منتديات اشواق وحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اشواق وحنين

للزمن الجميل . منتدى لكل العرب اجتماعى ثقافى تعليمى ترفيهى منوع
 
الرئيسيةبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif101
♥♥ Admin ♥♥

رقم العضوية :

♥♥ Admin ♥♥
sherif101

وسام الـ 7000 مشاركة
وسام الألفية السابعة

ذكر
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 7621
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
من مواضيعى :
الف ليلة وليلة الاذاعية كاملة للتحميل mp3

الشيخ امين الاسكندرانى . ملك الغزالة . الاصلى .حصريا عندنا وبس

البرنامج الاذاعى الفكاهى (ساعة لقلبك) 130 حلقة للتحميل




MMS : لو قلت احبك

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي Empty
المشاركة رقم :1مُساهمةقصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي Empty2015-01-28, 10:04 pm

تغريبة بنى هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب
****
قصة ابو زيد الهلالي كاملة (26 جزء)
بسم الله الرحمن الرح
الجزء التاسع
فقال أبو زيد في سره، أنا عمري ما شربته وكيف أشرب الآن؟ فقال له صاحب القلعة، وكان اسمه حنا، لماذا لاتشرب وتطرب كعادتك؟

فقال أبو زيد، لقد أقسمت يمينا أن لاأتناول الشراب أسبوعا كاملا، فقد عن على بالي قتل هؤلاء الأسارى، فقال له ونحن بانتظارك حتى تحضر وتفعل فيهم مرادك، فقال لهم هاتوا زيدان لأسقيه كأس الهوان. فلما أحضروه صاح به يا جبان أنا أسألك عن أبي زيد أين هو الآن؟ فقال له غدا يأتي ويقتلك، فقال له سأقتلك وأقتله وأقتلد حسن ودياب وآخذ منك الثأر وأكشف عني العار.

فقال له زيدان: يا أبا بشارة ليست الشجاعة والبطولة في السحر إنما الشجاعة تظهر في ركوب الخيل. هات جوادا وعدة جلاد ودع قومك كلهم يقابلوني في الميدان يا كلب يا جبان.

فقال أبو بشارة له: يا نذل من قتل ابن عمي أنت أم أبو زيد أم دياب؟

فقال زيدان لا أعرف ذلك وأنا ياما لي وقائع ومهالك، قال له زيدان أعلم أن كل الذين قتلوا ما قتلهم غير دياب، وأما أنا وأبو زيد ما قتلنا أحدا، فقال أبو بشارة هاتوا دياب ومن معه حتى ننظر، فساروا في الحال وأحضروا دياب وبقية الأبطال، فحينئذ التفت أبو زيد إلى دياب وقال له من قتل أولاد عمي؟

فان زيدان يقول أنت قتلتهم، أفـدنـي بالجواب قبل أن أعلي رأسـك بهذا الحسام! فأجابه إعلم يا أبا بشارة أن المكتوب يقرأ من عنوانه، انظر إلى كلام زيدان تحاكيه بالدرهم وهو يجاوبك بالقنطار هذا كلامه في هذه الأمصار فكيف يكون في البراري والقفار، والله ما أنحبس منه إلا أبو زيد الفراس العنيد وهؤلاء الذين عليهم الكلام، فقال أبو بشارة والله ما فيكم واحد مقصر وكلكم أنجس من بعضكم البعض، أنت مثل الحية تلسع وتخبي رأسها.

ثم قال ارموا ديابا فرموه حالا فأخذ العصا وقام ليضربه فقال له زيدان مكن يدك يا أبا بشارة، فقال دياب ويلك يا زيدان كيف يهون عليه الأمر وأبوك غانم وأخوك دياب؟ فقال أبو بشارة لزيدان هل هو أخوك؟ فأجابه نعم من فرد أم وأب ولكن اقتله لأنه هو الذي قتل رجالك وألقانا بين يديك، فقال دياب والله يا أبا بشارة صاحب اللسان غلب صاحب الإحسان والله ما يستاهل القتل غير زيدان وأبي زيد لأنهما قتلا اولاد عمك، وهذا زيدان ترباية ذلك الشيطان، فقال أبو بشارة أنت تربية أبي زيد وتجعل نفسك مسكينا، فأجاب زيدان نعم أنا تربية أبي زيد ولابد ما يعدمك روحك فقال الأمير حنا لأبي بشارة أقتل هؤلاء الأسارى فقال له طول بالك يا ملك ولا تعرف قتلهم إلا مني ولكن لاتقتلهم حتى أجيب أبا زيد ونذبحهم سوا، فلما سمع حنا كلامه قال افعل مرادك، عندها التفت أبو زيد إلى القاضي وقال أنت قاضي العرب؟ قال نعم قال أنت قلت لقومك أن يقتلوا عباد النار لأبي حتى قتلوا أمراءنا وفرساننا فقال له قتلهم حلال في كل المذاهب لأنه لا يبعبد إلا الله تعالى، فقال مرادي أرمي عليك مسائل، فقال اسأل عما شئت،، فقال أخبرني عن شجرة فيها اثنا عشر غصنا في كل غصن ثلاثون ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات، اثنتان لونهما أبيض وثلاث لونها أسود، فقال هي السنة والأشهر والأيام والصلوات الخمس فقال له أخبرني كم بين السماء والأرض، فقال خمسمائة عام فقال زيدان بقي عليك أن تسأل ديابا وان ما عرف يجاوبك اقطع رأسه فقال دياب ويلك يا زيدان أما أنا أخولك لا شك أنك ابن لئام أنت وأبو زيد قتلتم بدريس فان قتلوكم يكونوا أخذوا ثأرهم وأشار يقول:
دياب غنى قصيدا من ضمائره
ودمع العين عالخدين طوفان
يا أهل المروءة اعفو اليوم عن قتلي
ان كنت تقتل قوم اقتل زيدان
هذا وأبو زيد قتلوا أعمامك
وخلوا الفوارس في بلا وأحزان
ونحن ياأبو بشارة قوم اقتلنا
أنا وبدير مع ابن سرحان
وان كان زيدا ما يعرف سؤالك
مايعرف اللغز إلا أخي زيدان
واقتل أبو زيد الهلالي سلامة
اقتله يا أمير بحد يمان
أنت صاحب العزة والمجد والعلا
واجمع عليهم يا أمير فرسان
ترمى علينا مسائل لانعرفها
أنت صاحب الصيوان والعمدان


فلما انتهى دياب قال أبو بشارة أنت تقول ما قتلته وحسن والقاضي وزيدان يقولون ما قتلوا أحدا، ومرادي أعلم من الذي قتلهم أخبروني وإلا قتلتكمفي الحال، فقال له دياب ما أحد قتل أعمامك سوى أبي زيد والأمير زيدان ويلك يا دياب من قتل بدريس والخزاعي غيرك! فأنت تعمل عمايلك وتتهمنا، ثم أنشد يقول:
قال زيدان قصيدة من ضمايره
أبيات كالدر موزونة بميزان

وحق عيسى وموسى والنبي محمد
قولي صحيح ما فيه بهتان

دياب هو الذي قتل ابن عمك
قتل بدريس بسيفه وسنان

أيضا قتل الخزاعي ما اختشى منه
أكيد ياأبو بشارة ما أنا وهمان

حنا يا ملك صهيون قوم اذبحه
واجعل دمه فوق الثرى غدران

بحياة رأسك تشفي خاطرك منه
هذا يقيم الفتن كأنه الشيطان

وهذه المسائل يحلها دياب بسرعة
وأن ما عرفها اجعله اليوم قربان


فلما فرغ زيدان من كلامه والجميع يسمعون نظامه، فقال حنا كيف يا أبا بشارة دياب يقتل أهلنا ورجالنا وأنت ساكت عنه بحياتي عليك تشفي خاطري منه، فقال ارموه تحت الضرب، فرموه وقام أبو بشارة والعكاز في يده ومال عليه حتى كسر أجنابه، والتفت إلى القاضي وقال له: مرادي أرمي عليك مسائل ان ما أحببت عنها ضربتك مثل رفيقك، فقال له سل عما تريد، فقال أخبرني كم طيرا نزل بالكتاب؟ فقال له تسعة: الذباب والنمل وطير الأبابيل والجراد وطير عيسى وهو الخفاش والغراب والهدهد والصفا واللهو وهو السمك، قال أخبرني عن طير يمني ويحيض وعن شئ إذا حبس عاش وإذا شتم الهوى مات، فقال له أما الطير فإنه الوطواط وأما الثاني فهو السمك ثم أن القاضي التفت نحو أبي بشارة وقال مرادي أسألك سؤالا قال سل عما شئت فقال أخبرني عن شئ كان حلالا ثم صار حراما؟ فقال له البيضة حلال وإذا وضعت تحت الفرخة صارت حراما، فقال القاضي أخبرني يا أبابشارة عن رجل قام إلى الصلاة سلم عن يمينه وجب عليه مائة دينار وسلم عن شماله طلقت زوجته ونظر إلى موضع سجوده بطلت الصلاة.

( قال الراوي ):
فلما فرغ من كلامه والقاضي بدي نظامه، فقال له عفاك الله يا أمير على هذا العلم، لكن يا حيف كيف تكون عابد النار ويكون عندك هذا العلم ! ؟
فضحك وقال يا قاضي خلص روحك والا أقتلك أنت ورفقاءك، فقال القاضي أريد أن أسألك سؤالا فقال قل ما شئت قال أخبرني عن خمسة أرواح أكلوا وشربوا وليس لهم أم ولا أب، فقال له أنا ماعرفت سؤالك ثم التفت أبو بشارة إلى رفقائه وقال أجيبوا سؤال هذا المسلم، فقالوا لم نعرف سؤاله فقال ياقاضي ما عرفنا سؤالك فاشرحه لنا وخذ لك خمس دجاجات محشيات رز وصنوبر، وكان أبو زيد مراده يطعمهم لحما حتى ترد روحهم إليهم، فقال له بدير يا أمير هؤلاء هم آدم وحواء وكبش اسماعيل وعصا موسى وناقة صالح فقال أبو زيد أخبرني عن موضع لايجوز فيه الصلاة، فقال له ظهر الكعبة، فأمر أبو زيد بأخذهم إلى موضوعهم فأجابوه بالسمع والطاعة وأما أبو زيد رتب لهم كل يوم خمس دجاجات ومازالوا على هذا عدة أيام.
وفي ذات يوم من الأيام قال أبو زيد يا أمير حنا مرادي أسير إلى بني هلال وأقتل أبطالهم ورجالهم وأدعهم بأوشم حال وأقتل أبازيد ونبقى ندبر أمرا في هلاك الجميع ثم أشار يعلمه في هذا القصيد يقول:
هذه المحابيس يوم العيد نذبحهم
وأجعل دمـاهـم في الأرض طوفـان
وجيب أبو زيد الماكر وأشنقه
ويشوفوا العـذاب أشـكال وألـوان
وحياة ديني لا جعل قتله شهرة
وأجلي صدى القلب وأكشف الأحزان


فلما فرغ أبو زيد من كلامه والملك حنا يسمع نظامه قال افعل ما تريد، فقال أبو زيد مرادنا في هذه الليلة أن نعمل كيفية فقالوا حبا وكرامة وما كان إلا برهة من الزمان حتى حضر الخمر فقالوا لاأحد يسقينا غير أبي بشارة، لأن يده مباركة فقام المذكور وصار يسكب الخمر ويسقيهم حتى سكروا فتركهم أبو زيد وسكر عليهم الباب وسار حتى وصل إلى أمراء بني هلال وفتح باب السجن ودخل عليهم وقال: قوموا! ولما رأوه ارتعدوا منه وقالوا نحن في جيرتك يا أبا بشارة فقال لا تخافوا أنا لست أبا بشارة أنا أبو زيد وعليكم الأمان فقالوا لله درك يا أبا شيبانن ولولاك متنا في هذا المكان ولكن احذر من أبي بشارة لربما يعرفك! فقال لهم كونوا براحة بال من هذا الأمر ولازم أذيقه كأس الحمام فطيب خاطرهم ورفع عن وجهه اللثام وحدثهم بما جرى بينه وبين أبي بشارة وبما فعل بهم، فلما سمعوا منه هذا الكلام، شكروه فعند ذلك تقدم إليهم وفكهم من وثاقهم وأخذوا يقطعون البراري والآكام، حتى وصلوا لقومهم ففرحوا بهم فرحا شديدا ما عليه من مزيد وطلعوا لاقوهم بالطبول والزمور وشكروا الأمير أبا زيد على تلك الفعال التي تعجز عنها الصناديد الأبطال وسلموا عليهم وقدموا لهم الطعام.

( قال الراوي ):
هذا ما كان من أمر بني هلال وأما ما كان من أمر حنا والأبطال فظلوا سكارى إلى الصباح تفقدوا الأسارى، فما وجدهم وفتشوا على أبي بشارة فما وجدوه فحينئذ علموا القضية ثم صاح حنا في الفرسان وأمرهم أن يركبوا الخيل فركبوا الخيل فركبوا ظهور المهارة وجدوا في قطع الصحارى طالبين بني هلال ومازالوا مجدين في سيرهم حتى قاربوا الأرض التي فيها بنو هلال، فقال لهم الوزير وأخوه مرقص، خذوا أهبتكم للقتال، واستعدوا للحرب والنزال، فقال حنا وأين هم بنو هلال؟ فقال جرجس إذا قمنا هنا إلى وقت السحر وسرنا بلا مهل نصف النهار، نصل إلى بني هلال، وفيما هم على ذلك وإذا بخيل بني هلال طلعت ولمعت رماحها في شعاع الشمس وفي أوائلها أبو زيد ومن وراه دياب وحسن والقاضي وزيدان وفرسان الحرب والطعان، فتبادرت اليهم عساكر جرجس وحنا وصاحوا بهم فارتجت لصياحهم الوديان فحمل عليهم دياب بدون جواب فتلقاه فارس يقال له الدهقان وتجاول هو وإياه ساعة من الزمان، فحكم دياب عليه السنان وطعنه في صدره خرج يلمع من ظهره وكان معه عشرة من الفرسان، فلما نظروا ما حل به، حملوا على دياب فتلقاهم كأنه الأسد وفي أقل من ساعة قتل سبعة فرسان وانهزم الباقون وهم ينادون أنقذونا من الجن، فقد حل بنا العطب وأنت قم يا حنا وقاتل الجان فقد برز إلينا من هؤلاء القادمين شيطان بصورة انسان، فقتل مقدمنا دهقان وسبعة من الفرسان، فلما سمع حنا هذا الكلام، صعب عليه وكبر لديه وقال لهم كأن هؤلاء القوم ماعرفوكم ولو عرفوكم ماكانوا حاربوكم وإن صدقني حزري فما هذا الجيش إلا مع أبي زيد وأظن أنه لما خلص الأسرى سار إلى العرب واتانا للطلب والآن يحل بهم العطب ثم أنه غار عليهم ولما وقعت العين على العين علا الصياح من الفريقين ووقع السيف بين الطائفتين ونادى حنا تظنون أني أترك لكم مالي وما قتلتم من رجالي اليوم أبلغ منكم مأربي وآمالي فلما سمع أبو زيد كلامه قال له ويلك يا فاجر لمثلي تفزع هؤلاء الأنذال وأنا أبو زيد قدم الأفيال! ثم أمر رجاله بالحملة فحملوا من غير إمهال ووقع بينهم القتال ساعة من الزمن فوقع بقوم حنا الفناء والدمار وخا منهم الأمل وأيقنوا بحلول الأجل، وخاضت بنو هلال الغبا وأبروا الرقاب وطعنوا الصدور وقاتلوا قتال الجبابرة فلله در أبو زيد وما فعل ودياب وقد استقتل وسطا زيدان سطوة البطل ونزل الأمير حسن بين تلك الأمم حتى التقى في الوزير مرقص أخو جرجس فرآه ينخى الفرسان، فأقبل عليه وطعنه بصدره بالرمح، خرج يلمع من ظهره، فما نظرت قوم حنا إلى مرقص وهو قتيل، تصايحوا على حسن وأسعروا نار الحرب وسالت الدماء وتطايرت الجماجم وخلت السروج من ركابها وكحلت الأجفان بموارد العما وثبتت عسار الملك حنا واجتهدت برد أعدائها فما قدرت، بل هالها ما رأت وانحلت عزائمها وتفرقت، ولم يزل السيف يعمل والدم يجري إلى أن أمسى المساء، فعند ذلك دقت طبول الإفتراق وكفوا عن الحرب وكل فريق ذهب إلى مكانه، أما عساكر حنا فصاروا يقولون أن كان الأمر على هذا الشأن فهذه مصيبة لاترد إلا بكثرة الفرسان وأما بنو هلال فإنهم هنأوا بعضهم بعضا بهذا النصر وباتوا تلك الليلة مسرورين ولما أصبح الصباح نهضوا للحرب والكفاح وإذا بالوزير جرجس بقلب لايهاب وقال له لو لم تكن جاهلا لما دخلت هذه الأوطان وطلبت قتالنا في شرذمة من الفرسان فسلم نفسك قبل الفوات، فضربه دياب على هامه، فلما نظر ملكهم حنا إلى وزيره وهو قتيل، صاح في قومه ائتوني بهذه العصابة القليلة حتى أشفي غليلي فحملوا عليهم من كل جانب، فالتقتهم بنو هلال كالأسود وانطبقوا على بعضهم البعض وغطت الدماء وجه الأرض وأبو زيد ينثر الرؤوس ويبلي الفرسان بعد وجودها بالعدم فوقع في معسكر حنا التقصير ولما نظر إلى عساكره قد انكسرت وبنو هلال قد انتصرت، نادى في العساكر يشجعهم على الثبات، فانطبقوا على بني هلال انطباق الليالي على الأيام وحمل حنا بأوائلهم وأخذ ينخى الفرسان فألقى به أبو زيد فحمل عليه وضربه بالحسام بين عينيه، خرج من بين فخذيه وأما دياب وبقية الفرسان فإنهم فرقوا الكتائب وأظهروا العجائب ولما رأت عساكر الأعداء ما حل بملكها من الدمار ولت الأدبار وركنت إلى الفرار والتجأت إلى القلعة، فتبعهم أبو زيد والفرسان فطلبوا الأمان فأعطاهم الأمان ورتبوا عليهم الجزية في كل عام ورجعوا إلى مضاربهم كاسبين غانمين وفرق الأمير حسن ما غنموه على الجميع وأقاموا على شرب القهوة وأكل الطعام مدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك صمموا على الارتحال فهدمت الخيام وانتشرت الرايات والأعلام وركبت الفرسان ظهور الخيل والنساء والبنات في الهوادج، وجدوا في قطع البراري والآكام حتى وصلوا إلى حمص، فأقاموا فيها خمسة أيام وكانت تأتيهم الهدايا من جميع الولاة والحكام، ثم ارتحلوا إلى بعلبك ومنها إلى زحلة، فطابت أيامهم لأنهم كانوا يصرفون الأوقات في السرور والطرب، ثم ساروا قاصدين مدينة الشام فوصلوا إليها عند الظلام ونصبوا بقربها المضارب والخيام.
نجوم
قصة شبـيـب التبعي
نجوم
( قال الراوي ):
ان بني هلال بعدما قتلوا أبا بشارة العطار حاكم بلاد صهيون، جدوا في قطع الفلوات حتى أقبلوا على مدينة الـشـام وكان الحاكم عليها شبـيـب التبعي ابن مالك، وكان رأى حلما في المنام أرعبه، فجمع أكابر الديوان والأعيان وقال لهم رأيت في منامي أنه أتى إلى هذه البلاد سباع مثل الجراد، وكان كل سبع يأتي إلى شجرة يقلعها بأنيابه ولا يبالي بالأخطار، وكان لهذا الملك وزير اسمه عميرة.

فلما فرغ الوزير من تفسير حلمه استعظم شبـيـب هذه الأمور وكان قد بلغه قدوم بني هلال إلى قرب الشام فزاد اهتماما على اهتمام، لأن أبا زيد كان عند رجوعه من تونس ومروره إلى الشام قد استخلص من دار شبيب سرية عربية واسمها قنوع العامرية لما مر به وسار بها نحو بني هلال، فتأثر شبيب من هذه الأفعال فاستدعى بنجاب وأمره أن يسير في الحال ويكشف له أخبار بني هلال، فسار ودخل على بني هلال، فأضافوه ثلاثة أيام، ورجع لعند سيده وصار يخبره بما جرى له شعرا.

فلما سمع شبيب الشعر والنظام صار الضيا في عينيه كالظلام فقال لمن حضر في الديوان، ما رأيكم في هذا الشأن لأن بني هلال حضروا إلى هذه الأطلال بعساكر كعدد الرمال، فقالوا الرأي قبل المبادرة بالقتال أن تطلب منهم عشر المال، فان أجابوك الى هذا الطلب بلغت القصد والأرب، وإلا تحاربهم وتشتتهم في البر فاستصوب شبيب رأي القوم وأرسل يطلب منهم عشر المال.

وسطر بذلك كتابا وختمه وأرسله مع نجاب الى الأمير حسن، فأخذ الكتاب وسار الى أن وصل الى الأمير حسن، أعطاه الكتاب، فلما فتحه وقرأه، قال: لاحول ولا قوة الا بالله، ثم جمع بني هلال وقال ما هو رأيكم؟ فقال الأمير أبو زيد والأمير دياب ليس عندنا جواب الا الحرب، فحينئذ قال الأمير حسن للرسول اذهب الى مولاك شبيب وقل له أني سأرسل له الجواب في وقت قريب وبعد ذهاب النجاب، نهض أبو زيد وقال اعلم أيها الملك الهمام أن شبيب ملك دمشق الشام استعد لمحاربتا والرأي والصواب ان أسير مع بعض الفرسان إلى تلك الديار لكشف الأخبار والوقوف على عدد العساكر والأبطال التي تجهزت للحرب والقتال وذلك بصفة شعراء، لعلنا نبلغ المقصود، فاستصوب الأمير حسن هذا الكلام واستقر الرأي على مسير أبي زيد ودياب وعرندس والرياشي مفرج وأبي الليث الكندي إلى تلك الديار، ليجسوا الأخبار، وفي ثاني يوم استعدوا للمسير وجدوا في قطع البراري حتى وصلوا الى دمشق الشام، فدخلوا بسلام وقصدوا الأمير شبيب حتى دخلوا عليه وسلموا عليه، وكان جالسا على كرسي مرصع بالجواهر يدهش العقل ويذهل البصائر، وحوله الأتباع والخدم، فرد عليهم السلام وقال من تكونون من العرب أيها الأجواد؟ فقالوا نحن شعراء نقصد الملوك والأمراء، فنمدحم بالقصائد الحسان ونرجع بالخلع والإحسان، وقد سمعنا بجودك ومكارم أخلاقك وحسن مزاياك، فأتينا إليك لنمدحك وننقل ثنال ونرجع مجبورين الخاطر للديار، ثم أن أبـا زيـد عدل الرباب وصار يمدحه:
يقول الفتى المدعو سلامة
بدمع جرى فوق الخدود سكيب
ركبنا وجينا ياأمير على نقا
من فوق نوق شبه ريح رهيب
فقلنا لها يانوق أين مسيركم
فقالت إلى نحو الأمير شبيب
شبيب بن شيبان بن مالك
أمير البوادي والبلاد شبيب
شبيب الذي كل البلاد عياله
ونحن يقينا من عيال شبيب
شبيب فتى لايوجد في الترك مثله
ولاربت العربان مثل شبيب
ياأمير أعطنا ولك منا الثنا
فنثني عليك عند الضحى ومغيب


فلما فرغ أبو زيد من كلامه شكره شبيب على حسن نظامه ثم أنه صرف معهم هذا النهار في الحديث والأخبار، ولما أصبح الصباح، استعد شبيب إلى الصيد مع الفرسان وابنه صقر، فالتفت شبيب إلى الشعراء وقال لهم: لماذا لا تركبون معنا؟ فقالوا هو عدم وجود الخيل، لأن مطايانا لاتصلح للركوب في الوعر والسهول، فأمر لهم شبيب بخمسة أفراس من الخيل فذهبوا مع السايس إلى الإسطبل وجعل أبو زيد ينظر في الخيول فلم يعجبه سوى جواد شبيب وهو غطاس وكان أبو زيد قصد بهذا العمل، اكتشاف خيول شبيب، فعاد السايس وأعلم شبيب بذلك الخبر، فقال له أعطه إياه إن كان يقدر يركبه، فعاد السايس إلى أبي زيد وقال له: إعلم يا شاعر العرب أن هذا الحصان هو جواد الأمير شبيب الغطاس فلا يقدر أحد منا أن يقرب منه فخذه إن كنت تقدر عليه، فتقدم أبو زيد إليه، فصهل الحصان حتى زعزع المكان، فلطمه أبو زيد بالكف بين عينيه وسرجه، وركب عليه وسار إلى عند شبيب، فتعجب منه كل العجب وقال في نفسه وحق ذمة العرب أن هذه الأفعال لا يقدر عليها الشعراء، بل صناديد الأبطال وقد تأثر من ذلك الأمر ثم أنهم ساروا في جوانب البر وصاروا يصطادون حتى صار وقت العصر، فارتدوا راجعين قبل دخول الليل.

تابع
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 4280803596 قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 4280803596
الجزء الثامن قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 720436442      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 1260002662 الفهرس قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 1260002662      قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 1215410045 الجزء العاشر

توقيع : sherif101


█‏█‏█‏█‏█‏█‏███‏
 تحيا  قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي 4136803066 مصـر
█‏█‏█‏█‏█‏█‏███
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashwaq2.ahlamontada.com متصل
ashrafesmat3
♥ عضو ذهبى ♥

رقم العضوية :

♥ عضو ذهبى ♥
ashrafesmat3


ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2015
رقم العضوية : 789
عدد المساهمات : 61
مزاجى اليوم : فله شمعة منورة
MMS : امح ذنوبك واستغفر الله

قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي Empty
المشاركة رقم :2مُساهمةرد: قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي   قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي Empty2020-10-26, 8:18 pm

شكرا على المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع 09 ) قصة شبـيـب التبعي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء العاشر 10 ) تابع قصة شبـيـب التبعي
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء التاسع عشر 19 ) قصة الأمير صبرا
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى 02 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثامن عشر 18 )
» قصة ابو زيد الهلالي ( الجزء الثانى عشر 12 ) قصة البردويل بن راشد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشواق وحنين :: قسم أشواق وحنين الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: