الأرنــــب الغضبــــان
استيقظ الأرنب الصغير في يوم من الأيام وطلب من أمه الطعام
فأحضرت له الخس والجزر
فنظر إلى الطعام مستاءً وغاضبًا وقال لأمه: «كل يوم أتناول الخس والجزر لقد مللت منه لا أريد هذا الطعام أريد شيئًا أخر»،
فردت أمه قائلة: «يا بني هذا ما تأكله الأرانب ولن تجد أفضل منه»،
فقال: «لا أريده، سأذهب وأبحث عن غيره»،
وخرج متجهًا إلى الغابة، وفي الطريق رأى كلب فسأله: «أيها الكلب إني جائع فهل عندك طعام لي؟»
فقال: «نعم عندى عظمة كنت سأتناولها، خذها»،
قال الارنب متعجبًا: «لكني لا استطيع أن آكل العظم»،
وتركه واكمل طريقه حتى رأى قطة فسألها: «ماذا تتناولين في غذائك»
فقالت: «أنا آكل السمك واللبن فهل تريد بعضًا من الطعام؟»،
فأجاب: «إنني جائع لكني لا آكل السمك واللبن»،
وتركها وذهب وظل يبحث هنا وهناك عن طعام يستطيع أن يأكله فلم يجد حتى تعب
وجلس بالقرب من شجرة ليستريح، وبينما هو جالس رأه أسد، وأقبل عليه قائلًا: «ما بك أيها الأرنب الصغير لماذا أنت حزين؟»،
فقال: «لأني جائع جدًا وبحثت عن طعام فلم أجد ما آكله»،
فقال الأسد: «وأنا أيضًا جوعان وخرجت لأبحث عن طعامي»،
فقال الأرنب: «وماذا تأكل؟»،
فضحك الأسد بمكر وقال: «آكل لحوم الحيوانات»،
فخاف الأرنب وركض مسرعًا والأسد يركض خلفه حتى وصل الأرنب إلى بيته واختبأ بداخله واعتذر من أمه لأنه غضب وخرج ولم يطع أمرها،
فقالت له: «يا بني عليك أن ترضى بنصيبك ورزقك ولا تبحث عن غيره،
فإنك لن تجد أحسن منه فاحمد الله عليه واشكره على نعمه».