اعتنيا بطفلتهما الإليكترونية وتركا طفلتهم الواقعية تموت جوعا ...!!

اعتنيا بطفلتهما الإليكترونية وتركا طفلتهم الواقعية تموت جوعا ...!!

هربا من الحياة الواقعية إلي عالم الإنترنت وتحديدا إلي إحدى الألعاب التي تمنح لاعبيها  حياة أخري  وتكافئهم علي نشاطهم ونجاحهم بهدايا عديدة تخيلية .
كانت إحدى الهدايا الثمينة  فتاة  صغيرة , وكان علي الوالدين  اللذين يمارسان اللعبة في المقهى المجاور لمنزلهما  تربية الفتاة اللطيفة و والاعتناء بها كما ينبغي أن يكون, وهو ما نجحا فيه بالفعل .
لكن للأسف كانت هناك طفلة أخري من لحم ودم تلقي حتفها علي أرض الواقع  وكان السبب المباشر في ذلك  سوء التغذية الرهيب الذي عانته الطفلة لمدة ثلاثة  أشهر, هي عمرها كله منذ وطأت قدماها  ساحة  الحياة .
الصغيرة للأسف كانت ابنة حقيقية لهذين الوالدين   , لكنهما تركاها تصارع الجوع وكانا  يطعماها  لمرة واحدة يوميا  وذلك خلال فترة  الراحة بين شوطي اللعبة اللذان يستمر كل منهما لمدة اثنتي عشرة ساعة.
لم يشفع للصغيرة عند والديها أنها مولودة قبل موعد  ولادتها , وأنها صغيرة جدا  ليتركاها بين الجوع والبكاء والجدران الخالية .
استغرقت اللعبة  عليهما  كل حواسهما , خاصة أنهما  عاطلان .أثارت القضية حنق الكثيرين  داخل المجتمع الكوري الجنوبي الذي  ينتمي له الأبوان . ومع ذلك  حاول البعض  التخفيف من وقع الجريمة قائلا إن معظم الشعب الكوري يعيش  معظم وقته  عبر الإنترنت , وأن 96 % منه  يري أن وجودها حق من الحقوق  الأساسية للإنسان في الحياة  , بينما يري 83% من الشعب أنه ليس من حق الحكومة التدخل بأي شكل  لتنظيم  استخدامها . كما أن ولادة طفل مبتسر في المجتمع الكوري عار  يعني أن الأم لم  تهتم بصحتها  وبطفلها القادم كما ينبغي , ويؤدي  ذلك إلي الولادة المبكرة , وأنه لهذا السبب هرب الأبوان إلي عالم الإنترنت ليربيان طفلة أخري سليمة وبصحة جيدة . كما أن  تعطلهما عن العمل جعلهما يبحثان عن  حياة أفضل عبر العالم التخيلي . 
وقد وجه آخرون اللوم  إلي اللعبة المسماة  " بريس أون لاين "  ونسيا أن الأبوين هما من استغرق فيها بإرادتهما .وقد ألقت الشرطة القبض عليهما بعد خمسة أشهر من المطاردة , حيث عادا  من أحد الأشواط في سبتمبر الماضي ليجدا الطفلة  قد فارقت الحياة فاستدعيا الشرطة التي أكدت  تحرياتها أن الصغيرة ماتت جوعا .