان تونس حضرت لعندنا، فدخلت وأعلمت مولاها حسن، فتعجب من حضورها بالليل، فخرج وقال لسالم ما الخبر؟ فأنشد يقول:
يا مير جانا سربة خطارة
ملوك كتقطرين قطارة

يا أمير جونا من بلاد بعيدة
وأنا بأمري يا ملك محتارة

ارتاع قلبي من منظرهم
شبهتهم يا أمير شعلة نار

ما راعني الا الخيول ولبسهم
وكلهم يا أبو علي عالمهارة

ولبسهم ديباج بلون واحد
من الذهب فوق الصدور زراره


فلما فرغ العبد من كلامه، فرح الأمير حسن، وقال للعبد اعزمهم، فرح العبد وعزمهم ونزلهم عن خيولهم وربطها ومشى قدامهم، فسلمت سعدى على السلطان، وعرفته بنفسها ورفيقاتها، فسلم عليهن وأما أم مرعي لاقتها وضمتها الى صدرها، وقالت لها دخلك مرعي كيف حاله؟ وسلمت عليها سلام الأحباب ثم قالت له: يا بو علي لا يكون عندكم افتكار نحو مرعي ورفاقه، لأنهم في أعز مكان، وانما الرأي عندي أن ترسلوا تجيبوا دياب ابن غانم، فشكرها الأمير حسن وأثنى عليها وأرسل الى أبي زيد يحضر عند سعدى فحضر وسلمت عليه وشرحت له الكلام وودعت حسن وأبا زيد وأكدت عليهم ليرسلوا وراء دياب، وذهبت هي والبنات معها حتى وصلن القصر، هذا ما كان من سعدى، ويرجع الكلام لحسن وأبي زيد، بعدما ذهبت سعدى قال حسن كيف يكون الرأي يا بو زيد؟ فقال أنا ان هلكت بنو هلال ما أرسلت وراء دياب، قال حسن وأنا كذلك، فقال أبو زيد أحضر البنات وامرهن أن يكتبن الى دياب ويطلبنه لأخذ الثأر، فأول ما تقدمت ذؤابة بنت الخفاجي عامر، كتبت مكتوبا وقصت شعرها ووضعته فيه وحطته قدام جدها غانم وقالت اكتب مكتوبا الى ولدك لكي يفرج همنا، فكتب غانم الى ولده كتابا وضمنه:
يقول الفتى غانم على ما جرى له
بدمع جرى فوق الخدود سكيب

ونيران قلبي كلما أقول تنطفي
يهب لها ضمن الضلوع لهيب

على ما جرى فينا وما قد أصابنا
وأمر جرى فينا تراه عجيب

يا من يودي الى دياب رسالتي
الى أمير بالوغى غريب

وقوله يا فارس الناس كلها
ويا عز من نقل القنا وقضيب

وأنا كبرت وما بقي لي حيل
وعزمي غدا من راح ذهيب

وعمك مسلم عم الشيب رأسه
ما عاد له عزم و لا ترتيب

وبدر وزيدان يا دياب اخوتك
قتلهم الخليفة أمس وقت المغيب

عقل ونصر أولد أخوك قتلوا
وقد دعاهم فوق الوطا عطيب

وخرب أبو سعدة جميع ديارنا
وما عاد لنا سامع ومجيب

الا يا دياب الخيل أسرع نحونا
واقتل خليفة يا أمير غصيب

وان كان ما تقتل خليفة برمحك
ترى البيض تلفظ كلام معيب

وتبقى الهلاليات جميعا مع العدا
يروحوا سبايا لكل ندل ورهيب

قتل خليفة ابن عمك زامل
وأخوك غدا ما عاد فيه نصيب

ضرب مفضل ضربة أباده
وراح على وجه التراب نحيب

ثمانين أميرا من هلال وعامر
ادعى دماهم على الوطى سكيب

ونزل معيقل للزناتي وحده
وقلنا معيقل بالطرود لبيب

انحدر على جمع الزناتي خليفة
تلقاه أبو سعدة كنار لهيب

ضرب معيقل ضربة عامرية
ألقاه على الوطا خلاه قليب


وقال لعبده خذ هذه المكاتيب الى مولاك دياب، ولا تجيني الا وهو معك، وان رجعت بلاه أعدمك الحياة، فعندها أخذ المكاتيب وسار طالب وادي الغباين، فوصل ووجد مولاه دياب والعرب على الطعام، فصب حتى رفعوا الطعام، فدخل على مولاه ووضع المكاتيب بين يديه، قال له يا سعد أرى وجهك أصفر فما عندك من الأخبار؟ وأشار يسأل العبد.

ثم بدأ يقرأ المكاتيب واحدا بعد واحد حتى انتهى، فقال اني أرى مكاتيب البنات وكتوب والدي، فأين مكاتيب الأمير حسن وأبي زيد؟

فقال: يا مولاي هذه ثمانون مكتوبا ألا تكفيك حتى يرسل لك حسن وأبو زيد؟؟ فقال دياب أنا جيت هذا المكان برأيهم، ما جيت بشور البنات، فكيف أروح على كلام البنات حتى يقول لي حسن وأبو زيد ومن أرسل وراك؟ فقال العبد أن البنات ما كتبن المكاتيب الا بأمر حسن وأبي زيد، فقال له ان رحت أنا على كلام البنات وقتلت الزناتي لايعدونها لي، وان تكلمت يقول حسن من بعث وراك؟ فماذا يكون جوابي لهم وهذه آخر الوقعات بيني وبين الزناتي؟ ومرادي أملكهم الغرب كما ملكتهم الشرق، فان كان مقصد بني هلال حضوري هات لي مكتوبين وحجتين من حسن وأبي زيد، ثم أنه أحرق مكاتب البنات، قال العبد أنا ان رحت وحدي فان البنات يقتلنني، قال له دياب أنا أكتب لك جواب.

ولما فرغ من تسطير الكتاب طواه وختمه وأعطاه للعبد فأخذه وسار طالبا بني هلال، فلما وصل الى غانم أعطاه الكتاب ففضه وقرأه، فاستدعى البنات وقرأ عليهن المكتوب وقال أنه لم يأت لأن حسن وأبا زيد لم يرسلا له مكاتيب، وان لم يرسلوا له لا يأتي ولو انقطع بنو هلال، فرجعت البنات عند حسن باكيات وقلن له يا حسن أرسل لنا وراءه في هذه الساعة، ليأخذ بالثأر ويكشف عنا العار، وان لم ترسل وراءه نروح كلنا لعنده، فعند ذلك استدعى أبا زيد وقال:

انظر هؤلاء البنات وما مرادهن واكتب لهن مثل ما يردن واسترنا معهن، فقال أبو زيد يا حسن أنا ما أكتب ولا أرسل وراءه، لأني لا أحبه ولا أطيق ذكره، فقال حسن وأنا كذلك، فأرسل خلف أبيه غانم ودعه يذهب خلفه، فعند ذلك أرسلا وراء غانم فحضر فقال حسن يا غانم مرادنا منك أن تذهب الى ابنك دياب تجيبه، فقال غانم يا حسن ابني لايأتي ما لم تكتبوا له أنت وأبو زيد، فلما أصبح الصباح عول والد دياب على السفر وحرر مكتوبين على لسان حسن وأبي زيد الى دياب، وأخذهما معه وركب هو وامرأته وسارا طالبين دياب، وأرسل عبد يعلم ابنه في قدومه اليه هو ووالدته، فلما وصل العبد الى دياب وأخبره بقدومهما اليه، ذهب لملاقتهما وتوجه الى أمه وأنزلها من الهودج وقبل رأسها وقال: ما الذي أتى بك الينا؟ فأجابت تقول:
تقول فتاة لوع البين قلبها
ارجع الى قومك واصل الزمايم

ونحن يا أمير جئنا لعندك
فما هذا الرجا منك يا ابن الأكارم

ضيعت حق من رباك والدك
وسفهت قولي يا قليل الحشايم

ولو كنت يا ابني حافظ مكانك
فما كان العدا دعونا هزايم

أغظت غانم يا أمير وغظتني
وعاد دمعي فوق الخدود سجايم

ترى الزناتي قد قتل من رجالنا
أخوتك وكبارنا راحت عدايم

وخالك بدير مع الخفاجي عامر
ومن غيرهم جملة أمارة أكارم

فقم بنا نرجع الى نجد أرضنا
نعيش بها من خير فضل ابن غانم

فلما فرغت الأم من كلامها، أشار دياب يقول:

يقول الفتى الزغبي دياب ابن غانم
غضبتم علينا يا وجوه الأكارم

أنا لأجلك أقتل خليفة بساعدي
وأدعي دماه فوق الأرض عايم

وآخذ لثأر زيدان بسيفي القنا
وأعدي خليفة عالثرى نايم

فلا بد أنصركم وأشفي قلوبكم
أنا جيتكم ما عاد فيها مراحم

وأنت يا أمي افرحي واستبشري
من فوق خضرا مثل طير الغمايم

وتعرفي الفرسان في حومة الوغى
اذا جيت للميدان ولو هزايم

فلا بد أن آخذ بثارات أخوتي
وثارات خالي والقروم الأكارم


فلما فرغ دياب من كلامه وأمه تسمع نظامه، طاب خاطرها وتوجهت الى الخيام واستقبل بعد ذلك أباه، فسلم عليه وقبل يديه، فقال لا تكلمني لا أنا والدك ولا أنت ابني أنا برئ منك لو كنت ابني كنت سمعت كلامي وأخذت لي بثأري من الزناتي الذي قتل أخوتك أولادي وأحرق فؤادي.

فلما فرغ غانم من كلامه وولده دياب يسمع نظامه، فقال لابيه اذا كنت لم تأت بمكاتيب ما أروح، ولو ما فضل احد من بني هلال، فاعطاه المكاتيب ففضها وقرأها وعزم على الحضور وأمر بذبح الأغنام وعمل الولائم والضيافة ثلاثة أيام، فاسرت أم دياب لولدها، يا ابني ابوك خرف وما عاد له عقل لانه دعا عليك قدامي وما هان علي، فقال يا أماه دعاه علي ما في بأس لانه من حزنه على أولاده ومقهور من الزناتي ومن فراقنا، ولكن ان اراد الله تعالى أروح معكم وأطلب رضاكم وآخذ لكم بالثأر بعون العزيز الجبار.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 4280803596
الجزء الخامس عشر قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 1215410045 الجزء السابع عشر

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا Empty2020-10-27, 9:12 pm

مشكور على المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس عشر 16 ) قصة عقل ابن هولا
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس 06 ) قصة التمرلنك
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السادس والعشرين 26 ) تابع مقتل الأمير أبي زيد
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن 08 ) قصة أسر دياب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: