منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7625
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة Empty2015-01-28, 11:00 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء السابع عشر
قتل الزناتي خليفة


( قال الراوي ):
فلما فرغ دياب من كلامه وامه تسمع نظامه، فرحت وقالت يا غانم مرادنا نسير لان بني هلال في انتظارنا، فقال تأهبوا حتى نسير ونعلم بني هلال ان دياب يحضر يوم الأحد لعندهم، فركبوا وساروا حتى وصلوا الى بني هلال، فكانت ضجة قوية، فقالوا أين دياب؟ فقال غانم نهار الأحد يكون عندكم. أما دياب بعد ذهاب والديه أمر الرعيان بلم البوش من كل جانب ومكان وساروا قدامه طالبين بني هلال بابطاله وفرسانه الذين معه، ثم قلعوا الصيوان وأمر العكام بأن يسبقه وينصب سيفه على أبواب تونس في نصف الميدان، ثم دق طبوله ونشر اعلامه حتى بقي بينه وبين بني هلال يوم كامل، وكانوا جميعهم في انتظاره، وثاني يوم الأحد خرجت الاربع تسعينات الوف واستقبلوه بالطبول والنوبات وزالت الهموم والاتراح بقدوم دياب وادخلوه الى الحي بنوبة سلطانية عظيمة، وأما أهل القتلى فانهم اجتمعوا على التراب وهم في السواد واثواب الحداد، لكي يشكو الى دياب ما فعل الزناتي بهم، وأما حسن و أبو زيد فبقيا في الصيوان وما خرجا من الخيام، وأما دياب لما لم يجد حسن وأبا زيد، عرف المضمون وانما أخمد الكمد وأظهر الصبر والجلد، ولم يزل سائرا في الموكب العظيم حتى وصل الى تونس، فرجت منه الأرض وطلعت النساء على الأسوار للفرجة على الزينة، وارتعد الزناتي خليفة ومن عنده وقال الله يعيننا على حربه، واما دياب فرفع رأسه الى سور تونس، فوجد رؤوس الامراء وهم ثمانون رأسا مشكوكين على الرماح، فسألأ من هؤلاء؟ فقال له عمه عرندس هؤلاء رؤوس بني هلال الذي قتلهم الزناتي وهم اولاد عمك، فقال كل هذا يجري في غيابي؟ وظل سائرا الى التربة، فتقدم اهل القتلى والبنات وشالوا البراقع وحدفوها الى دياب فطيب خاطرهم وخاطر فتنة بنت خاله.

وسار مع الموكب حتى دخل البيوت، فمر على صيوان الامير حسن وابي زيد، فوجدهما يتفرجان، فدخل وسلم عليهما فقام له على الاقدام واكرماه غاية الاكرام، وبعدها قام دياب وركب الى بيته وتفرق كل واحد الى محله، واما فتنة فصارت تخبر اباها بما حدث.

فلما فرغت فتنة من كلامها وابوها يسمع نظامها، قال مرادنا احد يروح لعند دياب يروي لنا الخبر عن حربه للزناتي، فقامت داية الحريم وقالت انا اكشف لك عن ذلك وسارت للصيوان، واما وصلت اليه وجدته يلاعب بنتا صغيرة اسمها نجيبة، ويقول لها اين اطعن الزناتي؟ فقالت له اطعنه بعينه؟؟ فقال قولك مبارك، وحياتك ما اطعنه الا بعينه، فرجعت الداية الى عند الامير حسن واخبرته عما رات من دياب ثم افتكر واطرق رأسه الى الارض ساعة من الزمان ثم تنهد وانشد يقول:
يقول الفتى حسن الهلالي ابو علي
الاجواد تختبي ليوم النوائب

وما سندنا الا دياب ابن غانم
لانه صميدع من خيار القرائب

ونرجو من الرحمن يفرج همنا
لان العرب ذاقوا اعظم المصائب

عسى من الزغبي يجينا غاية
ويقتل خليفة بين جمع المواكب

دياب امير وابن امير وامير
ولا مثله في شرقها والمغارب

قال الفتى حسن الهلالي ابو علي
وقلبي فرح في ملتقى الحبايب


فلما فرغ حسن من كلامه وأمرأته تسمع نظامه، واسمها نافلة وهي أخت دياب، لحظت على حسن انه داخله الحسد من اخيها، فعند ذلك اشارت تقول:
مقالة التي قد نالت رجاها
ودمع عيني فوق خدي سجايم

سعدنا في بني زغبة دياب
شبيه البحر موجه جا يلاطم

فلما أقبلت خيلها علينا
ففرحت البيض داقات الوشايم

طبوله حوله يا أمير تنضرب
شبيه الرعد بوسط الجو قايم

وخافوا الأعادي حين شافوا
بني زغبي وهم نسل الأكارم

وقد قال الزناتي لأهل تونس
يصيروا أهلها لنا خدايم

قالت التي قد نالت رجاءها
نصرك يا حسن في ابن غانم


فلما فرغت من كلامها قال لها يا نافلة عسى الأمير دياب يقتل الزناتي ونملك تونس ونخلص بلادنا، هذا ما جرى للأمـير حسن ونافلة، فيرجع الكـلام لدياب، فانه قال لقومه في الصباح احضروا جميعكم، قالوا سمعا وطاعة، ولما أصبح الصباح نهض الأمير دياب وطلب مبارزة الفرسان ولاعب الخضرا في أربعة أركان الميدان، وسال وجال ولعب بالرمح حتى حير عقول الشيوخ والشباب، ثم تقدم الى أبواب تونس ودقها في عكاز الرمح فارتج السور، فقال البواب من؟ فقال: أنا دياب.

أعلم سيدك الزناتي يخرج لحربي لكي يوفي الناس ديونها وان سألك عني فقل له دياب قاتل أخويك أبو خريبة ومكحول، فابرز اليه وخذ بالثأر، فمضى البواب وأعلم الزناتي فضاقت في وجهه الدنيا، وما عاد يعي على حاله، فأرسل أحضر ابنته سعدى وقال لها: يا باغية ما أحد جلب لنا البلاء سواك، فلو كان من ألول تركتني أقتل المحابيس وابا زيد، كنا ارتحنا من بني هلال، لا أخاف الا من دياب، فقالت سعدى: يا أبي لاتخف منه أنا أرده عنك، ثم مشت على شراريف القصر فرأت دياب يلاعب الخضرا، فنظر اليها وكف وجهه عنها لحسنها، ما اسمك وما تريدين؟؟

قالت: أنا سعدى وأنت ما تريد؟؟ فأنشد وأنشدت بدورها ثم رد عليها دياب.

( قال الراوي ):
فلما فرغ الأمير دياب من كلامه، قالت له سعدى: قف عندك حتى أرسل لك ابي، وعادت لأبيها تحثه على حربه فركب الجواد وبـرز الى المـيدان، وأنشد:
اليوم يومك يا زناتي خليفة
فلا بد من سيفي تروح شلال

قال الفتى زغبي ابن غانم
حل الوفا واشتقت أنا للمال


فلما فرغ الأمير دياب من الكلام، والزناتي يسمع نظامه، فارتطم البطلان كأنهما جبلان، وتصادما صدام الأبطال وضربت في حربهما الأمثال وقلق الزناتي من حرب دياب ورأى منه أبوابا ما كانت تخطر له بحساب، رآه بحرا ما له قرار، وما زالا في الحرب والطعان وهما في أشد ضيق الى نصف النهار، فزاد الأمير دياب على الزناتي بحربه وعاد يفتل حوله على الخضرا مثل الصاعقة، فخاف الزناتي وانحل عزمه وولى من قدام دياب هاربا الى تونس، ودياب لاحقه مثل الأسد الكرار، فهجم دياب وعسكره على قوم الزناتي والتقت الرجال بالرجال وجرى الدم وسال فيا لها من وقعة تشيب رؤوس الأطفال، وذهب من الفريقين عدد كبير من الفرسان والشجعان، وكان لتونس ثلاثة أبواب داخلة في بعضها، باب( صارة ) وباب( منصور ) وباب( حسرة )، ففتحوا الأبواب حتى دخل الزناتي وسكروها، فضرب دياب الباب بالرمح فخرقه، فأطبقت قوم الزناتي على قوم دياب، فالتقاهم بسيفه القرضاب وهجم بنو زغبة وعظمت الأهوال وبطل القيل والقال الى أن ولت الشمس للغياب، ودقت طبول الانفصال فاختبأ قوم الزناتي من خارج السور ورجع الأمير دياب وقومه الى بني هلال، فهنأوه بالسلامة وأكلوا وشربوا وحضر الأمير حسن والأمير أبو زيد لعند دياب وعانقاه وهنأاه بالسلامة وجلسا معه للمنادمة والكلام، وأمر دياب في الذبائح وعمل الولائم فسألوه عن حرب الزناتي، فتبسم من قولهم وقال: أنا أكفيكم شره وأقصر عمره، فقالوا يا دياب غدا اقتل الزناتي وملكنا الغرب كما ملكتنا الشرق، فقال ان أراد الله تعالى، ولكن يا حسن الذي يقتل الزناتي يكون سلطان الغرب فقال الأمير حسن نحن أولاد عم وبين الأهل ما في فرق والرزق واحد والحكم واحد، ثم انصرفوا الى حالهم ولما أصبح الصباح برز دياب الى الميدان، فبرز الزناتي وانطبقا على بعضهما انطباق الغمام وطال بينهما الطعن والصدام، من شروق الشمس الى وقت الظلام، فدقت طبول الانفصال وانفصلا عن القتال، أما الزناتي فعاد في أسوأ حال وأيقن بالهلاك، فضاق صدره واحتار بأمره، فطلع الى قصره وارتمى على فراشه، ثم فتح شباك القصر ونادى ابنته سعدى فأتت وجلست مقابله في شباك آخر، فتنهد الزناتي وصار يعاتب سعدى.

فلما فرغ الزناتي من كلامه، قالت له سعدى يا أبي اني لم أنم الليل من أجلك، ودائما أطلب من الله أن ينصرك وينيلك مرامك وأنا أنثى لم أتعود على القتال والكفاح ومبارزة الأبطال، ثم أنها انصرفت والهوى غالب عليها، ولما أصبح الصباح طلعت بنو هلال من خيامها وركبت سوابقها، وأما الزناتي فأغلق أبواب تونس وما عاد يفتح ولا عاد له قلب للخروج الى الميدان لخوفه من الأمير ديبا الذي قام من نومه وتقلد سلاحه وركب الخضرا وبرز الى الميدان، فحين نظره الزناتي هانت المنية عليه، فبرز لدياب فصدمه صدمة الجبار، وهاج الزناتي كالجمل فتلقاه دياب بالسيف وطار فيما بينهما الغبار حتى سد منافس الأقطار وحجب عنان السماء الى الظلام، دقت طبول الانفصال وافترقا على سلامة، واستقاما على هذا الحال مدة شهرين، وفي آخر الأيام برز الاثنان الى الميدان، فغضب دياب وزاد به الغضب وضرب الزناتي بالسيف فأصاب جواده، فرمى نفسه على الأرض وقد أيقن بذهاب الروح، فأدركه قومه في جواد من الخيل، وأركبوه ومال عليهم دياب بالسيف القرضاب، وزاد نار الحرب التهاب وقطعت منهم الزنود والرقاب، وساقهم دياب سوق الغنم ودخلوا المدينة وسكروا أبوابها، فطلع الزناتي الى قصره فنام على فراشه وهو غارق في الأفكار لنصف الليل، فقام مرعوبا ونادى ابنته سعدى فأتت، ولما شاهدت حاله بكت وندمت، وصارت تشجع والدها على حرب دياب، وثاني الأيام برز الى الميدان فبرز اليه الأمير دياب، ثم التقى البطلان وكأنهما أسدان وما زالا في حرب وصدام الى وقت الظلام، دقت طبول الانفصال وثاني الأيام برز الاثنان الى الميدان. ولم يزالا في حرب وصدام الى وقت الظلام، فدقت طبول الانفصال، وثاني الأيام برز البطلان.

وأخذا في الحرب والصدام حتى أقبل الظلام، فدقت طبول الانفصال وثاني يوم برز دياب الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه الزناتي وصار يقول:
يقول الزناتي أفرس الفرسان
في القلب مني زايدة نيراني

بليت فيكم يا هلال بلية
ربي بكم دون الملا أبلاني

قتلت منكم قوم ما لهم عدد
راحوا طعام الوحش والغربان

صافف رؤوس رجالكم أنظرها
على السور منشورة وفي الصيوان

انا خليفة يا دياب تحضر
يا ما قهرت ابطال مع شجعان

انزل عن الخضرا وبوس ركابي
واسلم بروحك لا تكون ندمان


فلما فرغ الزناتي من كلامه التقى البطلان في الحرب والصدام، فبقيا في قتال شديد حتى ولى النهار وأقبل الليل بالاعتكار، ودقت طبول الانفصال ورجع كل منهما الى قومه، وقد ذل الزناتي بعد عز، وبكى على أحواله وملكه، وبات تلك الليلة في هم وأتراح الى الصباح، كتب كتابا يطب فيه الصلح وأرسله الى دياب، وكان دياب قد برز الى الميدان، فلما وصل الرسول أعطاه الكتاب ففضه وقرأه وعرف رموزه ومعناه، فتوجه لعند السلطان حسن وعرض عليه كتاب الزناتي، فقرأه أبو زيد على الأمارة، فبهتوا جميعا مقدار ساعة، فقال أبو زيد ماذا تقولون؟ فقالوا الرأي عندك يا أبا زيد.

فقال أبو زيد: الرأي انكم تصالحوه، ومن أبا عن الصلح يسأل الجازية فالتفتت اليهم وقالت: أذل الله لحاكم يا بني العربان ذليتم عن حرب الزناتي ودياب أيضا ذل معكم وهو شاطر في ركوب الخضرا وتعريض الصدر، وحالا نادت النسوان وقالت دونكن والخيل، فنحن نقهر الزناتي ونأخذ ثأرنا والتفتت الى دياب، وقالت له: انزل عن الخضرا حتى أركبها واقاتل ازناتي وأنشدت تقول:
تقول فتاة الحي أم محمد
أنا أورد خليفة أقصى الموارد

أنا بنت سرحان الأمير بلا خفا
أخي حسن سلطان على القوم سايد

ألا بأعذاري شدوا الخيل واركبوا
على سوابق أصيلات فرايد

ونلبس خوذهم والدروع وخيلهم
ونحن نحارب في اللقا والمطارد


فلما فرغت الجازية من كلامها والأمراء يسمعون نظامها، فعند ذلك تبادرت البنات الى الخيل، وكل واحدة مسكت لجام فرس وقالت لراكبها انزل واركب موضعي في الهودج وأنا أركب جوادك، وأما الجازية فقالت الى دياب انزل وأنا أركب موضعك وأحارب، فغضب دياب وقال لها: كم مرة خلصتك من السبي، ولو صالحه كل بني هلال ما أفوت ثار أخوتي وأولادهم، ولا صالحت خليفة، فارجعي الى الوراء وردي البنات واتركي الحرب للرجال، ثم أنه رد على الخليفة وقال:
يقول الفتى الزغبي ولد غانم
وذم الفتى بعد الكمال حرام

وحمد الفتى بعد القبيح مذمة
وحمد الفتى بعد النضال لزام

أنا دوم ممدوح بفعل أكارم
بخير وجود بالفلا وخصام

كم فارس أنا بقناتي قتلته
وادعيته ضمن التراب عدام

فلا بد ما أملك بلادك كلها
وقومك يصيروا عندنا خدام


( قال الراوي ):
فلما فرغ دياب من كلامه، طوى الكتاب وأرسله الى الزناتي خليفة، فلما وصل اليه، فضه وقرأه وعرف رموزه ومعناه، انخمدت أنفاسه وزاد وسواسه، ولما أصبح الصباح دقت طبول بني هلال للحرب والكفاح، وبرز الأمير دياب الى الميدان، فنظر الزناتي فأشار يكتب الى دياب ويقول:
يقول أبو سعدة الزناتي خليفة
والهم قد جانا مع الوسواس

أيا دياب الخيل يا طيب الثنا
يا أمير حامي حومة البرجاس

فاصفح عن حربي وخذ ما تريد
أموال خذ مني وكل أجناس

أقسم عليك بجاه ربي تجيرني
وبحق اله العرش رب الناس

وبطل الحرب عني لا تلومني
وديني بقولي ما أنا دلاس


فلما فرغ خليفة من كلامه، طوى الكتاب وختمه وقدمه للأمير دياب فلما قرأه مزقه ورماه وصرخ في الخادم صرخة أرعبته، وقال له: لولاما يكون قتل الرسول حرام لقتلتك، ولكن ارجع لمولاك وقل له ما عنده جواب الا الحرب فرجع النجاب وأعلم مولاه بذلك، فلم يرد عليه جوابا، فعند ذلك عاد دياب الى بوابة تونس، فحكم طريقه على خندق كبير فنزل عن الخضرا وقاس الخندق، فطلع عمقه خمسة أرماح ووسعه ثلاثة، فعرف أن الخضرا تقفزه، فعند ذلك اعتلى ظهر الخضرا وأرجعها الى الوراء وصار يلاعبها حتى وصلت الى الخندق، فحثها بالركاب فقفزت الى الجانب الآخر وظل غايرا الى الباب لقي البواب نائما، فلكزه بكعب الرمح، ففاق فوجد فارسا فوق رأسه يقول له يا بواب اذهب الى سيدك وقل له أن ينزل الى الميدان، وان لم ينزل فقل له الأمير دياب قفز بالخضرا فوق الخندق، وغدا يقفزها فوق السور، فراح البواب وأعلم مولاه ورجع دياب الى قومه، فعند ذلك نزلت دموع الزناتي وصار يببكي على حاله وأرسل وراء سعدى ابنته لكي يودعها، وكان قصده قتلها ولكن لم يستطع الوصول اليها وكانت سعدة ضربت الرمل فعلمت أن منيته قد قربت، فأتت الى الشباك قباله وقالت له طب نفسا وقر عينا لأنه بان عندي في الرمل أنك منصور على دياب، فدق طبله وبرز الى الميدان فبرز اليه الأمير دياب فالتقى البطلان كأنهما جبلان وغنى فوق رأسيهما غراب البينن فوقع بينهما ضربتان قاطعتان، وكان السابق الزناتي، طعن دياب بالرمح فأخلى عنها فأضابت الخضرا، فوقعت على الأرض ووقه دياب كأنه طود من الأطواد، فطمع الزناتي فيه وسحب السيف من غمده وهجم عليه، فأدركه بنو هلال وقدموا له جوادا من الخيل الجياد، ركب وهجم على الزناتي في قلب لا يهاب الموت، ومازال السيف بينهما الى وقت الظلام، فانفصلا على سلامة من الحرب والقتال، أما دياب فانه حزن على الخضرا كثيرا، وأمر أن يغسلوها ويكفنوها بالحرير ويدفنوها، وبنى على قبرها قبة عظيمة وذبح على قبرها ألف ناقة، وفرقها على الفقراء زكاة عن سلايلها وأولادها، وثاني يوم نهض دياب واعتد في عدة جلاده وركب على ابن الخضرا، وكان مهرا رباعيا طويل الباع لين الطباع، وبرز الى الميدان كأنه فرخ جان وطلب مبارزة الزناتي، فبرز اليه لأنه فرح بقتل الخضرا وظن أنه يملك أربه من دياب ويقتله كما قالت سعدى وأما حسن وبنو هلال، تحقق عندهم أن دياب في هذه المبارزة يقتل الزناتي لا محال لأجل ثأر الخضرا، فركب الأمير حسن مع سائر بني هلال، وركبت العماريات الهوادج واصطفت العساكر أمام بعضها البعض، والتحم الزناتي ودياب في حرب شديد يقطع الزرد النضيد من الصباح الى الظهر، فثارت فر رأس دياب نخوة الرجال والهمة الكافية العلية، فسحب الدبوس من تحت فخذه وبرمه في يده وضرب الزناتي على رأسه، فطيرت جميع أضراسه فأدار رأس جواده وعول على الفرار من عظم الألم، وما عاد يدري كيف يتوجه، فلأجل نفوذ الأحكام قام دياب بعزم الركاب وأطلق عليه الرمح لأن الزناتي كان هاربا، فالتفت لكي ينظر الى دياب ان كان لاحقه فأصاب الرمح عينه ونفذت الحربة من قفاه، فتذكر الأمير دياب وقت قول ابنته نجيبة حين قالت له إطعنه بعينه، فمال أبو سعدى عن الجواد وعول على الوقوع، فسحب دياب السيف وضربه على هامه أرمى رأسه قدامه، فأخذ دياب الرأس على رأس السنان وغار هو ورجال وبني هلال على قوم الزناتي، فبدلوا أفراحهم بالكدر وولوا هاربين، وأما قرايب الزناتي فإنهم صاحوا الأمان ودخلوا واقعين على دياب، ورموا سلاحهم وطلبوا الأمان وأولهم كان العلام وطلبوا من دياب مكانا يقيمون فيه مع حريمهم، فأعطاهم مدينة الأندلس وما حولها، ورحل العلام وقومه والحريم والعيال، وقطنوا بذلك المكان، ورجع الأمير حسن والأمير أبو زيد وبنو هلال نحو تونس، أما دياب فإنه ملك تونس وأعطى عبده خليل الرمح، وأمره أن يضعه فوق تونس وينادي ـن الأمير دياب هو الملك وكل من لا يدخل تحت طاعته يقتل، ففعل العبد كما أمره مولاه، أما سعدى فقد لبست أفخر ملبوس وسارت تتمختر كأنها عروس، وأتت لعند الأمير مرعي وهو يتمشى بجناين القصر بالملابس الحريرية ومنتظر الفرج والتيسير فدخلت عليه سعدى وقالت له اعلم أيها الأمير أنه جاء الفرج وتعاهدت معه أن لا يأخذ غيرها ووعدته أن لاـاخذ غيره ولو قطعت بالسيوف، ثم ودعا بعضهما البعض وكل واحد ذهب الى حاله سبيله، أما الأمير دياب فأمر بتعليق رأس الزناتي على السور، وأمر بتنزيل رؤوس بني هلال ليدفنوهم وملك دياب تخت الزناتي وحاز الملك والمال والنوال وساق الخدم قدامه وأمر بإطلاق مرعي ويحيى ويونس وخلع عليهم وأرسلهم لعند أهلهم وجلس دياب على تخت الزناتي ولبس التاج وهو مصنوع من قديم الزمان ومرصع بالمرجان الأحمر والياقوت الأخضر ومنسوج بالدر والجواهر والذهب الأصفر واجتمعت حوله بنو زغبة، فلما سمعت سعدى بجلوس دياب على كرسي أبيها خافت وارتعدت فرائصها وخاب ظنها بمرعي وندمت حيث لا ينفعها الندم وتوجهت لعند الأمير دياب وترجته في دفن أبيها، فقبل طلبها وطيب خاطرها وأدخلها بين حريمه فأكرموها غاية الإكرام.

هذا ما جرى الى دياب وأما ما جرى الى الأمير حسن وأبو زيد وهما راجعان الى تونس، فقد سبقهما أناس وشاهدوا رمح دياب والمنادي ينادي بإسم دياب والعبد خليل حين رأى الأمير حسن وأبو زيد مقبلين، رجع شاور مولاه فقال له دياب إذهب وناد كما أمرتك، فرجع وصار ينادي لا سلطان الا دياب وكل من لا يدخل تحت رمحه يعدمه الحياة، فحين سمع حسن هذا الكلام قال كيف الرأي يا أبا زيد، فقال هينة يا حسن ندخل ولو ما شال الرمح فتقدم عبد الأمير حسن، وضرب الرمح قطعه نصفين، فضربه العبد خليل قطعه كما قطع الرمح، وأما حسن هجم على ديوان الزناتي، فوجد دياب جالسا على التخت وحوله أكابر بني زغبة والخدم والعبيد بين يديه والتاج على رأسه، فهجم عليه حسن وقال ما هذا يا دياب؟؟ أما كفاك مروري من تحت رمحك وتلبس التاج على رأسك وتريد أن ترثني وأنا حي وتعزلني من منصبي ورثة جدي وأبي؟! لا بد عن قتلك يا نحس! بعد هذا العمل، وإنحدف على دياب، فوقف أبو زيد والرجال بوجه حسن وقالوا يا مولانا إن دياب مخطئ ومنك المسامحة، فهذا كله جرى ودياب جالس على الكرسي غير عابئ به ولا بكلامه، فإزداد حسن حنقا وقال إتركوني حتى أقتل هذا الغاصب، فقال له دياب يا حسن أنت عندك هذه الشطارة، فلماذا ما قتلت الزناتي وملكت تخته؟ ولأي سبب أرسلت تتدخل علي أنت وأبو زيد وكل بني هلال حتى أنا قتلت الزناتي ومهدت لكم البلاد؟ فقال حسن: أنا والأمير أبو زيد ما أرسلنا وراك ولا أحد من جميع بني هلال إلا البنات وأبوك غانم، فقال دياب: المكاتيب عندي. فقال حسن: ليست المكاتيب مني، فتقدم أبو زيد وأنشد يقول:
يقول أبو زيد الهلالي سلامة
فمالك يا حسن سرحان هايش

تريد تقتل دياب يا بو علي
هو حامي ظعننا من كل طارش

لأنه جعل رمحد على باب تونس
الفعل يا أمير فعل طايش

حريمنا بعثوا البراقيع لإبن غانم
ليدعي أبو سعدة بدمه يشالش

جانا على خضرا وجندل عدونا
وأخذ بثارنا في ماضيات الطرايش

قوموا بنا نقسم بلاد الزناتي
ونادوا بالإطمئنان والكل عايش


فلما فرغ من كلامه تقدم إلى دياب وقال له: يا إبن العم العين لا تعلو على الحاجب، قم حتى نركب حسن على الكرسي ونقسم البلاد، فقام دياب مسك حسن مع أبي زيد وأجلسوه على التخت، ثم تقدم الأمير دياب وأشار يقول:
يقول الفتى الزغبي دياب إبن غانم
والنار من جوا الضلوع شجونها

يا أمير حسن لولا دياب إبن غانم
غدا ظعنكم بحرب الزناتي رهونا

ولما قتلت الهيدبي وأنت شاهد
وأبو زيد حاضر كيف تنكروها

طعنته رميته والقنا يقرع القنا
بيض العذارى شاخصات عيونها

وملكتم نجد العدية وأرضها
وقفت بها بيض العذارى بفتونها

تكاونت أنا والزناتي خليفة
وما تعلم الأرواح من هو زبونها

وقد راحت الخضرا وشت بها النيا
من طول عمري من العدا أصونها

وجاؤوني بنو هلال وعامر
وجاؤوني بنات هلال يندبونها

وجابوا القماش الحرير الغالي
وجاؤوا الى الخضرا يكفنونها

حفرت لها في الأرض قامة ومثلها
خايف وحوش البر ينهشوها

إن مت بالله إدفنوني جنبها
في وسط روضة موضع ما تدفنوها

عسى نلتقي يوم القيامة جميعنا
وأقبل الخضرا وأمسح عيونها

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 4280803596
الجزء السادس عشر قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 1215410045 الجزء الثامن عشر

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة Empty2020-10-27, 9:16 pm

شكرا جزيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع عشر 17 ) قتل الزناتي خليفة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الخامس عشر 15 ) ديوان الزناتي خليفة
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء السابع 07 ) قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع عشر 19 ) قصة الأمير صبرا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: