منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7630
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة Empty2015-01-28, 10:44 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء الخامس عشر
ديوان الزناتي خليفة


ومازالت تقطع السهول والبراري حتى وصلوا لبلاد الغرب ودخلوها، ونزلوا في واد، اسمه وادي الرشاش، وكان ذلك الوادي بين جبلين، فلما نزلوا فيه جفلت منهم الوحوش، وكان للزناتي خليفة ابن أخن يقال له العلام بن غضبة فالتفت الوناتي للعلام وقال له أخرج للصيد واتنا بما تصيده، فأجابه بالسمع والطاعة، فقام وركب وأخذ الكلاب والصقارة وطلع اللا الصيد، فما مشوا الا قليلا واذا بالوحوش من كل جنس بين أرجلهم، فاصطادوا حتى حملوا خيلهم ورجع هو ومن معه وألقوا الصيد أمام الزناتي، قال له العلام ما هذا أنا أرى أن ما جاب هذا الصيد الا العجايب، فقال العلام وأنا أقول أن ذاك العبد الذي حبست رفقاه راح وأتى لنا بقومه، فصار الزناتي في حساب وأمور صعاب، ثم ذهب الى قصره ونام فرأى في منانه ولذيذ أحلامه، أن أتته عربان مثل الجان ولهم سلطان كبير الشأن ومعهم العبد الذي أتى الى عنده وراح وخلى رفاقه ورأى فارسا أشقر اسمه على اسم الديب وقاضي العرب وقد ملكوا بلاده فقام من منامه طايش العقل، فاستدعى ابن أخته العلام وقال له رأيت مناما وأريد أن تفسره لي فقال العلام يكون خيرا فاستحضر الرمل وحرر الأشكال على شرح البال وولد البنات من بطون الأمهات فبان عنده أهوال وضرب رماح ونصال من عرب كالرمال، ثم أنشد يقول:
يقول الفتى علام ولد غضبة
لقد بان عندي يا أمير حروف

كلامك صحيحا ما به قط ريبة
وعلم ما يحصل بدون مكلوف

فهذي عربان الهلالي أبو علي
عليهم الذهب وهم عاقدين دفوف

وهذا ملكهم ابن سرحان يا ملك
أمير بن أمير سيد معروف


فلما فرغ من كلامه، عاد الزناتي في هم ونكد، واذا بالهصيص أقبل وأخوته بصحبته، فقام الزناتي لملاقاته واستقباله وأنزله في أعز مقام، ثم جلسوا على الطعام وأخذوا يتفاوضون بالكلام، فقال الهصيص يا اخوان مالي أراكم مغيرين الأحوال، فأخبره بما حلمه من الأهوال فقال وأنا حلمت كذلك.

فلما فرغ الهصيص من كلامه، كان حاضرا رجل اسمه سليمان خبير في طرق وأراضي البلدان، فقال له الزناتي اذهب واكشف لنا هؤلاء العرب واتنا بالخبر عن حقيقة أمرهم، فأجاب سمعا وطاعة وركب جواده وسار حتى وصل وادي الرشاش، فوجدهم قد ملأوا الأرض وراياتهم تخفق بين ألوف بيوتهم كالبحر الزاخر ولا ينظر لها أول من آخر، فسأل عن بيت أمير العربان، فأرشدوه فدخل على الصيوان فرآه مثل زهرة البستان، وصاحبه الأمير حسن يترحب بكل من جاء ويودع من ذهب وأدهشه كرم بن سرحان، فعاد الى أن وصل الى الزناتي فسلم عليه وأنشد شعرا بين يديه. فلما فرغ سليمان من كلامه، صار الزناتي في حساب وأمور صعاب من هؤلاء العربان، فقال له الهصيص علامك يا أخي تغير لونك وأنت سلطان هذه البلاد وتحت يدك أربعة وعشرون أميرا وكل أمير يحكم على مائة ألف عنان! فقال الزناتي اكتب يا أخي الى ملوك بلادنا.

فبعث الزناتي الى جميع الأمراء وأعلمهم في هؤلاء العرب الذين هم مثل الجراد ويرجع الكلام الى الهصيص، فركب هو العلام وجردوا ثلثمائة ألف، وقال لأخيه ابق مكانك وأنا أريح أفكارك، وكل ما جاءك فزعه أرسلها حتى ما تخلي العرب تخترق جدارنا، وسار الهصيص في القوم الى أن وصلوا الى وادي الرشاش، فقال الهصيص لابن عمه العلام، سر قدامنا يا فارس واكشف لنا العرب أين نازلون، فأخذ العلام ألف فارس وسار قليلا واذا مقبل عليهم فرسان مثل الجراد وكان عقيد القوم الأمير أبو زيد ومعه الخفاجي عامر وزيدان بن غانم، فلما نظر أبو زيد اللا العلام قال لرفاقه، احترسوا من هؤلاء القوم، فهم قوم العلام ابن عم الزناتي، ووقعت العين على العين ونزل العلام الميدان وسقط اليه أبو زيد مثل السبع، فقال له العلام من أنت؟ ألست عبد المحابيس؟ قال نعم يا جبان، فقال له أين الرجال؟ قال أنا معي ألف والباقون خلف، وأنا أبو زيد الهمام، فلما سمع العلام هذا الكلام صار الضيا في وجهه ظلاما، والتقى البطلان كأنهما جبلان، وحان عليهما الحين وزعق فوق رأسيهما غراب البين فاختلف بينهما ضربتان قاتلتان، وكان السابق في الضربة الأمير أبو زيد، فأخذها العلام في ترس البولاد، فسقطت على رقبة الجواد، فبرتها كما يبري الكاتب القلم، فأدركه قومه وأخذوه من قدام أبي زيد، فمال أبو زيد من اليمين والشمال، وأهلك الأبطال فولوا هاربين وللنجاة طالبين ولحقهم بنو هلال حتى أدخلوهم في الجبال، وبقيت حالتهم في أسوأ حال، فرجع عنهم بنو هلال كاسبين الخيل والأموال، ولما أقبل العلام وقومه على الهصيص وهم على تلك الحال، فصاح فيهم وقال أعلموني بما جرى من هؤلاء العربان؟ فأخبروه فطلع الهصيص ومن معه على الجبل ونزلوا مثل السيل اذا سال حتى أقبلوا على بني هلال، فنظر أبو زيد واذا بغبار قد حجب الأبصار فقال لقومه، كثرت عليكم القوم يا شجعان، فقالوا نحن فداك ونلقى عداك، ثم جالوا في الطول والعرض وشنوا الغارة على الأعداء وعاثوا في القوم والامارة وأرموهم في الذل والخسارة والغبار ملأ الأقطار والعماريات تنخى الفرسان على قتل الدشمان،فلما نظر ذلك الهصيص وقومه، أعطوا كسرة وأرادوا الهرب، فلما تكاملت العربان الا وأبو زيد كسرهم في آخر النهار ورد الخيل هو وقومه وكسبوا بني هلال وأقاموا فيهم الرعبة، فقامت في العرب الصيحات وعلت الضجات من كل الجهات وأدخلوا بني هلال البيوت وأخذ قوم الهصيص خيلهم والبنات والنوق، فجمع أبو زيد أربع كرات وركبت معه العماريات وسبق القوم ومسك لهم الطريق، فأقبلت عليهم الأعداء فتلاقوا على الجارية البنات فرد عليهم الأمير دياب فالتقاه الهصيص وضربه بالدبوس على الطاسة فحرك خضرته وولى من الهصيص هارب والى النجاة طالب، ولحقه قوم بنو زغبة، فمر على البنات فنظرته فنادته بنته وطفا: علامك يا أبي هارب فما رد وخلاها واذا بالقاضي بدير مهزوم هو وقومه، فنادته الجازية لا تروح وتخلينا، فقال ورائي أخوك واذا حسن وقومه هاربين، فنادته الجازية لاتذهب وتتركنا، فقال لها أبو زيد يخلصكم من الأسر، فاذا أبو زيد أتى، فلما نظرته البنات صحن فيه، فلما رأى أبو زيد ذلك، عادت نيرانه مشتعلات ورجه هو وقومه وأطلق العنان على لقاء الأعداء، فالتقاه الهصيص في الميدان فوقع بينهما ضرب شديد، فقام أبو زيد في عزم الركاب وضرب الهصيص في الرمح، فشك ذراعه ورماه على الأرض، فهجمت عليه قومه وخلصوه وصار طعن يفك زرد الحديد والبنات تنادي وتنخى قوم أبي زيد وتزغرد لهم وأبو زيد في أولهم، فولى قوم الهصيص شرايد وأخذ منهم بنو هلال خيلهم وأموالهم وخلصوا البنات وعادوا الى أهلهم فلاقتهم الأولاد والبنات بالدفوف والضجات وراح قوم الهصيص شتات وأما بنو هلال فاجتمعوا في صيوان الأمير حسن وصارت الجازية تشتم وتوبخ من هرب وتمدح من ثبت، فقال لهم أبو زيد يا أجاويد هلال لا تحسبوا أن الهصيص قد انكسر وراح، فلموا بعضكم وأعطوا بالكم الى حالكم واجعلوا حرسا يحرس في الليل، وأما أبو زيد فكان تعبا وبرد في الليل، فاعتراه وجع في جوفه وما عاد يقدر يجلس على ظهر الجواد، فوقف الخفاجي عامر موضع أبي زيد، أما الهصيص أخو الزناتي فجمع قومه وقال لهم، سأعمل حيلة تسوى قبيلة وأرمي الأسمر بينهم حتى ننال مرادنا منهم، ولو يدري أبو زيد نايم لغار عليهم بالنهار جهرا، ثم قال لقومه اركبوا والحقوني وأتى لبني هلال من ناحية الشرق وأرسل الى الأمير حسن يخبره أن الزناتي عدونا ونحن جئنا نجدة معكم وسمى روحه الأمير مقلد وأشار يقول:
يقول الفتى المسمى الأمير المقلد
من أرض كورج والكبار جميع

أتينا نغزي يا حسن مع قومكم
أمارة هلال كل قرم شجيع

أريد أسلفكم جميلا طيبا
ومن سلف الأجواد ليس يضيع

لما سمعنا بسيطكم جينا لكم
نكسب غنايم وكل تخت رفيع

فلا تحملوا هم الزناتي خليفة
أما لكم عونا سريع مطيع

و لا بد نملك أرض تونس بلادهم
وندعي خليفة في المجال يضيع


فلما فرغ مقلد من كلامه، طوى الكتاب وختمه في ختمه وأرسله الى الأمير حسن فقرأه وعرف معناه، وكان أبو زيد له ثلاثة أيام مريضا وكان دياب حاضرا وبني هلال جميعهم، فقرأ عليهم حسن الكتاب وأعلم بني هلال ما فيه، فقال دياب أتزنا في وقتهم وأشار حسن يكتب الى المقلد بالأمر.

( قال الراوي ):
وركب الأمير حسن ودياب والقاضي بدير وأكابر بني هلال نحو ألف فارس يلاقوهم، فلما قاربوا الهصيص دق طبله ونشر الأعلام وهجم على بني هلال مثل السبع الغضبان وتفرقت قومه في كل مكان وغاروا على البيوت ونهبوا الأموال وأخذوا الخيل والجمال ومائة بنت فايقات الجمال وأخذوا البيوت من أهلها، قال الهصيص أنا ما نظرت الأسمر ولا سمعت صوته لعله يكون قد قتل اليوم، وأما أبو زيد فكان نايما من الضعف فسمع الضجة فقام من نومه وقال ما الخبر وما هذه الصرخات؟؟ فأخبروه في حيلة الهصيص وما فعل في بني هلال وكيف نهب البوش والمال وسبى النساء والعيال، فصاح من قلب جريح ودق طبله فاجتمع عنده بني هلال اثنا عشر ألف فارس والباقون كانوا هاربين على رؤوس الجبال وأخذ الحاضرين وساروا الة القوم وربطوا لهم في الطريق وصاح فيهم، فرفرفت النساء على أبي زيد مثل رف الحمام، وقلن الينا الينا، فصاح في القوم وقال خلوا عن الحريم والمال، وهجم عليهم بالحال، وكانت ساعة تحير الإنس والجان وغار على الفرسان كفرخ الحمام وهو يميل على الميامن وعلى المياسر، فأتى الهصيص الى ناحية أبي زيد كالسبع الكاسر، وتقاتل مع أبي زيد واصطفت الجيوش ووقعت العين على العين وقال الهصيص أنت حي الى الآن وفي كل موضع أراك، وقال أبو زيد في هذا الوقت أريك أفعالي.

فعندها التقى البطلان كأنهما جبلان، وطار من تحتهما الغبار وقدحت حوافر الخيل نارا، والفريقان ينظران الى حربهما وحريم بني هلال تنخى أبو زيد لكي يخلصهم من الأعداء، فعندها صرخ الهصيص صوتا دوت له الجبال وقام باعه في الزارق وطوحه الى أبي زيد، فأخذه بالسيف أبراه كما يبري الكاتب القلم وأبو زيد ضايق الهصيص ولاصقه وسد عليه طرقه وطرايقه وهز بيد عود الزان وطعنه بين بزيه طلع من بين لوحيه، ثم ثنى عليه بالسيف فطير رأسه، ولما نظر جماعته ما صار ولوا الأدبار وتبعهم القوم الأخيار، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وعاد أبو زيد وجماعته الى الخيل الشاردة والعدد المبددة واذا بالأمير دياب والأمير حسن والقاضي وقومهم كانوا قد سمعوا أن أبا زيد لحق الهصيص برجال قليلة، فتلملموا ولحقوه وكان السابق الأمير دياب، فقال أين الرجال يا أبا زيد؟ فقال هربوا فدونكم خيل أعدائكم، فقال دياب يا أبا زيد أنت طول عمرك تفرج عن بني هلال غمها، فقال كونوا على حذر لأن الذين حاربناهم نقطة من بحر لأن قوم الزناتي أربعة وعشرون سلطانا، وكل واحد منهم يحكم على مائة ألف والبوش يخاف عليه من العدا لئلا يأخذوه، ومرادنا نبعث معه أميرا، فقالوا من يروح مع البوش؟ فقالوا الشور للجازية أم محمد لأن لها ثلث الشور فأحضروها، ثم بعدما دارت القهوة وكاسات الشراب، التفت الأمير حسن نحو الجازية وقال لها قد أرسلنا وراك نشاورك في أمر البوش، فمرادنا نرسله لغير موضع، فشوري علينا من يروح مع البوش أبي زيد مالنا بعده تدبير وأنا لاأصلح لأني أمير، فيقولون أميرهم راع والقاضي بدير أصابعه مقطعة و لا يصلح الا دياب لأنه يحميه من الأعادي، فأخبرينا ما رأيك؟ فقال له هذا رأس الشور فأشار السلطان حسن ينخيه.

فعرف دياب أنها مكيدة من الجازية ولكن أخفى الكمد وأظهر الجلد وأشار يطيب خاطر حسن.
وكان الأمراء يسمعون كلامه فشكروه وقالوا له من يرد عنا القوم في كل غارة؟ فأشار أبو زيد يقول:

قال أبو زيد المسمى كلام أكيد من جدي خذ البوش وروح ارعاه وسير الى أقصى الجرد تسلم مال ملوك هلال، كذا الرعيان مع العبد مثلك من يحمي ذا البوش همام، مثلك ما حدى احفظ نفسك والرعيان من أبطال ومن يردي أخاف عليك من الغارات يجوكم ليلا في تعد، اياك بالليل تمان، خل النوم مع الرقد ومن يثبت منكم معنا ينال الخير والقصد عدا خليفة يلقانا وأكون له أنا الجندي أبو سعدا قرم مجرب وصوته مثل الرعد باكر يصبح يلقانا بالبولاد وفي الزرد ومعه جيش يأتينا على خيل ضمر يتحدى وأنا يا جواد أحضركم أبو زيد، أنا السند عدا أغنمكم منهم مكاسب لا تتعدى وتروح كل هوادجنا يفوح المسك مع الندي، أنا أوصيكم يا فرسان كونوا عصبة مشتدي، لتزعل يا أمير دياب، فكون بعزمك مشتدي، خذ البوش واسرح فيه بالك غلام تنعدي ألفين فارس خيالة وثلاثين ألف جندي اصبر عى الأهوال ولا تأتونا على البعد، اسما يا أبا وطفا دياب، يا ابن غانم اجتهد لولاك هلال ما سكنت بلاد الغرب ولا نجد المال تكفل فيه زغبي حولك كالأسد كم وقعة أشفيت هلال، أنت يا زكي الجد، فلما فرغ أبو زيد من كلامه أجابه دياب: يا أبا زيد أنت السيد وفيك الخير مع السعد.

فلما فرغ دياب من كلامه، ركب في قومه بني زغبي وهم تسعون ألف فارس، ولك ألف فارس راية بيضاء، وسار أبو زيد معه ليدله على وادي الغبا والغباين، وساق الرعيان وكانوا ستة آلاف راع، وساروا الى أن وصلوا الغبا والغباين، فوجدوا فيه أنواع الزهور والورود ورائحتها منتشرة في كل مكان، والمياه الصافية الباردة تجري وتنساب وتسقي الأشجار والزروع، والشلالات تصب من أعلى مكان الى ذلك الوادي فتشكل مناظر طبيعية جميلة، فانسروا بهذا المكان الذي كأنه جنة رضوان، فقال أبو زيد انزلوا في هذا الوادي واحذروا من كيد الأعادي، ثم أنه عاد لبني هلال، أما الأمير دياب فنصب صيوانه في الوادي، وأوقف رقباء على الجبال أربعة آلاف خوفا من العدا، ويرجع الكلام الى الزناتي، فانه لما علم في قتل أخيه غضب وأتى بجيش ونزل الى الميدان، فنزل اليه أبو زيد، فقال له هل أنت عبد المحابيس؟؟ قال نعم، فقال الزناتي أين المال؟ فقال معي ألف والباقي خلف، قال أنت رحت تجيب مال أو رجال؟

فالتقى بعد ذلك البطلان كأنهما جبلان وحان عليهما الحين وزعق فوق رأسيهما غراب البين، فاختلفت بينهما ضربتان قاطعتان، فكان السابق بالضربة أبو زيد، فأخذها الزناتي بطارقة البولاد فنزلت على رقبة الجواد، فبرتها كبري القلم، فوقع الزناتي على الأرض، فركضوا على بعضهم البعض وأقاموا الزناتي وخلصوه، والتقى الجيشان والتحم الفريقان وقاسوا الأهوال وبطل القيل والقال، حتى أقبل الزوال، ودقت طبول الانفصال وقعدوا الى الصباح، فاستعد بنو هلال ونزلوا الى الكفاح ونزل الزناتي مع قومه للميدان، فحملت الشجعان وطارت الرؤوس عن الأبدان، وبقوا على هذ الحال الى وقت الزوال، فدقوا طبول الانفصال وكل منهم طلب الأهل والأوطان، فلما عاد بنو هلال جلسوا في صيوان الأمير حسن ابن سرحان، فقال الأمير حسن لماذا يا أبو زيد تقاتل القومن أنت بنفسك وما تعطيني الخبر؟

فان كنت طائعا لله والأمير، فضع رجليك في هذا القيد، قال أبو زيد سمعا وطاعة، وحط القيد في رجليه وقعد في بيت الأمير حسن فلما أسبح الصباح دقت بنو هلال طبولهم ونزلوا الى الميدان، فنزل الزناتي فلم ير أبا زيد معهم، فطمع فيهم وغار عليهم مثل الأسد الضرغام وقتل منهم جملة من الفرسان وشتتهم بين الروابي والآكام وكسرهم حتى رحلهم سبعة مراحل، وأخذ الخيل والجمال والحريم والأطفال فراحوا الى عند أبي زيد وهو مقيد، فقالوا الى متى يا أبا زيد؟! قم فك القيد من رجليك!

وما لبث أن استعد أبو زيد للحرب ودق طبوله ونزل الى الميدان، فسمع الزناتي صوت الطبول، فنزل هو وقومه الى الميدان، فقال الزناتي لاينزل لي الا أبو زيد، فما أتم كلامه الا وأبو زيد صار قومه، فقال له أين كنت يا أبا زيد؟

فقال له كنت غايب واليوم جئتك محارب، فالتقى البطلان كأنهما أسدان ضرغامان وغنى فوق رأسيهما غراب البين حتى تعب منهما الساعدان وكل تحتهما الجوادان، وداما في قتال الى الزوال، فدقت طبول الانفصال ورجعت كل فرقة الى الأطلال، وباتوا يتحدثون، وفي الصباح ركب القومان واصطف الجيسان وصار قتال وأهوال وبقوا على ذلك سبعة أيام، وكلت منهم الزنود وذابت الكبود، فهرب الزناتي وقومه فغار عليهم أبو زيد بقومه وأرجعهم أربعة عشر مرحلة الى الوراء وأدخلهم البلد، فلما دخل الزناتي الى المدينة سكرها وراءه وقال أنا ما بقيت أقاتل أبا زيد، ثم جلس يكتب الى الأمير حسن يقول:

حلق الزناتي طارة يا معشر الخطارة من أجل قوم جونا، خلوا البلاد دمارا أنا الزناتي عندي أبطال ما تنعدي والحرب محكم عندي يشبه لهيب النار، يا أبو علي القاني في حومة الميدان أريك طعن الزان، يا ما قتلت امارة يابو علي في بالك أن الدهر يصفى لك لابد ما تشوف حالك وتشوف شي ما صار وتشوفني بالنوم، وتقول جاني قومي مرعوب دائم دومي، عقلك وذهنك طار ارحل بظعنك عادي مع جيشك والعتاد، هذي البلاد بلادي ما هي لغيري داره، واياك من أبو سعدة يجيك مثل الرعدة نجمة خدمه سعده نجمك عليه غبار وجاك الزناتي غاير من فوق أدهم طاير بيده حسام شاهر، ان صاب رأسك طاره والله أنا أفنيكم وبناتكم تنعيكم قصاب أعمل فيكم وأعمل بكم جزارة، يابوعلي أتهير للحرب لاتتغير عند اللقا تتحير في طعن البتارة، فلما فرغ الزناتي من كلامه طوى الكتاب وأرسله الى الأمير حسن، فأخذه وقرأه وعرف رموزه ومعناه.

ثم رد حسن بكتاب وأرسله الى الزناتي فلما وصل اليه قرأه وعرف معناه، مزقه ورماه وصاح على الفرسان وأمر بدق الطبول والركوب على الخيل، وأما الأمير حسن فبعد ما أرسل رد الجواب دق الطبول للكفاح وطلب النصر من الله الفتاح ونزل هو وقومه الى الميدان، فنزل الزناتي وعرض وبان وقال حسن لايبرز لي الا أمير العربان، فنزل اليه السلطان فقال له الزناتي أنت مثلي وأنا مثلك فعندها التقى البطلان كأنهما جبلان، وحان عليهما الحين وزعق فوق رأسيهما غراب البين، وداما في قتال حتى ولى النهار ودقت طبول الانفصال، وعاد كل الى مكانه، ولما أصبح الصباح نزل أبو زيد الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فنزل اليه الزناتي وقال له أين السلطان حسن حتى أذيقه طعني وضربي؟ فقال أبو زيد أنا خصمك وقد جئتك، فعند ذلك التقى البطلان كأنهما أسدان أو جبلان وحان عليهما الحين وزعق فوق رأسيهما غراب البين حتى كل منهما الساعدان وبقيا على هذا الى وقت الزوال، وفي ثاني الأيام نزلا الى الحرب والكفاح، فأما أبو زيد فقد زاد في الحرب وأما الزناتي فأدار رأس جواده وهرب، فانكسر قومه فلحقه أبو زيد حت وصل الى مدينة تونس، ففتح البواب للزناتي حتى دخل وأغلق الباب في وجه أبي زيد فقال أبو زيد في عزم الركاب وضرب الرمح في الباب خرقه وعاد الى قومه والأصحاب من بعد ما فرق قوم الزناتي وقتل منهم كل قرم عاتي الى أن وصلت بنو هلال الى بيت الأمير حسن، ودار فيما بينهم الكلام وشكروا أبا زيد الهمام.

ثم قالوا: يا ويلنا من بعدك يابو شيبان يا حامي الأظعان، يرجع الكلام الى الزناتي لما قالوا له عن الضربة التي ضربها أبو زيد خربت الباب ثمانية كعاب، فعاد في حساب وأمور صعاب، أما أبو زيد ثاني يوم دق طبله واستعد للقتال وطلب اللقا، فدخل البواب الى عند الزناتي وقال له: من ينزل الى الميدان؟ فقال الزناتي: ومن ينزل الى عزرائيل قباض الأرواح ثم كتب الى أبي زيد كتابا وأرسله مع الوزير فلما وصل اليه أخذه وتوجه نحو صيوان الأمير حسن وأعطا الكتاب، فقرأه ثم قال حيث أن الزناتي خليفة ذل من حربنا، ابعث له أن يعتق أولادنا من الحبس ويرسلهم.

فلما وصل المرسال الى الزناتي وأعطاه الكتاب من أبي زيد حمد الله الذي رضوا في فكاك الأولاد، فبعث الزناتي الى بنته سعدة وقال لها أطلقي المحابيس حتى نرسلهم الى أهلهم، فلما وصل اليها الخبر، أرسلت سعدة الى أبيها تقول يا حيف عليك يا أبي أنت صدقت كلام العرب هؤلاء العرب ما بقوا يفارقوا هذه البلاد، فقال والله لقد صدقت ولو عدمنا الحياة ما عدنا نرسلهم، وكان مرعي عندها في تلك الساعة، فقال لها هكذا عملت وأبيت أن نذهب الى أهلنا، فقالت له يا حبيب القلب ألم تعلم أنني متى أطلقتكم تذهب روحي برفقتكم؟! ثم أشارت تسليه بهذه الأبيات:
تقول سعدة بنت أمير تونس
وجرح الهوى قد علقني حبايله

جرحني الهوى في قلبي أهانني
ومشعال نار الوجد أشعل فتايله

أنا ما ضناني غير مرعي وذلني
فيا رب تجمع شملنا بشمايله

طوله يشابه المرديني اذا مشا
متى تسمح الأيام وأنظر جمايله

أنا خايفة يطلقكم أبي وترحلوا
لأن سلامة كل يوم يزاعله

فان كان يرسلكم تروحوا لأهلكم
وينظركم حسن وتشفى نحايله

أنا خايفة يبطل حربنا مع قومكم
وتروحوا الى نجد العدية جمايله

ويأمر حسن بالشيل سرعة لأرضكم
يفرح بمرعي حين ينظر جمايله

مقالة سعدة الهوى قد أضامني
عمل حب مرعي في فؤادي عمايله


( قال الراوي ):

فلما فرغت سعدة من كلامها فأنشد مرعي يجاوبها ويقول:
يقول الفتى مرعي بعين وجيعة
لها بعد نوم الهاجعين ذراف

لأن حسنك يا مليحة ذابني
وجاني هواك والغرام صداف

ولكن أبوك يا مليحة أهاننا
بالحبس صرنا موجعين ضعاف

وان كان يطلقنا فلا تمنعيه
حتى نروح لأهلنا وسلاف

وأخبر حسن بما فعلتيه معنا
أبوك بين الملا عراف

ونرسل الى أبيك نخطبك منه
ونعطيك خيلا مع أموال ظراف

هذا مرادي يا مليحة ومنيتي
نريد الحلال وما نريد خلاف

وأما الخنا فلست فيه موافق
لأني أنا من نسل قوم أشراف

و لا بد من أرضكم وبلادكم
وآخذك حقا بغير خلاف


فلما فرغ مرعي من كلامه وسعدا تسمع نظامه، بقيا على ما كانا عليه، في النهار تنزله الى الحبس وفي الليل تأتي به وتنام واياه، وأما بنو هلال لما لقوا أولادهم ما طلعوا من الحبس، دق أبو زيد طبوله ونزل الى الميدان، فما أحد جاء اليه، فغار في جواده ودق باب تونس، فرد عليه البواب من تكون؟ فقال أبو زيد أريد سيدك حتى آخذ روحه من جسده، فراح البواب لعند سيده.

فلما فرغ خضر من كلامه والزناتي يسمع نظامه، فأعطاه درعا وسيفا وخوذة وقال له يا خضر ان قتلت أبا زيد، أعطيتك مدينة سعدة، فقال يا سيدي أنا أكفيك شره، فبرز الى أبي ز فقال له من تكون من الفرسان حتى تنزل الميدان؟ قال أنا خضر بن موسى، فضحك أبو زيد.

فانطبقا على بعضهما، فقام أبو زيد وحرك الجواد ولاطف خضر وطسه بالدبوس ورماه تحت الحصان، فقال خضر أنا بجيرتك يا ابن الأجاويد، فقال أبو زيد قم واشلح عدة الحرب ما تستاهل تقال، فصار يبكي البواب حتى وصل الى عند الزناتي، فقال كيف حالك مع أبي زيد؟ فقال يا ملك الزمان كأني رأيت مناما، أحسب الحرب مثل فتح الباب وغلقه، فسطر الزناتي كتابا وأرسله مع عبده الى أبي زيد، فأخذه وقرأه وعرف معناه، أخذه لعند الأمير حسن فقرأه وهم في الحديث الا وغازي عبد السلطان قد دخل وكان دار بلاد المغرب الجواني وتسمى الشقور وفيها سبعة ملوك، كل ملك يركب بمائة ألف خيال، فابتدأ يخبر الأسياد.

فلما فرغ من كلامه والامارة يسمعون نظامه، قال أبو زيد ارتاحوا أنا علي في جميعهم وحدي، ثم أنه نبه فرسانه وراح الى صيوانه، فقال السلطان حسن وراح لعنده وقال يا أبا زيد أنت ذاهب وأنا خايف من الزناتي يحاربنا، فقال أبو زيد أنا أحط لكم راية حمراء على باب تونس، فلا يطلع اليكم ما دام الهوى يلوح وتمشي بالليل، ولاتدق طبلا حتى نلاقي القوم ونرمي فيهم الوهم، فعاد الأمير حسن، وأما أبو زيد فصبر الى الليل وركب هو وقومه بنو زحلان ومشوا نحو ذلك العدوان مقدار سبعة أيام، حتى وصلوا الى موضع فيه ربيع مياه، فقال أبو زيد حولوا فحولوا، وفرشوا له الحرام فنعس ونام، فطلع ثعبان ولسع أبو زيد في فخذه ففاق أبو زيد من ضربة الثعبان وصاح من صميم الفؤاد، فركضوا اليه وقتلوا الثعبان وعاد في قلب أبي زيد لهيب النار، فحملوه الى البيت فقامت عياله بالبكاء والنواح على هذا الأسد المسموم، فعرف السلطان حسن وخاف من الزناتي لأنه عرف أن أبا زيد مسموم ودياب غائب، فقوي عزمه واستعد لحرب بني هلال وأشار يكتب الى السلطان حسن بالأمر، فرد عليه السلطان حسن، ثم طوى الكتاب وأعطاه الى النجاب، فأخذه الى مولاه وأعطاه اياه، فقرا÷ وعرف معناه، ولما أصبح الصباح دق طبله وركب وأطلق الغارة على بني هلال، فركب بنو هلال خيولهم ودقت الطبول، فالتقى الفريقان فبرز الزناتي الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه السلطان حسن، والتقى البطلان كأنهما جبلان وطار من تحتهما الغبار حتى سد منافس الأقطار، وقدحت حوافر الخيل نارا وتكسرت بينهما الرماح والسيوف وكلت منهما الزنود والكفوف وبقيا على هذا الحال الى المساء، فافترقا على سلامة وباتوا الى الصباح يتحدثون، فلما أصبح الصباح وضاء بنوره ولاح، برز الزناتي للميدان فأراد السلطان أن يبرز اليه فمنعوه وقالوا نخاف عليك من الزناتي وأبو زيد ملسوع ودياب غائب وان صار لك حادث تشتت بنو هلال في الجبال، فقام الخفاجي عامر وطلب الزناتي فمنعه حسن وقال أنت نزيل عندنا والنزيل ما عليه حرب، فقام الخفاجي وأقسم يمينا أنه ان لم ينازل الزناتي عشرة أيام يرحل هو وقومه عن بني هلال، فتركوه فبرز الزناتي والتقى البطلان كأنهما جبلان وزعق فوق رأسيهما غراب البين وفي اليوم الثالث كل الزناتي وولى هاربا من الخفاجي، وكان عند الزناتي خطيب يسمى مطاوع، فقال للزناتي باكر أنت انزل اليه وأنا أتخبى، وان انكسرت أهرب قدامه فيلحقك حتى يفوتني فأجليه من الوراء وأطعنه من قفاه، وأما الخفاجي فانه رأى مناما أن قدام بيته شجرة طويلة أتاها نجار قطعها، فقام من منامه مرعوبا واستدعى بنته ذؤابة وامرأته.

ثم أن أبا ذؤابة قال لها: يا بنتي اذا ركب بنو هلال ماذا يكون الجواب؟ وأنا حالف يمين أني أحارب الزناتي عشرة ايام، فقال له تمارض يعذروك، أم بنو هلال فدقوا طبولهم وركبوا خيولهم وتفقدوا الخفاجي فما وجدوه، فسأل عنه حسن فقالت الجازية أنا أروح اليه، فراحت تلاقي ذؤابة تبكي، فسألتها عنه قالت مريض، فرجعت أخبرتهم، فقال حسن الخفاجي أقسم يمين يحارب الزناتي عشرة أيام وحاربه ثلاثة بقي عليه سبعة، فكان حاضرا أمير اسمه ظريف فقال أنا أروح اليه فراح اليه وسأله عن حاله فأشار الخفاجي يجيب سؤاله، ثم وثب كالأسد وشد على جواده وتقلد بالحرب والجلاد وسار مع ظريف، فعندها زغردت البنات ودقت العماريات.

وبعد ذلك التقى الفارسان في حرب وصدام الى أن انحل عزم الزناتي من شدة حربه، فولى هاربا وللنجاة طالبا، وحكم دربه نحو جناين الورد وكان الخطيب ماسكا السيف بيده واذا بالزناتي هارب والخفاجي لاحقه، فطلع لخطيب وطعن الخفاجي بين كتفيه، خرج يلمع من بين لوحيه، فرماه قتيلا وفي دمه جديلا، فغار الفريقان والتحمت الطائفتان وصاح على رؤوسهم غراب البين، أما ظريف صديق الخفاجي فلحق بالخطيب وطعنه، أصاب الجواد ورماه على الأرض، فرد الزناتي اليه وخلصه من بين يديه، ولا زال القتال بينهم حتنى ولى النهار فانفصلوا عن القتال وامتلأت الأرض من القتلى، وأخذ ظريف الخفاجي عامر الى بيته وهو بحالة النزاع، فلما رأته ذؤابة طار صوابها.

وافاق من صحوة الموت وكلمها ثم شهق شهقة واحدة وسلم الروح فقام عليه الصياح والتفت عليه العربان من كل ناحية حتى املوا الروابي والبطاح وكسروا عليه السيوف والرماح وغسلوه وكفنوه وواروه التراب.

يرجع قولنا الى الزناتي فانه دق الطبل ونزل الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فما برز اليه أحد، فقام حسن وقال علامكم يا بني هلال ما أحد يبرز للزناتي؟ فما أحد رد له جواب.

فقال القاضي مرادي اكتب أوراقا نضعها في جراب، والذي تطلع ورقته ينزل للزناتي، فكتبوا الأوراق ووضعوها في الجراب ومد القاضي يده وشالها، فقال ورقتي فقالوا انزل اليه فقال احفروا لي قبرا جنب الخفاجي لأن أجلي قد دنا، فقالوا له اذا لزم الأمر مالها لا من زيد ولا من عمرو، فقام اشتد واعتد ونزل الميدان، فقال له الزناتي من أنت؟ قال أنا قاضي العربان، قال له أنت القاضي وتعرف الحق من الباطل وتجهل حربي وتنزل لمبارزتي ثم راح يهدد.

وسمع الزناتي تهديده فوقع فيما بينهما حرب شديد وضرب يقطع الزرد النضيد مقدار نصف ساعة، فقام الزناتي في عزم الركاب وضرب القاضي بدير على كتفيه الأيمن شقه نصفين الى الخاصرة، فوقع القاضي قتيلا وفي دمه جديلا، فلما رأى هلال أن قاضيهم قتل، التقت الرجال بالرجال حتى جرى الدم وسال وفاضت الروابي والتلال، ومازالوا على تلك الحال الى أن ولى النهار ودقت طبول الانفصال، فانفصلوا عن القتال وحملوا القاضي الى بيته وقاموا عليه الصياح وكثر النواح، فقال حسن ما ينفع الميت هذا التعديد لكونه شي لا يفيد، فغسلوه وكفنوه وفي التراب واروه، وعاد بنو هلال في حسرة على القاضي بدير ومد يده طلعت ورقته، لبس آلة حربه وبرز الى الزناتي والتطم الفارسان في حومة الميدان وبدءا في الحرب والطعان، وما زالا في كر وفر حتى طار عليهم الغبار وقدحت حوافر الجوادين نارا، وقد داما في الحرب والصدام مقدار خمسة عشر يوما، حتى انذهل الزناتي من حرب مفضل، فضرب ديوانا وقال لقومه من منكم يقتل الأمير مفضل يا فرسان؟

فقال الخطيب مطاوع: أنا أنزل اليه، وفي الصباح لبس آله الحرب والقتال وبرز الى الميدان، فنزل اليه مفضل وقال له أين الزناتي؟ فقال أنا جيت بالنيابة عنه، ثم هجم على مفضل ووقع بينهما الحرب والقتال واختلف بينهما ضربات شديدة، فكان السابق الخطيب، ضرب مفضل على هامه حط رأسه قدامه، فلما رأت بنو هلال أن مفضل قتل، التطم الجيشان وزعق فوق رؤوسهم غراب البين، أما بنو هلال فنبذوا مفضلا قتيلا بعدما راح منهم خلق كثير، وأما الزناتي فعاد في غاية الأفراح وزالت عنه الهموم، والأتراح، لكن بنته سعدة ما هان عليها بقتل أبطال بني هلال، وكان عند أبيها حكيم اسمه فتوح، فقالت له أريد منك دواء يبري السقيم من لسع الثعبان لأن عندي جارية انقرصت، فأعطني لها دواء يقطع آثار السم، فلما حصلت عليه أعطته عبدا من عبيدها وقالت له خذ هذا الوعاء وأعطه الى أبي زيد واياك أن تخلي أحدا يدري ما فيه ولك مني ما تريده، فأخذه العبد وأعطاه الى أبي زيد فشرب منه فبرئ لوقته، وفي الحال دقت الطبول وزعقت الزمور وذهبت عن بني هلال الهموم، فسمع الزناتي وعرف أن أبا زيد قد طاب، فقال من يبرز منكم له؟ فقال الخطيب أنا له والى ألف من أمثاله، فبرز الى الميدان وعرض وبان وطلب الفرسان، فبرز اليه أبو زيد والتقى البطلان كأنهما جبلان، وحان عليهما الحين وزعق على رأسيهما غراب البين مقدار ساعتين، فقال أبو زيد في عزم الركاب وضرب الخطيب بالسيف على هامه، حط رأسه قدامه، فلما رأى قوم الزناتي أن مطاوعا قتيل وفي دمه جديل، ولوا هاربين والى النجاة طالبين، فلحقهم أبو صبرو وبنو هلال، ودعوا منهم القتلى تلول تلول وجابوا خيلهم وعددهم وعادت بنو هلال بالعز والاقبال، وأما أهل الغرب فوقع فيها الذل، فعند ذلك أرسل الزناتي الأخبار الى ملوك الشقور، وكانوا سبعة ملوك وكل ملك يملك على ألف عنان، يقول لهم أنه قد أتانا عساكر وعربان ومعهم مكاسب لا يمكن وصفها، فبادروا الآن لنأخذهم في حد السيف والسنان، فلما وصل الخبر اليهم جاءوا بالحال، فوصلت أخبارهم الى بني هلال، فقال أبو زيد على فيهم وحدي بعون الواحد القهار.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 4280803596
الجزء الرابع عشر قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 1215410045 الجزء السادس عشر

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة Empty2020-10-26, 8:43 pm

مشكور على المجهود العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس 05 ) قصة الملك الغضبان
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس والعشرين 25 ) مقتل الأمير أبو زيد الهلالى
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: