((32))
الحب والغضب
بينما كان الأب يقوم بتركيب مصدات معدنية لسيارته الجديدة باهظة الثمن
إذا بابنه الصغير يلتقط حجراً حاداً ويقوم بعمل خدوش بجانب السيارة باستمتاع شديد.
ولما انتبه الأب وفي قمة غضبه فقد شعوره وهرع إلى الطفل يأخذ بيده ويضربه عليها عدة مرات
ولم يشعر أن يده التي ضرب بها ولده كانت تمسك بمفتاح الربط الثقيل الذي كان يستخدمه في تركيب المصدات.
وفي المستشفى .. سأل الإبن الصغير أبوه في براءة : "متى أستطيع أن أحرك أصابعي مرة أخرى" ؟
فتألم الأب غاية الألم وعاد مسرعاً إلى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات في غضب هستيري حتى أصابه الإرهاق فجلس على الأرض منهكاً ، ولما جلس على الأرض نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب بها (أحبك يا أبي).
فنال الأب من الأسى ماناله وقال في نفسه ودموعه تتفجر : "والله لو كنت أعلم ما كتبت ، لكتبت بجانبها وأنا أحبك أكثر يابني".
قد يكون ما تكرهه يحمل في طياته ما تحبه
ولكن غضبك وتسرعك لم يجعلك تراه